عدنان الحميدي، اسم تتداوله وسائل الإعلام الألمانية منذ فترة لقيامه بإنجاز طبي لافت يعد الأول من نوعه في ولاية بافاريا، فعدنان قام بعملية دقيقة للصمام الأبهري في عضلة القلب بطريقة مختلفة عن الطريقة التقليدية المتبعة لهذه العملية، بدون آلام وتقييد حرية الحركة، لتصفها وسائل الإعلام الألمانية “بالثورية”.
هذا الإنجاز الطبي حوّل الطبيب السوري ابن مدينة منبج في ريف حلب إلى بطل في عالم الطب، فقد استطاع الدكتور عدنان الحميدي من تغيير الصمام الأبهري لعضلة القلب بدون شق القفص الصدري أو فتح القلب.
تفاصيل العملية الدقيقة التي أجراها الطبيب عدنان الحميدي
أكد الدكتور عدنان الحميدي لتلفزيون سوريا أن الفرق بين طريقة إجراء العملية التقليدية للصمام الأبهري وطريقة إجراء العملية الحديثة هي أن المريض في الطريقة التقليدية لا يسمح له بالنوم على جانبيه أو الحركة لأن عظم القص تم قصه خلال العملية وإعادة لحمه، أما في العملية الحديثة فيستطيع المريض المشي والنوم بالطريقة التي تريحه، إضافة إلى الآلام التي تكون قليلة جداً في العملية الحديثة مقارنة بالعملية الكلاسيكية التي كانت تحتاج إلى أربع أنواع مسكنات وبالرغم من ذلك كان يشعر المريض بألم كبير.
وكتب موقع المشفى: (تحت إشراف أستاذه البروفيسور د. فيلبرينغ، وبمتابعة دقيقة من رئيس قسم جراحة القلب د. أيشينغر، أجرى الدكتور عدنان الحميدي العملية بتقنية طفيفة التوغل عبر فتحة صغيرة بين الأضلاع لا تتجاوز بضعة سنتيمترات، ليتم من خلالها استبدال الصم ام الأبهري باستخدام صمام Perceval).
اقرأ أيضاً: الأطباء السوريون في ألمانيا يبحثون سبل النهوض بالقطاع الصحي
وفي ظل المرحلة التي تمر بها سوريا، أبدى الدكتور عدنان الحميدي استعداده لتدريب أطباء سوريين على هذه التقنية في عمليات القلب وغيرها من العمليات، إضافة إلى رغبته في إجراء العمليات لمحتاجيها، كما أكد الدكتور الحميدي على ضرورة توافر بنية تحتية مناسبة ومعدات خاصة لمثل هذا النوع من العمليات، مشيراً إلى أنه متدرب على استخدام أقل ما يمكن من المعدات في ألمانيا، وهذا ما يمكن الاستفادة منه في سوريا في ظل عدم توافر الكثير من المعدات.
رؤية الدكتور عدنان الحميدي لسوريا المستقبل
يأمل الدكتور عدنان الحميدي بالنهوض بسوريا بعد هذه الفترة الطويلة من الحرب، مؤكداً تفاؤله بوضع القطاع الطبي بشكل خاص ووضع البلد بشكل عام، مشيراً إلى أن سوريا منبع الإطباء والإنجازات لذلك لا خوف عليها.
ومن جانب آخر، تسعى الحكومة الألمانية لدعم ومساندة سوريا في القطاع الطبي، فقد قالت وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، سفينيا شولتسه عند زيارتها لسوريا مع وفد ألماني في 15 كانون الثاني أن 5800 طبيب يحملون جوازات سفر سورية يعملون في ألمانيا، وأكثر من 2000 من أفراد طاقم التمريض، مشيرةً إلى وجود برامج خاصة لتدريب الأطباء السوريين المقيمين في ألمانيا، إضافة إلى إمكانية سفر الأطباء السوريين لبلادهم والقيام بتدريب الكوادر السورية.
وفي السياق نفسه، قالت متحدثة منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، إن هناك حالياً أكثر من 15 مليون شخص بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية في سوريا، من بينهم ملايين السوريين النازحين داخليا، وأكدت على ضرورة دعم القطاع الطبي المدمر في سوريا كي تستطيع أن تلبي احتياجات المواطنين لديها، والعمل وفق المستوى المطلوب.
اقرأ أيضاً: فريق طبي قطري يجري 80 عملية بجراحة القلب في دمشق