في زيارة هي الأولى منذ عام 2008، وصل يوم الثلاثاء 25 شباط/فبراير، إلى مطار دمشق الدولي، وفد من منظمة الطيران المدني الدولي “الإيكاو ICAO”، لتعزيز التعاون مع هيئة الطيران المدني السوري، وإعادة تطوير قطاع الطيران لديها بما يتناسب مع المعايير الدولية، ويضمن أمن وسلامة الطيران.
هذه الزيارة جاءت كنتيجة لاجتماع الهيئة العامة للطيران المدني السوري مع كبار مسؤولي منظمة “إيكاو”، وذلك خلال مشاركتها في فعاليات مؤتمر “إيكاو” العالمي الرابع لدعم التنفيذ العالمي في أبو ظبي، حيث جرى مناقشة موضوع الأموال المجمدة للطيران المدني السوري في الخارج، وكيفية توظيفها لتطوير البنية التحتية ودعم برامج التدريب وتحديث الأنظمة التقنية.
ومن المنتظر أن يتم الاستفادة من خبرات المنظمة لجهة تحديث الأنظمة الإدارية للطيران المدني السوري، وتعزيز إجراءات السلامة، وتوفير الدعم الفني والتدريب الدولي للمراقبين الجويين، إضافة لتوفير مستلزمات الملاحة الجوية لضمان تشغيل قطاع الطيران السوري وفق أحدث المعايير العالمية.
اقرأ أيضاً: تركيا تبدأ بتحديث مطار دمشق الدولي لتعزيز سلامة الطيران
ومنظمة الطيران المدني الدولي “الإيكاو” هي منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة تأسست عام 1944، تعمل على تطوير أسس وتقنيات الملاحة الجوية، وتطوير صناعة النقل الجوي لضمان أمنها وسلامتها ونموها، وتقليل الآثار البيئية الضارة لأنشطة الطيران المدني.
معاناة الطيران المدني في سنيّ الحرب
يعاني قطاع الطيران المدني السوري من صعوبات عديدة فرضتها السنوات الماضية لجهة العقوبات الاقتصادية التي جمدت الأصول المالية لشركات الطيران السورية، الأمر الذي حال دون استيراد مستلزمات تطوير هذا القطاع وترميم النقص الذي حدث في أسطوله وصعوبة الحصول على قطع غيار لإصلاحه، فضلاً عن غياب التدريب المناسب لكوادره.
أشار رئيس هيئة الطيران المدني السوري أشهد صليبي، إلى أن أسطول الطيران المدني السوري يتألف من 12 طائرة، تعمل منها طائرتين فقط، ويعود عمرها التشغيلي لأكثر من 24 عاماً، ما يجعلها من بين أكثر الناقلات شيخوخة على المستويين العربي والدولي.
اقرأ أيضاً: مشروع لإعادة هيكلة القطاع المصرفي السوري بشراكة أوروبية
من جهته أكد وزير النقل في حكومة تسيير الأعمال، بهاء الدين شرم، الحاجة لأكثر من 100 مليون دولار، لتطوير مطار دمشق الدولي، مشيراً إلى الحالة المتردية للمطارات السورية نتيجة غياب الصيانة الدورية وعدم تحديث الأنظمة التشغيلية، وتركيز نظام الأسد على تشديد الإجراءات الأمنية في هذه المطارات عوضاً عن تحسين بنيتها التحتية.
وتعاني المطارات السورية نقصاً في المعدات الملاحية، وهو ما دفع الهيئة لتكثيف جهودها لإعادة تجهيز الملاحة الجوية وتركيب الأجهزة الأساسية لهبوط الطائرات، إذ كشفت عن تقديم ثلاث شركات أوروبية عروضاً لتركيب جهاز رادار جديد في مطار دمشق الدولي، على أن يكون مطارا دمشق وحلب جاهزين بشكل كامل لاستقبال الرحلات وتشغيلها بالكامل مع منتصف العام الجاري.
وفي إحصائيات للبنك الدولي، بلغ عدد المسافرين عام 2011 من وإلى مطار دمشق الدولي 1,433,766 مسافراً، في حين انخفض هذا العدد إلى 17,902 مسافر عام 2015. وسجلت حركة الركاب عام 2019 ما يقارب 18,456 مسافراً، وفي عام 2021 حوالي 672,219 مسافراً.