البوكمال كغيرها من المحافظات السورية تحاول أن ترمم جراحها بنفسها وبجهود أبنائها القادرين على إحداث فرق، وبالرغم من ذلك سكانها يطالبون الحكومة السورية بتوفير كامل الدعم لبعض الأمور المهمة التي تحتاج إلى ترميم بشكل مستعجل.
أحد الفعاليات التي أطلقها أبناء البوكمال هي حملة لإعادة ترميم العيادات الشاملة في المدينة، إذ لا يوجد أي مشفى وطني يُخدّم تلك المدينة الكبيرة، حيث قال الدكتور سليمان عواد الغضبان لتلفزيون سوريا أنه عند انتهاء هذه الحملة سيكون الأطباء على أتم الاستعداد لخدمة الأهالي بكافة الاختصاصات، فيما قال الدكتور عماد حيدر أن المشفى يحتاج إلى الكثير من الترميم والمعدات وتغيير في بعض المواصفات ليخدم الأعداد الكبيرة من السكان، بينما دعى الصيدلاني عثمان البحر المساهمين والقادرين على التبرع أن يدعمو حملة إعادة تأهيل العيادات الشاملة، مؤكداً أن الكثير من الحالات الطبية الخطيرة يتم نقلها إلى دير الزور وأغلبها يتوفى فيها المريض على الطريق، لذا من المهم دعم الحملة لإعادة تقديم الخدمات الطبية للأهالي.
بينما أشاد المسؤول المالي صهيب الدبس عن حملة إعادة تأهيل العيادات الشاملة في البوكمال، بالفريق الطبي الداعم لها، وأكد الاطباء أعطو كافة التعليمات عن توزيع العيادات بين الطوابق، والأجهزة والأدوات اللازمة للمشفى.
كما قامت مبادرة أهلية لتنوير الطرق الرئيسية والفرعية في مدينة البوكمال بشكل تدريجي بجهود أبنائها، ودعى القائمين على المبادرة من يستطيع المساهمة أن يقدم إمكانياته لإعادة إحياء الأمن والأمان في المدينة.
معاناة أهالي البوكمال تُختصر بجسر!
وعلى الجانب الأخر معاناة أهالي البوكمال عديدة إلا أن أهمها ترميم الجسر الوحيد الواصل بين ضفتي نهر الفرات، ويطالب أهلها بترميمه لتسهيل الحركة والتنقل عليهم، فهم الآن يستخدمون الزوارق والعبارات للتنقل، والعديد من السيارات التي يتم نقلها بالعبارات تغرق في النهر، وقال أحد الأهالي أن عدم وجود الجسر يشكل معاناة حقيقية للسكان، فمثلاً لا يستطيعون نقل أي مريض خلال الليل لمنطقة أُخرى، وكذلك المعاقين الذين لا يستطيعون الركوب في الزوارق، عدا عن الإيجار الغالي للتنقل بالزوارق والعبارات.
تدعو العديد من الفرق التطوعية أهالي منطقة البوكمال للتطوع في صفوفها ليعملوا يداً بيد لمساعدة المحتاجين والأهالي في المدينة، ومن هذه الفرق التطوعية فريق “لأجلك وطني” الذي سيشمل عمله التطوعي عدة مدن مثل حمص ودير الزور وحلب، ومنها البوكمال.
فيما دعى المسؤولون أصحاب المحلات التجارية وبائعي الخضار إلى تخفيض أسعارهم بحكم أن الأتاوات التي كانوا يدفعوها قبل سقوط النظام لم تعد موجودة، ودعوا إلى الرحمة والرأفة بالأهالي حتى يستطيعون تأمين احتياجاتهم اليومية.
تعد البوكمال من أولى المدن التي رفعت علم الثورة في المنطقة الشرقية بعد التحرير، إلا أن هذه المدينة تحتاج إلى كثير من الخدمات كالماء والكهرباء، كما انها تحتاج إلى وجود مبادرات حقيقية تدعم الواقع الإنساني والخدمي، وتعيد للمدينة حركتها المعهودة.
اقرأ أيضاً: دير الزور وصورة بألف معنى: هل من مصغي؟