منذ وصول دونالد ترامب – Donald Trump إلى البيت الأبيض، خرجت تساؤلات عديدة حول القواعد الأميركية المتواجدة في سوريا، واحتمال اتخاذ ترامب قراراً بالانسحاب الكامل من هذا البلد؛ فأين تنتشر هذه القواعد؟ وكم يبلغ عدد القوات فيها؟
في تشرين الأول عام 2015، انتشرت أول دفعة من الوحدات الخاصّة الأميركية شمال شرق سوريا تحت عنوان “التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة”، ومع تطوّر المعركة في الأشهر اللاحقة، تمّ تعزيز الوجود الأميركي لدعم “قوات سوريا الديموقراطية”، والتي كانت تسيطر على مناطق واسعة من شرق الفرات في تلك الفترة.
وفيما بعد، تركّز الوجود الأميركي داخل سوريا في 3 مناطق رئيسية: الأولى شرق الفرات، والثانية في التنف، والثالثة بريف حلب، إلى الانتشار في شرق الفرات يُعتبر الأكبر جغرافياً وتسليحياً. يمكننا تالياً، بالاعتماد بشكل رئيسي على البيانات الخاصة لدينا، أن نشرّح هذا الوجود بشكل وافي.
انتشار في 3 مناطق
تتوزع القواعد العسكرية الأمريكية ضمن المنطقة الممتدة شرق نهر الفرات من جنوب شرق سوريا بالقرب من معبر التنف الحدودي، إلى الشمال الشرقي بالقرب من حقول رميلان النفطية، وتنتشر بشكلٍ رئيسي في محافظتي الحسكة ودير الزور.
وبحسب المعطيات الحصرية، فإن توزع القواعد الأميركية جعلها أشبه بالطوق الذي يُحيط بمنابع النفط والغاز السوري المتواجد شرق نهر الفرات.
ووفقاً لمعلومات خاصّة، فإن القوات الأميركية تنتشر في 18 موقعاً عسكرياً ولوجستياً شرق الفرات، وتنقسم هذه المواقع إلى قواعد عسكرية ومكاتب استخباراتية ومراكز لوجستية.
وتؤكد المعلومات أن 10 مواقع عسكرية أميركية توجد في محافظة الحسكة منها قاعدة مطار خرب الجير وقاعدة تل بيدر وقاعدة استراحة الوزير وقاعدة مساكن حقول الجبسة، التي تعد أكبر القواعد الامريكية بمناطق سيطرة “قسد”.
كما يوجد موقعين عسكريين أميركيين في محافظة الرقة وستة مواقع بريف دير الزور، أهمها قاعدة معمل كونكو للغاز وقاعدة “القرية الخضراء” وقاعدة حقل العمر.
ومن أهم أماكن التمركز الأمريكي في سوريا، قاعدة رميلان شمال شرق الحسكة على مقربة من الحدود العراقية – السورية، وتستعملها القوات الأمريكية حالياً كمهبط لطائرات نقل عسكري خفيف.
وتوجد قاعدة “المبروكة” غرب الحسكة، وهي عبارة تجمع سكني للقوات مع نقطة تمركز خاصة مزوّدة بمروحيات قتالية ونقل ومساندة، إضافة إلى قواعد روباريا وتل البيدر وتل أبيض على الحدود التركية، وقاعدة الشدادي والطبقة غرب نهر الفرات.
كما أن للقوات الأمريكية قاعدة في التنف، الواقعة على المثلث الحدودي السوري – الأردني – العراقي، وتحتضن أكبر معسكر تدريبي، كما يوجد فيها مقرات لما يُعرف باسم “جيش سوريا الحرّة”.
وتعتبر قاعدة عين العرب معسكر تدريب ومهبط لطائرات النقل العسكري، وهي القاعدة الوحيدة للقوات الأميركية بريف حلب.
ترامب يفكّر بالانسحاب!
في العام 2019، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراراً خلال ولايته بسحب قوات بلاده من سوريا، إلا أن القرار لم يتم تنفيذه بسبب الضغوط من وزارة الدفاع الأميركية “بنتاغون – Pentagon“، إلا أن مقرّبين من الرئيس الأميركي أكدوا في شباط الماضي نية ترامب سحب القوات من سوريا، لذلك وضعت القيادة وزارة الدفاع خططاً للانسحاب تتراوح بين 30 و90 يوماً.
وفي تصريحات سابقة خلال العام الحالي، نفى ترامب أيّ نية للولايات المتحدة للتوّرط في سوريا، مؤكداً أن هذا البلد لا يحتاج إلى تدخل أميركي.
في المقابل، قالت “قوات سوريا الديمقراطية” إنها لم تتلقَ أيّ خطط لانسحاب القوات الأميركية من شمال وشرق البلاد.
وصرّح المتحدث باسم القوات فرهاد شامي بعد التسريبات الأميركية بأن تنظيم الدولة “داعش” والقوى “الخبيثة” الأخرى ينتظرون فرصة الانسحاب الأميركي لإعادة النشاط والوصول إلى حالة 2014.
تعزيزات كبيرة بعد سقوط الأسد
تتبع جميع القواعد الأميركية في سوريا للقيادة الأميركية المركزية الوسطى، أما إمدادها اللوجستي فغالباً ما يأتي من القواعد الأميركية في إقليم كردستان العراق، بينما تعتمد القواعد داخل سوريا على حقول النفط التي تسيطر عليها “قسد” لتأمين المشتقات النفطية الأساسية اللازمة لعملها، حيث يصل شهرياً قرابة 30% من إنتاج تلك الحقول إلى القواعد الأميركية، وذلك وفقاً لمعلومات خاصّة.
وبعد سقوط نظام الأسد في كانون الأول الماضي، عززت القوات الأميركية قواعدها داخل سوريا بشكلٍ كبير، حيث تم نقل مئات الجنود وكميات كبيرة من العتاد العسكري إلى شرق الفرات من قواعد شمال العراق.
وبحسب المعلومات المأخوذة من تغطية إعلامية خاصة للأوضاع، فإنّ عدد القوات الأميركية المتواجدة داخل سوريا ارتفع من 900 جندي إلى 4200 جندي بعيد سقوط الأسد، كما تم تزويد تلك القواعد بأنظمة دفاع جوي متطورة ورادارات لكشف الأهداف القريبة.
وتشير المعطيات إلى أن ترامب سيستخدم القواعد الأميركية في سوريا كورقة تفاوضية، سواء مع روسيا أو تركيا أو حتى الإدارة الجديدة في سوريا، ليبقى مصير تلك القواعد معلّقاً إلى حين حدوث تفاهمات شاملة بشأن الملف السوري.
اقرأ أيضاً: هل حقاً سيلتقي الشرع وترامب.. وعن ماذا سيتحدثان؟!