تستأنف منافسات الدوري السوري لكرة القدم الممتاز في 21 مايو/أيار 2025، بعد توقف دام أكثر من 150 يوماً لأسباب مالية وأمنية. وستقام منافسات الموسم بنظام جديد، حيث تقام مباريات الذهاب فقط وستكون على ملاعب محايدة، مع بطولة مصغرة لأفضل أربعة فرق في دمشق لتحديد البطل. ويحمل هذا العصر الجديد معه تحديات كبيرة، لكنه يمثل خطوة نحو تنشيط كرة القدم السورية بعد سنوات من الاضطرابات. ويتصدر الكرامة جدول الترتيب حالياً برصيد 13 نقطة، يليه الوثبة وحطين، في منافسة شرسة تبعث الآمال في عودة الروح التنافسية إلى الملاعب.
عراقة الدوري السوري لكرة القدم
الدوري السوري الممتاز هو أحد أبرز المسابقات الرياضية في المنطقة العربية، تأسس رسمياً عام 1966. وعلى مدى أكثر من خمسة عقود، كان الدوري بمثابة حاضنة رئيسية للمواهب الكروية السورية وشهادة على تطوير الرياضة الأكثر شعبية في البلاد.
وتعتبر البطولة تنافسية للغاية بين الأندية التي تتمتع بتاريخ غني وإنجازات كبيرة. يعد نادي الجيش النادي الأكثر تتويجاً في تاريخ كرة القدم السورية، حيث حصد 17 لقباً، ما يجعله العملاق بلا منازع في تاريخ كرة القدم السورية. بينما يحتل نادي الكرامة المركز الثاني برصيد ثمانية ألقاب، وكان أول فريق يحقق هذا الإنجاز بالفوز بأربع بطولات متتالية.
برز نادي الاتحاد (أهلي حلب سابقاً) كأول بطل للدوري على الإطلاق في عام 1967، وهو النادي الوحيد الذي شارك في كل مواسم البطولة دون انقطاع. وكان لنادي الفتوة حضور لافت أيضاً، حيث حصد أربعة ألقاب آخرها كان الموسم الفائت 2023-2024، في حين أثبت نادي تشرين قدرته على المنافسة في السنوات الأخيرة، حيث حصد ثلاثة ألقاب متتالية بالإضافة إلى لقبين سابقين جاعلاً رصيد ألقابه خمسة.
اقرأ أيضاً: هل ستشهد الأندية السورية تخصيص ملكيتها في المستقبل؟
الاستعدادات للانطلاقة ما بعد الاستئناف
بعد توقف قسري لأكثر من خمسة أشهر بسبب ظروف مالية وأمنية صعبة، تعود عجلة الدوري السوري لكرة القدم الممتاز للعمل. ويأتي هذا القرار نتيجة مشاورات مطولة بين الاتحاد السوري لكرة القدم وأندية الدرجة الأولى، في مسعى جاد لإنقاذ الموسم الكروي الحالي وإحياء الدوري الأكثر شعبية في البلاد.
اعتمد الاتحاد السوري لكرة القدم نظاماً تنظيمياً جديداً للبطولة، بما يتناسب مع الظروف الاستثنائية. وستقتصر المنافسات على مباريات الذهاب المتبقية، على أن تليها بطولة مصغرة للفرق الأربعة الأولى للفوز بلقب الدوري سيعلن عنها في نهاية الدوري. ولضمان الحياد والأمن، تقرر أن تقام جميع المباريات على ملاعب محايدة خارج مدن أو محافظات الفرق المشاركة، وأن تختتم البطولة بتجمع أفضل الفرق في العاصمة دمشق لخوض الأدوار الحاسمة.
تعكس النقاط المحرزة توازناً رائعاً في الأداء عبر الجولات الخمس التي اكتملت قبل الإيقاف، مما يبشر بمنافسة مثيرة في المرحلة التالية.
ويواجه نظام كرة القدم تحديات كبيرة في تنظيم هذه المرحلة، وخاصة الوقت المحدود المتبقي لإكمال الموسم، وصعوبة تأمين ملاعب محايدة تلبي المعايير الفنية المطلوبة، والحاجة إلى إعداد جدول مباريات مكثف يأخذ في الاعتبار متطلبات السفر والإقامة للفرق المشاركة. ويشكل ضمان متطلبات البث التلفزيوني والتغطية الإعلامية تحدياً إضافياً في هذه الظروف الاستثنائية.
وعلى الصعيد العملي، يعمل الاتحاد السوري لكرة القدم مع الجهات المعنية على تنسيق كافة الإجراءات الأمنية، وتجهيز الملاعب المضيفة، ووضع بروتوكولات صحية صارمة لحماية اللاعبين والجهاز الفني.
اقرأ أيضاً: سبل تطوير الدوري السوري لكرة القدم و إدراجه بالعملية الاستثمارية
استراتيجيات التعامل مع الصعوبات والتحديات
يواجه الدوري السوري لكرة القدم الممتاز 2025 تحديات كبيرة، بما في ذلك الأزمات المالية، والبنية التحتية الضعيفة، وعدم الاستقرار الإداري، وهجرة اللاعبين. ولمعالجة هذه المشكلة، أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم بأنّه يعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية والدعم الحكومي، مع إعادة تأهيل الملاعب. وتم إطلاق برامج لاكتشاف المواهب، وتطوير الأكاديميات الشبابية، وتنظيم دورات تدريبية للمدربين والحكام.
واعتمد الاتحاد نظاماً مرناً للمسابقة، يتضمن إعادة جدولة المباريات، فضلاً عن تشكيل لجنة أزمة لمتابعة التطورات الأمنية. كما يتم بذل الجهود لتعزيز تجربة المشجعين من خلال تحسين خدمات الاستاد وزيادة المشاركة الرقمية.
ختاماً، ورغم كل التحديات التي تواجه كرة القدم السورية، فإن استئناف الدوري السوري لكرة القدم الممتاز في عام 2025 يمثل بارقة أمل لعشاق الرياضة في سوريا. ويحمل هذا العصر الجديد معه فرصة إحياء إرث كرة القدم الغني وتعويض سنوات الركود بمنافسة مثيرة. وتظل كرة القدم السورية شاهداً على صمود وتصميم شعبها، حيث تواصل الأندية صنع التاريخ مع كل تحدٍ وإنجاز.
اقرأ أيضاً: نهضة الرياضة السورية والدعم القطري والسعودي