لا يزال الغموض يلفّ مصير أكثر من 25 ألف طالب وطالبة من شهادتي التعليم الأساسي في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا منذ سقوط نظام الأسد في كانون الأول الماضي، وذلك بعد أن عمدت “الإدارة الذاتية” التابعة لـ “قسد” إلى إغلاق عشرات المدارس الحكومية والاستيلاء عليها، ما يهدد الطلاب بإمكانية عدم تمكّنهم من تقديم الامتحانات هذا العام.
استيلاء بالقوة
في منتصف كانون الأول الماضي، أعلنت هيئة التربية التابعة لـ “الإدارة الذاتية” إيقاف التعليم في عشرات المدارس الرسمية والمؤقتة بمحافظة الحسكة، كما ضغطت على المدرسين للانضمام إليها في مدارسها التي تدرس المناهج الكردية.
وبحسب المعلومات الواردة من الحسكة فقد تم إغلاق أكثر من 50 مدرسة مؤقتة بشكل نهائي في مدينتي الحسكة والقامشلي، كما شمل قرار الإغلاق أكثر من 10 مدارس حكومية في ريفي المدينتين.
ونقل مصدر في مديرية تربية الحسكة حينها، أن قرار إغلاق المدارس المؤقتة والرسمية سيحرم أكثر من 50 ألف طالب من مدارسهم، إلى جانب عدم وضوح الصورة حول مستقبل الجامعات في المدينة.
وكشف المصدر أن الإدارة الذاتية تسعى إلى تحويل جميع طلاب المناهج الحكومية إلى المناهج الكردية، والاستفادة من الكوادر التعليمية لدى مديرية التربية للتغطية على ضعف كوادر “قسد” التعليمية.
اجتماع ينتظر النتائج
عقد الأسبوع الماضي في العاصمة دمشق، اجتماع بين ممثلي وزارة التربية السورية وممثلين عن “هيئة التربية والتعليم” في “الإدارة الذاتية”، لمناقشة إمكانية تقديم الطلاب للامتحانات، مع ضم طلاب الشهادات العامّة الذي يدرسون المناهج الكردية للإشراف الوزاري، مع إعادة افتتاح المدارس الحكومية في المحافظة التي تم إغلاقها نهاية العام الماضي.
قبل أسبوعين، كشف وزير التربية السوري، محمد تركو، أن الوزارة توصلت إلى تفاهمات مع “الإدارة الذاتية”، حول ما يخصّ التعليم بين الطرفين.
وأعلنت الوزارة لاحقاً تمديد فترة التسجيل لتقديم الامتحانات العامّة في المحافظة حتى بداية الشهر الخامس، ما يشير إلى إمكانية التوصل إلى تفاهمات لإنهاء معاناة الطلاب.
مناهج مختلفة
منذ سيطرتها على مناطق شمال شرق سوريا، بدأت “قسد” بفرض مناهجها التعليمية التي تعتمد على اللغة والثقافة الكردية، ثم بدأت بتأسيس مدارس خاصّة بها منافسة للمدارس الحكومية.
وفي عام 2022، حظرت هيئة التربية في “الإدارة الذاتية” تدريس مناهج نظام الأسد في جميع المدارس والمعاهد التعليمية الخاصّة ضمن مناطق سيطرة “قسد” شمال شرق سوريا، تحت طائلة فرض غرامة مالية والسجن بحق المخالفين.
وأثارت هذه الخطوة خلافات وانتقادات واسعة في المنطقة الشرقية، خصوصاً أنها أدت إلى حدوث شرخ تعليمي كبير بين المدارس الحكومية والمدارس التابعة لـ “الإدارة الذاتية”.
وفي ظل المباحثات المستمرة بين التربية السورية و”الإدارة الذاتية”، يبقى مصير آلاف طلاب الشهادات معلّقاً بانتظار الحلول التي من الممكن أن تنهي معانتهم وتمكنهم من تقديم امتحاناتهم التعليمية.
اقرأ أيضاً: تعميم بقبول طلاب مدارس المتفوقين القادمين من الحسكة في باقي المحافظات