تضاربت الأنباء حول مقترح عراقي يجري مناقشته حالياً مع سوريا وتركيا بشأن إمكانية نقل سجن “غويران” الذي يضم آلاف السجناء الدواعش من شرق الفرات في سوريا إلى العراق، تمهيداً لمحاكمتهم وفقاً للقانون العراقي.
وأعلن نائب في لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية عن خطة يجري بحثها مع الجانبين التركي والسوري بخصوص السجن، إلا أن مصادر عراقية نفت إمكانية عرض أو تنفيذ هذا المقترح في الوقت الحالي، فما هي السجون التي تشكّل مصدر قلق للحكومة العراقية؟
منذ إعلان قوات سوريا الديموقراطية بالتعاون مع قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية دحر تنظيم داعش من آخر معاقله في سوريا عام 2019 بعد معركة “الباغوز”، تحتجز “قسد” قرابة 56 ألف شخصاً من الدواعش وعوائلهم في سجون ومخيمات خاضعة لسيطرتها شمال شرق سوريا، وفقاً لبيانات رسمية صادرة عن الإدارة الذاتية التابعة لقوات سوريا الديموقراطية.
وأكدت “قسد” وجود 26 سجناً خاضعاً لحمايتها في شمال شرق سوريا تحتضن نحو 12 ألف سجيناً من مسلحي وقادة تنظيم داعش غالبيتهم من العرب والأجانب، وينتمون إلى جنسيات 54 دولة، والآلاف من هؤلاء اعتقلوا خلال معركة في بلدة الباغوز بشرق سوريا قبل نحو 6 سنوات.
وتتوزع السجون على مدن الحسكة والمالكية والرقة ودير الزور، وتخضع لحراسة مشددة من قبل قوات سوريا الديموقراطية، ورغم ذلك فقد شهدت السجون أعمال شغب عديدة خلال السنوات الماضية، وأكثر من حالة فرار جماعي، لذلك طالبت “قسد” الدول العربية والأجنبية بإعادة معتقليها من هذه السجون، كونهم يشكّلون خطراً على المنطقة والعالم.
أكبر السجون
يُعتبر سجن “غويران” بمدينة الحسكة أكبر السجون في شمال شرق سوريا، ويخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ويعرف أيضاً باسم “سجن الصناعة”، لأنه كان مبنى إعدادية الصناعة في المدينة قبل تحويله إلى سجن من قبل “قسد” عام 2017.
وبجسب مصادر خاصّة، يضم سجن غويران نحو 8 آلاف سجين من عناصر داعش، معظمهم من القادة العرب والأجانب، الذين كانوا يقودون العمليات العسكرية للتنظيم في سوريا والعراق، ويقدّر عدد السجناء العراقيين في السجن بأكثر من ألف، إضافة وجود عناصر جنسيات أخرى مثل المصرية والسعودية والتونسية والأوزبكية والشيشانية. تميل بعض المصادر الأخرى إلى تقليل هذا العدد إلى 5 آلاف سجين.
قنابل موقوتة
إضافة السجون، يتواجد في مناطق شمال شرق سوريا عدد من المخيمات التي تضم نساء مسلحي داعش وأطفالهم، وهي أيضاً تقع تحت حراسة قوات سوريا الديموقراطية، ولعلّ أبرز المخيمات الموجودة هي: الهول وروج أورفا.
يُعد مخيم الهول أكبر وأشهر تلك المخيمات في الشمال الشرقي من سوريا، ويضم حالياً أكثر من 25 ألف شخص أغلبهم من النساء والأطفال، وكان المخيم يضم في عام 2024 أكثر من عشرين ألف عراقي و16 ألف سوري، إلا أن الحكومة العراقية أجلت 12 ألف عراقي من المخيم إلى أراضيها عبر دفعات متلاحقة خلال السنوات الماضية، وفقاً لمصادر خاصّة. ويعدّ هذا العدد أقلّ ممّا كان عليه في 2019، حين نشر تقرير للصليب الأحمر أنّ العدد الكلي قد تجاوز 74 ألف شخص، والسبب على الأرجح عمليات نقل المساجين إلى أماكن تجمّع أخرى.
ولطالما رفضت غالبية الدول، وتحديداً الأوروبية منها، مطالب الإدارة الذاتية التابعة لقوات سوريا الديموقراطية باستعادة مواطنيها القاطنين في المخيم، كما تؤكد “قسد” أنها بحاجة ملايين الدولارات من أجل توفير الحماية للسجون والمخيمات الموجودة في مناطق شمال شرق سوريا.
وبعد الاتفاق بين سلطة دمشق وقسد على اندماج قوات سوريا الديموقراطية في مؤسسات الدولة السورية وسيطرة الحكومة السورية على حقول النفط والغاز والمعابر في شمال شرق سوريا، يبقى مصير الإشراف على السجون والمخيمات نقطة تباحث رئيسية بين الأطراف المعنية، خصوصاً أن هذه النقطة تشكّل مصدر قلق إقليمي ودولي.
اقرأ أيضاً: ما سرّ الموقف التركي”الحذر” من اتفاق قسد وسلطة دمشق؟