زارت وزير الشؤون الاجتماعية والعمل هند القبوات لبنان للمشاركة في مؤتمر الإسكوا (المنتدى العالمي للتنمية والاستدامة) المقام في بيروت، وعلى هامش المؤتمر التقت الوزيرة قبوات بنظيرتها اللبنانية حنين السيد لمناقشة ملف اللاجئين السوريين وسبل تعزيز التعاون المشترك بين الوزارتين وتبادل الخبرات.
وفي منشور لها على صفحتها في منصة X عبرت الوزيرة اللبنانية عن سعادتها بلقاء الوزيرة السورية هند القبوات، وأكدت أن هذا اللقاء كان مثمر إذ تم التطرق فيه إلى مواضيع تهم البلدين والتحديات التي تواجه الوزارتين، وتفعيل سبل التعاون في مواجهتها، كما أكدت الوزيرة اللبنانية على أهمية التعاون العربي المشترك لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
كما حضر الاجتماع الأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا “الإسكوا”، الدكتورة رولا دشتي، وتم التركيز فيه على سبل الحماية وتعزيز التنمية الاجتماعية في لبنان وسوريا.
ومن جهة أُخرى تزامنت هذه الزيارة مع زيارة الرئيس اللبناني نواف سلام لسوريا ولقاءه الرئيس السوري أحمد الشرع، أعلن فيه الطرفان فتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية السورية، على أن يكون الاحترام والسيادة الوطنية عماد هذه العلاقات، وكان على رأس الملفات المطروحة للنقاش ملف اللاجئين السوريين، إذ تم بحث طرق عودتهم إلى بلادهم بطريقة آمنة وبالتعاون مع المنظمات الإنسانية الدولية، وأكد الرئيس اللبناني أن هذا الملف يشكل أولوية وطنية بالنسبة إلى لبنان وتحتاج إلى حل وتعاون جدي بين جميع الأطراف بما فيها الأطراف الدولية.
تشير بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين السوريين في لبنان بلغ 815,000 لاجئ عام 2024، إلا أنه بحسب آخر إحصائية في آذار 2025 أزالت المفوضية حوالي 70,000 لاجئ سوريا من سجلاتها في لبنان، إما بسبب العودة إلى بلدهم أو انتقالهم إلى أماكن وبلدان أُخرى.
اللاجئون في دول شهدت نزاعات وحروب لسنوات
عانت العديد من الدول التي شهدت نزاعات وحروب ونزوح أهلها إلى الدول المجاورة أو الدول البعيدة من ملف عودة لاجئيها إلى بلادهم، وهناك تجارب حقيقية لهذه الدول في حل أزمة اللاجئين لديها، ويمكن أن تكون هذه التجارب بوصلة الحكومة السورية فيما يخص ملف اللاجئين السوريين.
تعد تجربة رواندا ربما الأقرب إلى التجربة السورية، ومن يقرأ عن هذه التجربة يلاحظ عودة اللاجئين إليها على دفعات، وتوزعت مراحل العودة عبر سنين طويلة، إذ بدأت عام 2009 واستمرت حتى عام 2020، وواجهت هذه العودة تحديات كبيرة منها تأخر المساعدات النقدية التي ساهمت في طول فترة عودة اللاجئين، بالإضافة إلى مشكلة إعادة اندماج الروانديين في مجتمعهم بعد بقائهم لسنوات خارج بلدهم، وتفاوت مستوى التعليم، وصعوبة الحصول على مأوى وتأمين لقمة العيش.
إلا أن تضافر الجهود الدولية والوطنية ساهم بشكل كبير في عودة أغلب اللاجئين الروانديين إلى بلدهم، وأبرز هذه الجهود هو الاستقرار الأمني الذي وفرته الحكومة الرواندية والتي شجعت الدول الخارجية على الاستثمار في رواندا، بالإضافة إلى جهود الأمم المتحدة في إعادة تأهيل الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء والمسكن والنظافة، وجهود المصالحة الوطنية والدعم الدولي لإعادة الإعمار.
هناك تجارب دولية عديدة فيما يخص اللاجئين غير رواندا، فالسودان واليابان وكوسوفو عانت من هذا الموضوع وعالجتها بطرقها الخاصة، يبقى على الحكومة السورية أن تستفيد من هذه التجارب وتأخذ منها لحل ملف اللاجئين السوريين المنتشرين في بلدان العالم.
اقرأ أيضاً: قرارات الحكومة الألمانية الجديدة تحبط اللاجئين السوريين