تم تعيين الدكتور كرم الشعار مستشاراً اقتصادياً في مكتب الأمم المتحدة في سوريا كخطوة هامة نحو اعتراف دولي بكفاءته وقدرته على إدارة المرحلة المقبلة من الناحية الاقتصادية في ظل إقبال سوريا على فترة انفتاح اقتصادي ورسم سياسات اقتصادية جديدة.
يعد الدكتور الشعار أحد أبرز الاقتصاديين السوريين على المستوى الدولي، إذ برز اسمه بشكل كبير في تحليل الاقتصاد السوري، وكشف مكامن الفساد وسبب استمرار النظام السوري اقتصادياً في ظل الحصار الذي كان مفروضاً عليه.
تعود أصول الدكتور كرم الشعار إلى مدينة حلب التي نشأ فيها ودرس فيها مرحلتي التعليم الإعدادي والثانوي، وأظهر خلال رحلته الدراسية اهتماماً كبيراً بالأمور الاقتصادية، لذا التحق بجامعة حلب في قسم الاقتصاد والإدارة، وكان من الطلاب المتفوقين، ليكمل دراسته في ماليزيا ونال درجة الماجستير من جامعة بوترا عن رسالة تحمل عنوان “التجارة الدولية والسياسات النقدية”، أما الدكتوراه فقد نالها من جامعة فيكتوريا في ويلينغتون بنيوزلندا، ولدى الدكتور الشعار أبحاث ودراسات عديدة في مجال الاقتصاد السياسي والحوكمة.
المناصب التي شغلها الدكتور كرم الشعار
للدكتور الشعار مشوار طويل بين الجامعات الأجنبية فقد كان باحث غير مقيم في “معهد الشرق الأوسط” بواشنطن، كما كان المحاضر الأول في جامعة ماسي بنيوزلندا، في حين عيّن كمحلل أول في وزارة الخزانة النيوزلندية، كما يتم الاعتماد على التقارير الصادرة عن “مركز كرم الشعار للاستشارات” في تحليل الاقتصاد السوري، ويعد المرجع الأول المستقل للمنظمات الدولية المعنية بالشأن السوري.
يمتلك الدكتور كرم الشعار في جعبته الكثير من الأبحاث والدراسات التي تستفيد منها العديد من الجهات الدولية والوطنية، ولعل أبرز هذه الأبحاث بحث خاص بالنظام السوري، وأسباب استمراره في ظل الحصار الاقتصادي عليه، وبالتعاون مع معهد بروكينغز وتحت عنوان “شبكات واجهات الأسد الاقتصادية” استطاع تحليل الاقتصاد السوري أثناء وجود النظام والتعرف على خباياه، كما نشر تقرير حول طريقة سرقة المساعدات الإنسانية، وغياب الشفافية والتوزيع العادل في ظل النظام السوري.
سيظهر اسم الدكتور الشعار في المرحلة المقبلة بشكل كبير في الاقتصاد السوري، فسيكون له دور في رسم السياسات الاقتصادية وهيكلة العملية الاقتصادية، كما سيلعب دور في توزيع المساعدات الإنسانية على مستحقيها ومراقبة العملية الاقتصادية لتحقيق العدالة.
مهام المستشار الاقتصادي في الأمم المتحدة بسوريا
يلعب منصب المستشار الاقتصادي في مكتب الأمم المتحدة في سوريا دوراً حيوياً في رسم السياسات الاقتصادية الجديدة لسوريا في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وتقييم آثار هذه العقوبات على المجتمع السوري، ورفع تقييمات لأداء الاقتصاد السوري في الوضع الراهن للأمم المتحدة.
كما سيلعب دور في تقديم الحل للمشكلات الاقتصادية التي تعاني منها سوريا في الداخل السوري من جهة، ورفع هذه المشكلات إلى الأمم المتحدة للنظر فيها، وتقديم المساعدة المناسبة للتخفيف من تأثير هذه الصعوبات.
ومن ناحية أُخرى سيلعب المستشار الاقتصادي في الأمم المتحدة دوراً في بناء الشراكات وتنسيق الجهود بين المستثمرين والاقتصاديين السوريين في الداخل السوري من جهة والأمم المتحدة والدول المانحة من جهة أُخرى، وتنسيق مشاركة سوريا في المؤتمرات الدولية ومناقشة قضاياها الاقتصادية في المحافل الدولية، كما سيعمل على إقامة ورش عمل ومحاضرات تساهم في بناء القدرات للشباب السوري، وتوفير الدورات التدريبية وتقديم الدعم الفني لهم.
أمام الدكتور كرم الشعار تحديات كبيرة في ظل العقوبات الغربية على سوريا والبنية التحتية المدمرة، وسيكون له دور في تنسيق جهود الأمم المتحدة، ورفع العقوبات عن سوريا ومحاولة جلب الاستثمارات الخارجية لكافة القطاعات السورية.
اقرأ أيضاً: من هو الدكتور عبد القادر حصرية حاكم مصرف سوريا المركزي