شهدت سوريا فجر اليوم الأربعاء 26 شباط/فبراير 2025 غارات جوية نفذتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مستهدفةً مواقع عسكرية في ريف دمشق (الكسوة) ومحافظات أخرى في الجنوب السوري مثل القنيطرة والسويداء ودرعا، وأفادت تقارير محلية بأن سلسلة من الانفجارات دوت في ريف السويداء، فيما استهدفت الغارات مواقع عسكرية في تل الحارة بريف درعا الشمالي وتل أحمر قرب خان أرنبة بريف القنيطرة.
وأسفرت هذه الغارات عن أضرار في منشآت عسكرية وإصابة عدد من العناصر لم يتم الإعلان عنه حتى الآن، وبعد أن توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بريّاً في بعض مناطق وقرى الجنوب السوري الحدودية، أكدت بعض المصادر المحلية تراجع هذه الأرتال العسكرية وعودتها إلى ثكناتها.
وبالتزامن مع الغارات التي كانت توجه على المواقع العسكرية السورية، خرجت تظاهرة في ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق، لرفض سلوك الاحتلال والتنديد به، وواحدة من الصيحات التي أطلقها المتظاهرون: «يا جولاني ويا حبيب.. يلا اقصف تل أبيب».
وفي حديثه حول الأمر، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن العمليات العسكرية جاءت استجابة لما وصفه بـ «تهديد» تمثله القوات العسكرية المنتشرة في الجنوب السوري، مؤكداً أن الاحتلال سيواصل ضرباته لإزالة أي خطر محتمل.
اقرأ أيضاً: العدو الإسرائيلي يتوغل في بلدة جديدة ويقصف سرايا عسكرية
احتجاجات شعبية واسعة
وجاء هذا التصعيد في وقت حساس، عقب تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، التي هدد فيها بضرورة نزع السلاح في الجنوب السوري، وقد أشعلت هذه التصريحات موجة احتجاجات شعبية واسعة، حيث خرج آلاف السوريين في مدن عدة، منها القنيطرة ودرعا والسويداء ودمشق وحلب وطرطوس واللاذقية وحماة ومصياف، مؤكدين رفضهم لهذه التهديدات وتمسكهم بوحدة الأراضي السورية.

وحملت اللافتات التي رفعها السوريين العديد من العبارات التي تعبّر عن موقفهم من كيان الاحتلال وسلوكه، ومن هذه الشعارات نذكر التالي: «سوريا حرة حرة، صهيوني يطلع برّا»، «الشعب السوري واحد»، «عرّابو التقسيم خسئتم، سوريا موحّدة»، «جنوبنا سوري والاحتلال إلى زوال»، «لا يمكن لمحتل حماية شعب أصيل»، «نحن سوريون ولسنا طوائف»، «نطالب الحكومة برفض واضح للتدخل الخارجي».
وكتب بعض المحتجين عبارات تحمل موقف يتضمن السخرية المبطنة مثل: «نتنياهو لماذا نلتقي لكي نشرب المرطبات مثلاً…»، «نتنياهو احلمْ، فالأحلام ما عليها جمارك… سوريا واحدة»، وغيرها من الشعارات الأخرى التي طالبت كيان الاحتلال بالالتزام باتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.
اقرأ أيضاً: «تجمع سوريا الديمقراطية» يدعو لوقفة احتجاجية في ست محافظات
رأي المؤتمر
ولم تكن هذه التحركات الشعبية بعيدة عن أجواء مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي تزامن انعقاده مع هذه التطورات الميدانية، فقد أكد البيان الختامي للمؤتمر، في أحد أبرز بنوده، على رفض التدخلات الإسرائيلية وإدانة الاعتداءات العسكرية التي تنتهك السيادة السورية.
كما دعا البيان إلى انسحاب الاحتلال من الأراضي السورية دون قيد أو شرط، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه وقف هذه الانتهاكات.
إضافة إلى ذلك، شدد المؤتمر على ضرورة الحفاظ على وحدة الجمهورية العربية السورية، ورفض أي محاولات لتقسيمها أو الانتقاص من سيادتها، وأكد المشاركون على أهمية حصر السلاح بيد الدولة، والعمل على بناء جيش وطني محترف، مع تجريم أي تشكيلات مسلحة تعمل خارج نطاق المؤسسات الرسمية.