مع استمرار اعتداءات كيان الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي السورية، ترتفع الأصوات والمطالبات بالالتزام بالقرارات الدولية المرتبطة، وفي هذا السياق، طالب السفير التركي الدائم لدى الأمم المتحدة، أحمد يلدز، المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فورية وعاجلة ضد توسع كيان الاحتلال على الأراضي السورية.
وخلال جلسة مجلس الأمن الدولي التي ناقشت قضية الأسلحة الكيميائية في سوريا، عبّر السفير التركي أحمد يلدز عن رفض بلاده القاطع للتوسع العسكري «الإسرائيلي» المستمر داخل الأراضي السورية. وأكد يلدز أن هذه التحركات ليست فقط انتهاكاً للسيادة السورية، بل تشكل أيضاً تهديداً حقيقياً للاستقرار الإقليمي.
وأضاف أن المجتمع الدولي مطالب باتخاذ موقف أكثر حزماً تجاه التصرفات الإسرائيلية التي وصفها بالمزعزعة للاستقرار، محذراً من أن التغاضي عن هذه الانتهاكات سيشجع على استمرارها وتصعيدها.
الجولان السوري والتوسع الإسرائيلي
وأشار يلدز إلى أن هذه التصرفات تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة التي تؤكد على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
ومنذ حرب 1967، تحتل «إسرائيل» جزءاً كبيراً من هضبة الجولان السورية، واستمرت في استغلال حالة عدم الاستقرار في سوريا لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة العازلة. ولم تكتفِ بذلك، بل شنت غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية سورية، ما أدى إلى تدمير بنى تحتية ومخازن أسلحة للجيش السوري.
اقرأ أيضاً: اعتداءات «إسرائيلية» جديدة على سوريا.. وتظاهرات تسخر وتندد بالاحتلال
الموقف التركي من الأزمة السورية
وفي حديثه، أكد السفير التركي أن بلاده تضع استقرار سوريا ووحدتها ضمن أولوياتها القصوى. وشدد على أن الحل يكمن في القضاء على التهديدات الإرهابية التي تمزق البلاد، مشيراً إلى أن «تركيا ترى في استئصال الجماعات الإرهابية مثل تنظيم «واي بي جي/بي كي كي» (قسد) أمراً ضرورياً للحفاظ على وحدة الأراضي السورية» على حد توصيفه.
وعبر يلدز عن وجهة نظره بأن «استمرار هذه الجماعات في السيطرة على مساحات واسعة من سوريا يعوق أي جهود لتحقيق استقرار دائم»، مشيراً إلى أن أي حل سياسي شامل يجب أن يتضمن القضاء على التهديدات الأمنية التي تعيق إعادة بناء الدولة السورية.
توغّل إسرائيلي جديد
هذا وتستمر قوات الاحتلال «الإسرائيلية» في التوغّل جنوبي سوريا منذ سقوط سلطة بشار الأسد، وتسيطر الآن على العديد من القرى في محافظة القنيطرة، فيما كانت آخر تحركاتها نحو بلدة «جملة» في ريف درعا الغربي، الأمر الذي تبعه استنفار في مدينة طفس ودعوات للنفير العام وإعلان للمقاومة من قبل أهالي البلدة.
اقرأ أيضاً: العدو الإسرائيلي يتوغل في بلدة جديدة ويقصف سرايا عسكرية
وكانت قد شنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية، فجر الإثنين 3 آذار 2025، مستهدفة مناطق في محيط مدينة طرطوس. ووفقاً لما أفاد به مراسل «تلفزيون سوريا»، فإن القصف طال كتيبة دفاع جوي في طرطوس، وليس الميناء، خلافاً لما تداولته بعض وسائل إعلام الاحتلال.