الاثنين 15 آذار/مارس 2021
سوريا اليوم – متابعات
تحدث مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، عن عجز اللجنة الدستورية السورية بمفردها على حل النزاع في سوريا.
وذكر موقع عنب بلدي أن بيدرسون قال، اليوم الاثنين 15 من آذار/مارس، خلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي، إن اللجنة الدستورية تحتاج إلى “إعداد متأن” لجولة سادسة من المفاوضات.
وأكد على ضرورة مواصلة العمل الدبلوماسي وإطلاق “حوار دولي جديد” للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.
وأضاف المبعوث الأممي أن الصراع في سوريا بات دوليًا، وحله ليس بيد السوريين، مضيفًا أنه على الحكومة السورية والمعارضة والأطراف الدولية العمل لتنفيذ القرار الدولي “2254”.
وفي 21 من شباط الماضي، قال غير بيدرسون، لدى وصوله دمشق إن مباحثاته مع مسؤولي النظام السوري في دمشق ستركز على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم “2254”.
ولم يتطرق المبعوث الأممي في تصريحه حينها، إلى اللجنة الدستورية السورية واجتماعاتها، لا سيما أنه كان قد ألمح سابقًا إلى مسؤولية وفد النظام عن “تعطيل” اجتماعات الجولة الخامسة بجنيف، التي اختتمت في 29 من كانون الثاني الماضي.
وكان بيدرسون وصف الجولة الخامسة للجنة الدستورية بأنها “فرصة ضائعة ومخيّبة للآمال”، مشيرًا إلى عدم وجود “أي خطة عمل مستقبلية من أجل سوريا حتى الآن”.
ورفض وفد النظام السوري في اللجنة الدستورية مقترحين من رئيس وفد المعارضة، هادي البحرة، والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا في أول أيام الجولة الخامسة من أعمال اللجنة الدستورية، استمرارًا لسياسته السابقة في تعطيل أعمال اللجنة.
وكان بيدرسون، قدّم في إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي في 9 من شباط الماضي، توصيات حول أهمية تغيير طريقة التعاطي في اللجنة الدستورية، بالإضافة إلى رأب الصدع في الانقسامات الدولية التي تعرقل التوصل إلى حل للملف السوري.
وفشلت الجلسة في التوصل إلى بيان مشترك.
وشُكلّت اللجنة الدستورية في أيلول 2019، إذ أعلن الرؤساء الثلاثة الضامنون لمسار “أستانة” حول سوريا، التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، عن الاتفاق النهائي على تشكيل اللجنة الدستورية المعنية بوضع دستور جديد لسوريا.
وكان بيدرسون حث، في 16 من كانون الأول 2020، مجلس الأمن الدولي على توحيد جهوده لدفع العملية السياسية في أعمال اللجنة الدستورية المقبلة حول سوريا، واصفًا الوصول إلى نقطة توافقية في أعمال اللجنة بأنه “صعب للغاية”.
وفيما يلي نص الترجمة الحرفية غير الرسمية لإحاطة بيدرسون أمام مجلس الأمن كما نشرها موقع كلنا شركاء اليوم:
مبعوث الأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسون
إحاطة إلى مجلس الأمن
15 آذار/مارس 2021
(ترجمة غير رسمية)
السيدة الرئيسة (السفيرة ليندا توماس جرينفيلد – الولايات المتحدة)
1. واصل الصراع السوري احتدامه على مدار عشر سنوات- وهو ما يقارب زمن الحربين العالميتين الأولى والثانية مجتمعتين.
2. قبل عشر سنوات، قُمعت التظاهرات الشعبية السلمية بعنف. ودخلت سوريا في دوامة من الصراع المسلح. وبمرور الوقت، انخرطت عدة دول ومقاتلين من العالم بأسره في القتال الدائر في سوريا بشكل أو بآخر. لابد وأن السوريين العاديين يشعرون أحياناً أنهم جميعاً محاصرون في صراع عالمي لا نهاية له.
3. ستندرج المأساة السورية كواحدة من أحلك فصول التاريخ الحديث – والشعب السوري كأحد أكبر ضحايا هذا القرن.
4. في هذه الذكرى القاتمة، أود أن أحيي ذكرى الضحايا السوريين، وأتذكر معاناة السوريين وصمودهم في وجه العنف والإهانات التي لا يمكن تصورها والتي واجهوها جميعاً – رجالاً ونساءً، من جميع المناطق والخلفيات – على مدار عشر سنواتٍ طويلة.
5. لقد عانى السوريون من الجرح والتشويه والقتل بكافة الطرق – حتى جثثهم تم تدنيسها.
6. تم التقاطهم من الشوارع والزج بهم في السجون أو اختطافهم، أو اخفائهم، وتمت إساءه معاملتهم، تعذيبهم أو عرضهم في أقفاص، تعرضوا للفدية أو خضعوا للمبادلة في صفقات تبادل للأسرى.
7. لقد شهدوا منازلهم وأسواقهم ومستشفياتهم ومدارسهم ومرافقهم وهي تدمر بفعل الضربات الجوية والبراميل المتفجرة والصواريخ وقذائف الهاون والعبوات الناسفة.
8. لقد تحملوا أهوال الأسلحة الكيماوية التي لا توصف.
9. وحُرموا من المساعدات الإنسانية، وخضعوا أحياناً لحصار عمد فيه الجناة إلى تجويع السكان.
10. تعرضوا لانتهاكات لحقوق الإنسان على نطاق هائل وممنهج، وشهدوا انتهاكات لا حصر لها للقانون الدولي الإنساني.
11. لقد شاهدوا أكبر منظمة إرهابية مصنفة من قبل مجلس الأمن في الذاكرة الحديثة تستولي على ثلث بلدهم – وهي منظمة بلغت في عنفها وتطرفها درجة أنها استعبدت النساء والفتيات وقامت ببيعهن في الأسواق.
12. لقد شاهدوا مقاتلين أجانب يتدفقون على بلدهم.
13. ورأوا خطوط التماس وخطوط الانقسام تظهر في جميع أنحاء بلدهم الذي أصبح مسرحاً تتصارع فيه خمس جيوش أجنبية.
14. وتم تهجيرهم إلى مخيمات تصل إلى حجم المدن، أو ناموا في العراء في بساتين الزيتون والمنازل المهجورة، ليتم تهجيرهم مراراً وتكراراً، في ظل الحرارة الشديدة والبرد القارس.
15. لقد فروا من سوريا، ليواجهوا في كثير من الأحيان المزيد من الفقر والتمييز، أو الأسوأ من ذلك، الموت غرقاً في البحر بحثاً عن ملاذ آمن.
16. لقد جُردوا من ملكية أراضيهم ومنازلهم.
17. لقد شاهدوا بلدهم ذي الدخل المتوسط يعاني من جديد من تدهور معدلات التنمية والفقر على نطاق يستلزم أجيالاً لإعادة البناء.
18. لقد عانوا من الفساد وسوء الإدارة والعقوبات والانهيار الاقتصادي. حتى أن تسعة من بين كل عشرة سوريين يعيشون الآن تحت خط الفقر. لقد انهارت عملتهم، وتبخرت مدخراتهم، وضاقت بهم سبل العيش بين عشية وضحاها، وأصبحت أموالهم لا تساوي سوى نسبة بسيطة من قيمتها قبل الحرب.
19. لقد انتظروا لساعات طويلة في طوابير للحصول على الخبز والوقود، أو جالوا في الصيدليات بحثاً عن الدواء دون جدوى، أو وجدوا أن مستشفياتهم تفتقر إلى المعدات الطبية الأساسية.
20. لقد واجهوا جائحة COVID-19 بنظام صحي منهك ومدمر.
21. أما النساء السوريات، فقد تعرضن للعنف الجنسي الناتج عن النزاع – من قبل جميع الأطراف – وشهدن زيادة في حالات الزواج المبكر والقسري.
22. معظم الأطفال السوريين لم يعيشوا يوماً واحداً بدون حرب. والعديد منهم عانوا من نقص الطعام والدواء أو التعليم، أو تم اعتقالهم أو تجنيدهم للقتال أو تعرضوا للإصابة أو القتل. لابد وأن كل أب وأم سوريين يشعرون بالقلق من أن إرث هذا الصراع سيستمر مدى الحياة في ذهن كل طفل عزيز يولد.
23. وفي غضون ذلك، يرى السوريون أن مرتبكي الأفعال التي قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب لا يتم محاسبتهم بأي شكل من الأشكال.
24. لم يشهد السوريون العاديون أي تقارب بين الرؤى السياسية المتضاربة، أو أي تقدم حقيقي في المحادثات بين الحكومة والمعارضة للتوفيق بين هذه الرؤى.
25. بل رأوا جميعاً أن المجتمع الدولي منقسم على نفسه، وتتنازعه المنافسة الجيوسياسية، وبات أسيراً للسرديات المتضاربة، وأن تركيزه غالباً ما ينصب على دعم طرف أو آخر من أطراف الصراع. ولم ينجح العالم في المساعدة على تخليص السوريين كشعب واحد مما وصفه الأمين العام بالـ “الكابوس المستمر”.
26. وأود هنا أن أعرب عن عميق أسف الأمم المتحدة لأننا لم نتمكن من إنجاح جهود الوساطة لإنهاء هذا الصراع المأسوي.
السيدة الرئيسة،
27. وسط هذه المأساة، هناك بارقة أمل تتمثل في الهدوء النسبي الذي يسود الآن، على الأقل فيما يتعلق بثبات خطوط التماس التي لم تتغير على مدار عام. لكن، هذا العام الأكثر هدوءاً في تاريخ الصراع السوري، لا يزال عنيفاً للغاية بأي مقياسٍ آخر. فقد استمر القصف المتبادل والمتكرر، وإطلاق الصواريخ على طول خطوط التماس، والاضطرابات العنيفة. واستمرت الضربات الجوية من جهات سورية وأجنبية. كما استمر نشاط الجماعات الإرهابية المصنفة وتواجدها في أنحاء سوريا.
28. وهكذا لا تزال ومضات الحرب تتصاعد يومياً في سوريا. وتتجمع السحب المظلمة. ويظل الخطر الأكبر على الإطلاق هو أن يتبدد هذا الهدوء الهش مسبباً عاصفة جديدة من الصراع الشامل بما قد يعنيه ذلك للسوريين وللمنطقة وخارجها.
29. لذلك سأشدد دائماً، أولاً وقبل كل شيء، على أهمية تدعيم هذا الهدوء الهش من خلال وقف حقيقي لإطلاق النار على المستوى الوطني وفقاً للقرار 2254، إلى جانب ضرورة التوصل إلى نهج مشترك للتصدي للتحدي المستمر المتمثل في الجماعات الإرهابية المدرجة على القوائم في سوريا.
السيدة الرئيسة،
30. إن الخطر الآخر الذي يواجه سوريا حتى لو لم ينهار الهدوء القائم، هو أن تراوح الأزمة محلها لفترة طويلة – ويشهد الشعب السوري عقداً جديداً من اليأس والإحباط وفقدان الأمل. وهو خطر حقيقي، خاصة إذا لم تكن سوريا محل اهتمام دبلوماسي دولي رفيع المستوى ومتسماً بالإبداع.
31. نعم، يتعين على الأطراف السورية التفاوض على تسوية من خلال عملية بقيادة سورية وبدعم من الأمم المتحدة لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 – وعليها إظهار الإرادة السياسية للقيام بذلك. لكنني مقتنع تماماً بأن الأطراف السورية لن تحقق تقدماً كبيراً إذا لم تقترن العملية التي يقودها السوريون بدبلوماسية دولية بناءة بشأن سوريا داعمة لهذا الجهد. فحقيقة الأمر، أن الصراع السوري هو أحد أكثر الصراعات التي شهدها هذا الجيل تدويلاً، وأن العديد من القضايا التي تهم السوريين أكثر من غيرهم ليست في أيدي السوريين أنفسهم.
32. لن يكون التقدم سهلاً. فهناك قدر ضئيل جداً من الثقة بين السوريين، وبين الأطراف الفاعلة الإقليمية والدولية. فالانقسامات عميقة، وموجودة حيثما ننظر. لكننا بحاجة إلى إيجاد وسيلة للتغلب على متلازمة “تحرك أنت أولاً” التي تغلُب على المبادرات الدبلوماسية حول سوريا. في الوقت الحالي، هناك مطالب من جميع الأطراف – لكن القليل من الحركة من أي طرف.
السيدة الرئيسة،
33. يجب أن يكون واضحاً لكل طرف أن التقدم في اتجاه تحقيق أهداف معينة لن يكون ممكناً إلا إذا تواكب مع تقدم في تحقيق الأهداف التي تهم الطرف الآخر. وبالتالي، فإن المطلوب هو التعامل بواقعية ودقة – والتنفيذ المتوازي – لخطوات متبادلة، خطوة بخطوة، من قبل الأطراف السورية والأطراف الدولية الرئيسية.
34. لكي ينجح ذلك، يجب أن تُبدى الحكومة السورية والمعارضة والأطراف الدولية الرئيسية استعداداً لتحديد ليس فقط ما يأملون في تحقيقه بشكل واقعي، ولكن ما يمكنهم طرحه على الطاولة لتحقيق تقدم في تنفيذ القرار 2254. سنحتاج إلى تفصيل القضايا للوقوف على عناصرها الأساسية، والتحرك بخطى ثابتة لإحراز تقدم مستمر في القضايا التي تهم الكثير من السوريين والأطراف الدولية أيضاً.
35. بالتأكيد هناك طرق عديدة يمكن من خلالها القيام بذلك. لكن المطلوب هو خطوات جيدة مقابل خطوات جيدة. يتعين علينا جميعاً العمل في هذا الاتجاه من أجل الشعب السوري.
36. لقد ناقشت جميع جوانب العملية السياسية مؤخراً قي لقائي الأول في دمشق مع السيد فيصل المقداد بصفته وزير خارجية الجمهورية العربية السورية الجديد، ومع رئيس هيئة المفاوضات السورية السيد أنس العبده في اسطنبول، وخلال مجموعة من الزيارات والتواصل عن بعد مع عدد من الأطراف الدولية. سأواصل استكشاف السبل في الفترة المقبلة.
37. أعتقد أننا بحاجة إلى مواصلة الدبلوماسية الهادئة في هذا الصدد، وأعمل على ذلك. لكننا قد نحتاج في الوقت المناسب إلى الوصول إلى صيغة جديدة للنقاش الدولي، وشكل جديد وضروري من أشكال الدبلوماسية والتعاون.
السيدة الرئيسة،
38. اسمحوا لي أن أؤكد على أهمية تحريك ملف المعتقلين والمخطوفين والمفقودين. فلم تسفر جهودي ولا جهود أعضاء فريقي المعنيين بهذه المسألة في تحقيق التقدم المطلوب – وأنا مقتنع بأنه إذا تمكنا من تحقيق تقدم في هذا الشأن سيكون ذلك بمثابة بادرة إنسانية مهمة لبناء الثقة، وإشارة إيجابية لجميع السوريين، ونقطة توقف ضرورية في الدبلوماسية الدولية للنظر في وسائل جديدة. وسأستمر في التأكيد على هذا الأمر في جميع اتصالاتي.
39. كما أنتهز هذه الفرصة لأشدد بقوة أيضاً على الحاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ومستمر ودون عوائق إلى جميع أنحاء سوريا. وتعتبر عمليات إيصال المساعدات عبر الخطوط وعبر الحدود بشكل مكثف أساسية للوصول إلى جميع المحتاجين في كل مكان. وأكرر مناشدة الأمين العام لمجلس الأمن للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن هذه المسألة الحاسمة.
40. واسمحوا لي أيضاً أن أكرر نداء الأمين العام بشأن أهمية تجنب وتخفيف أي آثار للعقوبات على قدرة سوريا في الحصول على الغذاء والإمدادات الصحية الأساسية والدعم الطبي لمواجهة فيروس كورونا، وأي أثار تؤدي إلى تفاقم محنة المدنيين في جميع أنحاء سوريا.
السيدة الرئيسة،
41. أخيراً، دعوني انتقل إلى عمل اللجنة الدستورية بقيادة وملكية سورية. كما قلت مراراً لا يمكن للجنة الدستورية وحدها حل النزاع، لكنها يمكن أن تكون لبنة أساسية لبناء تعاون سوري-سوري لتنفيذ ما دعا إليه القرار 2254 من صياغة دستور جديد. كما يمكن أن تفتح الباب أمام عملية سياسية أوسع تخلق ظروف آمنة وهادئة ومحايدة للإصلاح الدستوري في سوريا وبإجراء انتخابات حرة ونزيهة، تدار تحت إشراف الأمم المتحدة وتشمل جميع السوريين بمن فيهم أولئك الذين يعيشون في المهجر. وبالطبع، العودة الآمنة والكريمة والطوعية للاجئين السوريين. كل ذلك في سياق التقدم المحرز خطوة بخطوة بالطريقة التي أشرت إليها سابقاً.
42. ولهذا يلزم التحضير بعناية لعقد جلسة سادسة لهيئة الصياغة المصغرة للجنة الدستورية، وينبغي تقديم ضمانات للتأكد من أنها ستلتزم بتطبيق المعايير المرجعية والعناصر الأساسية للائحة الداخلية، وأنها ستمكن من استعادة بعض الثقة وبنائها، وإحراز تقدم في تحقيق ولاية اللجنة. لذا، يجب أن تكون الدورة السادسة مختلفة عن سابقاتها – مع تحديد الأهداف بوضوح، والاتفاق على أساليب فعالة للعمل، وتعزيز التعاون بين الرئيسين المشاركين، ووضع خطة عمل للجلسات المقبلة.
43. سأستمر في التواصل مع الأطراف السورية والرئيسين المشاركين و”الثلت الأوسط” في سعينا لدفع اللجنة الدستورية قدماً. لقد قدم الرئيس المشارك المرشح من قبل الحكومة السورية السيد أحمد الكزبري مقترحاً في دمشق في 23 شباط / فبراير قمت بنقله إلى الرئيس المشارك المرشح من قبل هيئة المفاوضات السورية السيد هادي البحرة والذي رد بمقترح معدل في 11 آذار/ مارس قمت بنقله إلى الرئيس المشارك المرشح من قبل الحكومة السورية. كما تحدثت إلى كلا الرئيسين المشاركين في الأيام الأخيرة.
44. أقدر قيام الرئيسين المشاركين بتقديم مقترحات مكتوبة حول المسائل الإجرائية، وانخراط كليهما بإيجابية في حين أواصل سعيي لتسهيل الحوار بينهما أملاً في الوصول إلى اتفاق. وستكون الأمم المتحدة مستعدة لعقد دورة سادسة بمجرد التوصل إلى اتفاق.
السيدة الرئيسة،
45. لقد أطلعتكم الأسبوع الماضي بمناسبة اليوم المرأة العالمي على السبل التي نسعى من خلالها كميسرين لضمان أن يكون تصميم المرأة السورية على أداء دورها الكامل في العملية السياسية حقيقة واقعة. سأستمر في إشراك المجلس الاستشاري النسائي للاسترشاد بأفكار عضواته ومشورتهن حول كافة جوانب العملية السياسية.
46. كما سأستمر في إشراك أعضاء غرفة دعم المجتمع المدني – من النساء والرجال. وأود أن أوجه التحية اليوم لكل السوريين الذين يواصلون العمل ليلاً ونهاراً من أجل السلام. لم يفقدوا الأمل قط، وكذلك الأمم المتحدة.
47. آمل ألا يفقد أعضاء هذا المجلس الأمل أيضاً. ففي الوقت الذي لا تزال العديد من التحديات الملحة قائمة، لا يجب أن نغفل عن الأهمية الكبيرة للوصول إلى حل سلمي للصراع السوري. فالحل السياسي هو المخرج الوحيد – وأنا مقتنع بأنه يمكن تحقيقه. وبشكل ما، يبدو هذا الأمر ممكناً الآن أكثر من ذي قبل. لكن لكي تتحول الافتراضات إلى حقائق، ستكون هناك حاجة إلى مشاركة عالية المستوى وبشكل مبدع من الأطراف الدولية الرئيسية التي لديها مصلحة في إنهاء هذا الصراع. لقد حان الوقت بالتأكيد لدفع عملية سياسية حقيقية تستعيد سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها وتمكن الشعب السوري من رسم مستقبله بحرية. مع وضع هذا الهدف نصب أعيينا، دعونا نتأكد من أن سوريا تلقى بشكل مستمر أعلى مستوى من الاهتمام، وأن نعمل سوياً لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254.
شكراً جزيلاً السيدة الرئيسة.