في اللحظة التي ركضت فيها الراحلة تشانا ” ابنة لويس إنريكي” ووضعت فيها علم كتلونيا وسط ملعب برلين عام 2015، كانت في الحقيقة قد وضعت نقطة الختام لآخر لقب سيفوز به برشلونة في هذه البطولة. بعد عشر سنوات من ذاك التاريخ، يعود نهائي دوري الأبطال مرة أخرى إلى ألمانيا لكن هذه المرة إلى ميونخ، وتحديداً إلى ملعب آليانز آرينا Allianz Arena الخاص بنادي بايرن ميونخ، فهل سيكون مناخ ميونخ البارد مناسباً لأفراح برشلونة أم أن أفراحهم ستؤجل لعامٍ آخر بعد وصول هانز فليك وتغييره لموازين الفريق بشكل كامل وخلقه لقوة ضاربة تمكن فيها من كسر العديد من الأرقام القياسية.
ما الذي ينقص برشلونة لتحقيق بطولة دوري الأبطال
بالنظر إلى الفريق الأول الحالي الذي يمتلكه برشلونة هذا الموسم، نسبياً لا ينقص الفريق تدعيمات في أي مركز تمنعه من الوصول إلى نهائي ميونخ صيف هذا العام، لكن خلف هذه الصورة الكبيرة التي تمثل نجاح الموسم الأول لهانز فليك يوجد بعض نقاط الضعف في الفريق التي قد لا تتدرج تحت الإطار الفني لكنها مهمة في نفس الوقت.
أولى نقاط الضعف هي قلة الخبرة عند بعض اللاعبين الشباب، والذين في نفس الوقت، يشكلون نقطة القوة الاولى لفريق فليك الحالي باندماج موهبتهم مع خبرة اللاعبين الآخرين، دي يونغ مع فيرمين لوبيز، بيدري مع مارك كاسادو، ليفاندوسكي ورافينيا مع لامين يامال، انيغو مارتينيز مع بالدي وآراوخو، هذه الثنائيات تشكلت من امتزاج الخبرة مع الموهبة، لتساعك فليك في أول موسم به بأن يصنع فريق بهذه القوة والتأثير.
نعود لنفس النقطة، الأسماء الشابة ينقصها الخبرة للمواعيد الكبرى والحساسة. قد يمتلكون القوة الذهنية لكن ينقصهم خبرة التعامل مع الوقت الإضافي وضغطه مثلاً، ركلة جزاء في مباراة إقصائية، التعامل مع ضغط الجمهور المنافس، وغيرها الكثير من التفاصيل الصغيرة ولكن الحساسة بنفس الوقت. إن تمكن نجوم برشلونة الصغار من التعامل مع هذه التفاصيل الحساسة في المباريات القادمة من البطولة سيحولون نقطة التحول هذه إلى نقطة قوة إضافية لا يمكن لأي خصم استخدامها ضدهم.
اقرأ أيضاً: ضربة موجعة في وقت حساس لبرشلونة: إصابة مارك كاسادو!
التغيير الكبير الذي أضافه فليك بأسلوبه لفريق برشلونة
تحت قيادته، يعود برشلونة إلى ما كان عليه في أفضل أيامه: سيطرة مطلقة، وخط وسط يتحكم بمجريات اللعب. يحرص فليك على تفعيل الجناحين بشكل عدواني، مما يمنح مهاجميه مثل ليفاندوفسكي وفيرمين مساحات واسعة للتسجيل. حتى الشباب مثل لامين يامال يظهرون تطوراً لافتاً تحت نظامه الهجومي المرن.
لكن ما يميز فليك حقاً هو العقلية القتالية التي غرسها في الفريق. لاعبوه يضغطون بشراسة لاستعادة الكرة في أسرع وقت، تماماً كما كان يفعل مع بايرن ميونخ. النتيجة؟ برشلونة لم يعد ذلك الفريق الذي يخاف من المنافسين، بل أصبح وحشاً هجومياً يعيد إحياء الرعب الكاتالوني في أوروبا.
باختصار، فليك لم يغير تكتيكات الفريق فقط، بل غيّر ثقافته. برشلونة اليوم ليس مجرد فريق، بل قوة هجومية بقيادة مدرب يعرف كيف ينتصر بطريقته الخاصة.
اقرأ أيضاً: أوساسونا: أسود الآلسادار وفخر بامبلونا الحمراء!