تسرّب إلى المواقع والصفحات الإعلامية السورية «محضر تفاهم» حول اجتماع جرى اليوم الأربعاء 12 آذار/مارس 2025 بحضور الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سورية والدكتور مصطفى بكور محافظ السويداء وعدد من أبناء المحافظة.
ووفق المحضر، فقد «جرى البحث في أوضاع المحافظة والاتفاق على أن تقدّم الدولة وتتعهد بتنفيذ البنود التالية بالتعاون مع أبناء المحافظة»، وهذه البنود هي: «تفعيل الضابطة العدلية فوراً – تفعيل الملف الشرطي والأمني ضمن وزارة الداخلية – تنظيم الضباط والأفراد المنشقين وكافة الفصائل المسلحة في وزارة الدفاع – صرف كافة الرواتب المتأخرة للموظفين فوراً – إعادة النظر بجميع المفصولين عن العمل قبل تاريخ ١٢/٨ – أولوية التوظيف لمن تم فصلهم تعسفياً قبل ١٢/٨ – إصلاح المؤسسات التابعة للدولة مالياً وإدارياً – الإسراع في تعيين أعضاء المكتب التنفيذي المؤقت لقضاء حوائج الموظفين – الحفاظ على السلم الأهلي ومنع التعدي على الأملاك العامة والخاصة – إزالة التعديات على أملاك الدولة والطرقات ضمن خطة مدروسة وإيجاد البديل – اتخاذ مبنى الحزب سابقاً كمقر رئيسي للجامعة».
وفي البند الأخير، اعتمد المحضر المذكور الموقعين على هذه البنود لجنة متابعة لتنفيذها، وأمرَ الجميع باستمرار التشاور وإيجاد الحلول لأي مستجدات أو وقائع لم تُغطَّ بما ذكر ضمن البنود.
الرئاسة الروحية: ليست اتفاقاً نهائياً!
وفي وقت لاحق من تسريب المحضر السابق، صرّح مصدر مقرّب من الرئاسة الروحية بأن «وثيقة التفاهم الصادرة عن اجتماع دارة قنوات بين مجموعة من السياسيين وموفد الإدارة الجديدة، هي سلسلة من الطلبات للإدارة الجديدة، وليست اتفاقاً نهائياً». وأضاف المصدر أن «البنود الصادرة عن وثيقة التفاهم هي مجموعة طلبات تعهد موفد الإدارة بأن تلتزم الدولة بتنفيذها، وهناك ملفات عديدة أخرى لا تزال المفاوضات مستمرة حولها».
اقرأ أيضاً: مجلس عسكري يثير الجدل في السويداء وغضب شعبي من «نتنياهو»
من جهته، وفي تصريح له عقب نشر محضر التفاهم، وصف الشيخ ليث البلعوس قائد ما بعرف بـ «حركة رجال الكرامة» في السويداء، العلاقة مع سلطات البلاد الجديدة بالـ «الجيدة»، مؤكّداً على موقف السويداء المسبق برفض تسليم السلاح للدولة حالياً. وقال البلعوس: «نحن مع دولة القانون والعدل والمساواة» كاشفاً أن حركته تعمل على تفعيل الأمن العام في المنطقة بشرط أن تكون عناصره من أبناء محافظة السويداء.
اجتماع «مثمر» في قصر الشعب
وكان قد التقى الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، أول أمس الاثنين 10 آذار/مارس 2025، وفداً من محافظة السويداء في قصر الشعب بدمشق. ووفقاً لمصادر إعلامية محلية في المحافظة، فقد ضم الوفد مجموعة من الناشطين والناشطات، والحقوقيين والسياسيين وممثلين عن العشائر، إضافة إلى شخصيات شاركت في مؤتمر الحوار الوطني.
وفي حديثه حول الاجتماع، وصف الأستاذ سليمان الكفيري، أحد أعضاء الوفد، الاجتماع بـ «المثمر»، منوّهاً إلى أن المداخلات اتسمت بالشفافية والجرأة. ووفق الكفيري فقد طرح الوفد عدداً من القضايا، أبرزها مسألة المواطنة، تحقيق العدالة الانتقالية، وتطبيق الدستور، بالإضافة إلى تحسين الأوضاع المعيشية من خلال زيادة الرواتب وتحسين خدمات المياه والكهرباء والمحروقات.
وأعرب أحد أعضاء الوفد عن الحزن والاستياء من الحوادث التي شهدها الساحل السوري، والعنف الذي أودى بحياة عدد كبير من المدنيين ومن قوات الأمن.
الشعراني لـ الشرع: ساحلنا أمانة!
ومن بين الحضور في الاجتماع المذكور كانت المهندسة غاده رسلان الشعراني التي نشرت على صفحتها الشخصية في «فيسبوك» مداخلتها في قصر الشعب. وقال الشعراني في مداخلتها: «أعلن من هنا، من قصر الشعب، بأني سأكون أول معارضة لحكومة الشرع، لأن البلاد بلا معارضة هي بلاد تتجه نحو الديكتاتورية، ونحن لا نريد ديكتاتوريات»، مضيفة أن هناك عالِم سياسي «ارتأى بأن وجود الرئيس أحمد الشرع في المرحلة الانتقالية، من أفضل الحلول السورية»، ووصفه بـ «الرجل الوطني الذي يتوجب العمل معه مطولاً وبشكل مشترك حتى يحقق سوريا ديمقراطية تعددية، وبلد حضارة نفتخر به جميعنا».
وفي ختام كلمتها للرئيس الشرع، قالت الشعراني: «سيادة الرئيس، في عنقي عقد مصنوع بيد فنان جميل من الساحل السوري، مصنوع من حجارة الساحل وقد أهداني إياه منذ خمس سنوات، سأقدمه لك ليظل الساحل في عيونك، ولا أريد فقط الساحل، إنما كل سوريا».
اقرأ أيضاً: مظلوم عبدي يهنئ الرئيس الشرع.. واتفاق على دمج قسد بالجيش السوري
بدوره، أشاد الرئيس الشرع بتاريخ محافظة السويداء ودورها الوطني، مؤكداً أهمية مشاركة جميع السوريين في بناء مستقبل البلاد، وتحدث عن رفض أي تدخل خارجي في الشؤون السورية، وضرورة الحفاظ على وحدة البلاد ورفض المشاريع الانفصالية.