اليوم، ومع كلّ ما تمرّ به سوريا، تتداخل الطموحات الكروية مع صخب الواقع، وتلوح بوادر تغيير في ملاعب سوريا. عام 2025 لا يشبه ما قبله: قرارات جديدة، بطولات محلية وديّة تُقام بحضور الجماهير تحمية للدوري القادم، ومحاولات جادة لإعادة ترتيب البيت الرياضي. هل بدأت صفحة الاحتراف تُكتب فعلاً بأسلوب جديد، أم أن ما نراه مجرد تمرين إحماء؟
تنظيم عقود الاحتراف
أصدرت لجنة الاحتراف في الاتحاد الرياضي العام تعليمات جديدة لتنظيم توقيع العقود مع اللاعبين لموسم 2024-2025، بهدف تحقيق الشفافية والعدالة في التعاقدات. شملت هذه التعليمات تحديد آليات واضحة لتوثيق العقود ومراقبة تنفيذها، مما يسهم في حماية حقوق اللاعبين والأندية على حد سواء.
جهود لرفع الحظر عن الملاعب
في خطوة تهدف إلى إعادة سوريا إلى الخريطة الرياضية الدولية، أطلقت وزارة الرياضة والشباب بطولة “سوريا المستقبل” لكرة القدم على ملعب الفيحاء بدمشق، بمشاركة أندية محلية بارزة. سعت هذه البطولة إلى دعم ملف رفع الحظر المفروض على الملاعب السورية منذ عام 2011، من خلال إثبات جاهزية الملاعب السورية لاستضافة المباريات الدولية، واستتباب الأمن للجماهير واللاعبين على حدّ السواء.
إن تمّت هذه الخطوة عمّا قريب، فلا شكّ بأنّ ملفّ الاحتراف في الدوري السوري لكرة القدم، سيحمل الكثير من التحديثات.
إعادة هيكلة المؤسسات الرياضية
شهدت الفترة الأخيرة إعادة هيكلة شاملة للمؤسسات الرياضية في سوريا، حيث تم حل إدارات الأندية وتكليف لجان تنفيذية في المحافظات بإدارة شؤون الأندية مؤقتًا. تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز الشفافية وتطوير الأداء الإداري في القطاع الرياضي.
تحديات وآفاق مستقبلية
رغم هذه الخطوات الإيجابية، لا تزال هناك تحديات تواجه تطبيق نظام الاحتراف في سوريا، منها:
-
البنية التحتية: الحاجة إلى تطوير الملاعب والمنشآت الرياضية لتلبية متطلبات الاحتراف.
-
التمويل: ضرورة توفير موارد مالية مستدامة لدعم الأندية واللاعبين.
-
التدريب والتأهيل: أهمية رفع مستوى الكوادر الفنية والإدارية من خلال برامج تدريبية متخصصة.
ولا ننسى بأنّ هناك تجارب جرت في الأعوام السابقة، مثل عام 2021 حين تمّ وضع سقوف لعقود الاحتراف بهدف عدم السماح للأندية الثريّة “بالتكويش” على جميع اللاعبين، كانت تهدف إلى صنع بيئة متوازنة للاحتراف. للأسف، فشلت تلك التجارب، فالأندية احتالت عليها برفع المكافآت والحوافز بدلاً من العقود، ليظهر بأنّ هناك حاجة لإيجاد طريقة أكثر نجاعة لدعم الأندية الضعيفة مالياً.
قد تكون الطريق نحو تحسين الاحتراف في سوريا طويلة ووعرة، لكن عام 2025 أوقد شرارة الحلم من جديد. الجماهير تنتظر، واللاعبون يحلمون، والكرة في ملعب من يملكون القرار: إمّا أن يستثمروا هذه الفرصة التاريخية… أو يفقدوها إلى الأبد.
اقرأ أيضاً: «سوريا المستقبل» للكرامة و«سوريا اليوم 24» راعٍ رسمي لعودة الروح إلى الملاعب