أعلنت محافظة دمشق، أمس الإثنين، عن مهلة لا تتجاوز اليومين لإزالة كافة الإشغالات الطرقية في المدينة، تحت طائلة اتخاذ إجراءات قانونية ومصادرة الممتلكات.
وتضمن القرار الذي أصدرته المحافظة، إزالة جميع الإشغالات الطرقية “محروقات جوالة – صرافين جوالة – إشغالات محال ومطاعم – بسطات)، وذلك في إطار سعيها لتحسين السلامة المرورية والحفاظ على المظهر الحضاري للعاصمة، استجابةً لمطالب المواطنين.
وأوضحت المحافظة، أنها بصدد تجهيز أماكن مخصصة للبازارات والأسواق التفاعلية لنقل المستفيدين من البسطات إليها، وفق نظام سيتم الإعلان عنه لاحقًا.
أين البديل؟
وعود المحافظة بتجهيز أماكن مخصصة للبازارات والأسواق التفاعلية لم تلقَ استحسانًا من الجميع.
فبينما يرى البعض في هذا القرار فرصة لتحسين بيئة العمل والتخلص من العشوائية، يعبر آخرون عن مخاوفهم من فقدان مصدر رزقهم الوحيد في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
يقول أحد الباعة المؤيدين للقرار: “إذا وفرت لنا المحافظة مكانًا نظيفًا ومنظمًا، فهذا سيفيدنا ويزيد من عدد الزبائن، لأن الناس يفضلون التسوق في أماكن مريحة.”
ويرى آخرون أن التنظيم قد يقلل من المنافسة العشوائية ويوزع الفرص بشكل أكثر عدالة.
لكن الغموض الذي يكتنف الأماكن البديلة المقترحة يثير قلقًا عميقًا لدى العديد من أصحاب البسطات.
يقول أحدهم: “لا نعرف إلى أين سنذهب، وكيف سنعيش، هذا العمل هو مصدر رزقنا الوحيد، والمحافظة لم تقدم خطة واضحة بعد.”
اقرأ أيضاً: تحضيرات شهر رمضان بين فرحة القدوم وتفاوت الأسعار
تساؤلات مشروعة ومطالب بالتوضيح
يطالب أصحاب البسطات بتوضيح تفصيلي لمواقع الأسواق التفاعلية المقترحة، والشروط المتعلقة بها، وضمانات بعدم تضررهم ماليًا.
كما يعبرون عن استيائهم من عدم إشراكهم في عملية اتخاذ القرار، ويطالبون بمهلة أطول لإيجاد حلول عملية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهونها.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الحملة ليست الأولى من نوعها؛ فقد نفذت المحافظة سابقًا عمليات إزالة للإشغالات في مناطق عدة، مثل محيط نصب “الجندي المجهول” في قاسيون، وشارعي النصر والثورة، بهدف إزالة التعديات على الأملاك العامة والأرصفة.
وقد لقي الخبر تفاعلاً إيجابياً من جانب الشارع السوري، وأيّد معظم المعلقين هذا الإجراء، داعين لتوسيعه ليشمل باقي أحياء وشوارع العاصمة دمشق، مع المطالبة في الوقت نفسه بإنشاء أماكن مخصصة للبسطات، وفرض غرامات مرتفعة على المخالفين خارج تلك الأماكن المخصصة، وذلك بعد أن أثارت ظاهرة انتشار البسطات بصورة غير مسبوقة في شوارع العاصمة دمشق استياءً واسعاً لدى سكان المدينة.
يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح محافظة دمشق في تحقيق التوازن بين تحسين المظهر الحضاري للمدينة والحفاظ على مصادر رزق آلاف الأسر؟ أم أن القرار سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية؟ الأيام القادمة ستكشف عن الإجابة.