أجرت المقابلة: هلا يوسف
ضمن موجة كبيرة من الفعاليات الإنسانية والفرق التطوعية التي تسعى للنهوض بالواقع الإغاثي والخدمي في سوريا، ظهر فريق إنسان التطوعي بمبادرات إنسانية خلال شهر رمضان المبارك في مدينتي حلب وحمص ليكملوا مسيرة طويلة عمرها تسع سنوات من العمل الإنساني. من هنا، تواصلنا في موقع سورية اليوم 24 مع أحد مؤسسي فريق إنسان التطوعي: الأستاذ عمر الصباغ
تضمنت المبادرة التي قام بها فريق إنسان التطوعي مرحلتين متكاملتين، أولها توزيع الخبز على الناس في حلب وحمص قبل عدة أيام من شهر رمضان، ثم مرحلة إفطار صائم التي استهدفت 2000 شخص ضمن مبادرات موائد الرحمن من الأيتام والصائمين، وجاءت هذه المبادرة بعد تنسيق ومرحلة تحضير طويلة مع متطوعين جدد من نخبة المجتمع في المحافظات المستهدفة، والجدير بالذكر أن فريق إنسان التطوعي له باع طويل في مبادرات إفطار صائم على مدار سنوات عملها، فكل عام يقوم الفريق بإطعام من 2000 إلى 3000 صائم بحسب حجم التبرعات التي يقدمها أهل الخير.
وقد أكّد الأستاذ عمر الصباغ، عند سؤاله عن الموضوع، أنّ التفاعل الذي وجده الفريق في محافظتي حمص وحلب كان كبير ورائع، وهذا ما شجعهم على تكملة مشوار الدعم الذي بدؤوه من جديد داخل سوريا بعد تحريرها.
كما أشار الصباغ أنه تم التعاون مع جمعية أخرى خلال مبادرتي حمص وحلب، وأكد أن فريق إنسان التطوعي متعاون جداً ومنفتح على أي شراكة مع أي جمعية من شأنها أن تخفف معاناة السوريين وتدخل الفرح لقلوبهم، كما شدد على أن التعاون مع الجمعيات الأُخرى يعد إضافة كبيرة للفريق، مع العلم أن الفريق في تركيا يتعاون مع عدد من الجمعيات.
وأضاف الصباغ أن التوجه الآن أصبح نحو الداخل السوري بعد التحرير، إذ أن هناك العديد من المبادرات في مجالي الإغاثة وبناء القدرات والتدريبات والعمل المدني والخدمي، وأنه تم بالفعل التنسيق مع مجموعة من المتطوعين النخبة في حمص وحلب للبدء في الدورات التدريبية والمحاضرات التي تساهم في تطوير إمكانات الشباب وتوسيع مداركهم للمساهمة الفاعلة في بناء مدنهم التي تحتاجهم بالفعل، إضافة إلى البدء بالمبادرات الخدمية والمدنية بعد شهر رمضان.
مسيرة طويلة في العمل الإنساني ودعم الشباب لفريق إنسان التطوعي
تأسس فريق إنسان التطوعي بجهود مجموعة من الشابات والشباب الطموح والمؤمن بأن العلم طريق النجاح في مدينة مرسين التركية عام 2016، وخرج هذا الفريق من رحم التحديات التي واجهت الشباب السوري والعربي في بلاد المغترب، فكان لهم دور في إقامة دورات تدريبية في بناء قدرات الشباب وتأهيلهم لسوق عمل لا يعرفون متطلباته، فكان شعارهم الدائم من الشباب وإلى الشباب.
وقد أوضح لنا الأستاذ الصبّاغ، بأنّه من خلال ثلاثين برنامج تدريبي شمل البرمجة والقيادة والكمبيوتر والإدارة والتصميم وغيرها من المجالات المطلوبة في سوق العمل، استطاع فريق إنسان التطوعي مساعدة الشباب والشابات في بداية مسيرتهم المهنية.
وعبر مشروع “تمكين” الذي يعد من أضخم مشاريع فريق إنسان التطوعي على مستوى تركيا، استطاع أعضاء الفريق من مساعدة الطلاب السوريين والعرب في الجامعات التركية عن طريق دورات تدريبية أونلاين تضمنت معلومات سهلة وبسيطة ومناسبة لأوقات المشاركين، واستهدفت تمكين قدراتهم وتحضيرهم لمرحلة ما بعد التخرج، والجدير بالذكر أن للفريق مكتب مختص بشؤون الطلاب في مرسين لتقديم كافة المعلومات حول المنح الدراسية والتسجيل في الجامعات التركية، وتقديم يد العون لهم في كل ما يحتاجونه بمجال الدراسة.
ولم ينسَ فريق إنسان التطوعي الأطفال والأيتام من أعمالهم الخيرية، فكان للأطفال قسم مخصص لهم ينفرد بمجموعة من النشاطات والفعاليات والنوادي الصيفية التي يمكن من خلالها استغلال العطلة في بناء قدراتهم وتعزيز التمسك بلغتهم الأم في بلاد المغترب، كما كان لهذه الفعاليات تأثير نفسي كبير على أطفال عاشوا بعيداً عن بيئتهم الحقيقية.
أما الجانب الإغاثي فترك الفريق بصمته الإنسانية على واقع مرير عاشه السوريين في بلاد المغترب وفي الشمال السوري، فكان دورهم يتمثل في حملات التبرعات عند بداية كل شتاء، وخلال شهر رمضان عبر مبادرات إفطار صائم التي يصل عدد المستهدفين فيها إلى 2000 شخص أو أكثر، إضافة إلى توزيع السلل الغذائية والمعونات على محتاجيها، ولا بد من ذكر الدور الذي قدمه الفريق بعد الزلزال الذي ضرب سورية وتركية، فقاموا بتقديم كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي والإغاثي للعائلات الوافدة من المناطق المتضررة.
اختزل فريق إنسان التطوعي صورة الشباب السوري الطموح الذي لبى نداء بلده الذي أنهكته الحرب، ليعمل بكل طاقاته لبناء سورية المزدهرة والمتطورة. وفي الختام، ليس لنا إلّا أن نتمنى النجاح لجميع المبادرات التي تهدف إلى النهوض بسورية. وأن نشكر الأستاذ عمر الذي كان متعاوناً، وأعطانا الكثير من المعلومات المفيدة.
اقرأ أيضاً: مبادرات تطوعية في طرطوس واللاذقية لتحسين الواقعين الخدمي والبيئي