كانت تعدة درة الرياضة في الساحل السوري، وتعد من المرافق الرياضية المهمة في محافظة طرطوس، مدينة بانياس الرياضية، كانت قبل الحرب السورية مركزاً حيوياً لاستضافة النشاطات الرياضية المختلفة وعلى رأسها كرة القدم، حيث احتضنت مباريات كرة القدم، والتدريبات الرياضية، إلى جانب الفعاليات الشبابية والثقافية.
ولكن مع اندلاع الحرب في سورية، تأثرت البنية التحتية للمدينة الرياضية بشكل كبير، مما أدى إلى تراجع دورها الحيوي، وانخفاض مستوى الخدمات التي تقدمها للرياضيين والسكان المحليين، وتحولت في سنوات الحرب الأولى إلى ثكنة عسكرية وتضررت منشآتها الرياضية بشكل كبير بسبب السرقة وغياب الحماية عنها، وحتى بعد انتهاء فترة الحرب بتلك المنطقة، أُهملت بشكل كبير، ففي الوقت الذي عادت فيه المنشآت الرياضية في سورية للعمل، ركنت منشأة بانياس الرياضية على جنب.
تأثير الحرب على مدينة بانياس الرياضية
حالها حال المنشآت الرياضية في سورية، لم تكن مدينة بانياس الرياضية بمنأى وبعد عن آثار الحرب التي بدأت في البلد عام 2011، وعانت هذه المنشأة المهمة من النقص في الصيانة بسبب قلة الموارد المالية، إضافة للأضرار التي لحقت بالملاعب والمنشآت جراء الإهمال أو سوء الاستخدام في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد.
كما أدت الأوضاع الأمنية والاقتصادية إلى تراجع النشاط الرياضي في المدينة، حيث غادرت بعض الفرق الرياضية المحترفة إلى مناطق أكثر استقراراً ومعها الرياضيين المحترفين خاصة بكرة القدم، بينما قلّت الفعاليات الرياضية بسبب الأولويات الأخرى التي فرضتها الحرب على المجتمع. إضافة إلى ذلك، أثرت العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية على استيراد المعدات الرياضية وصيانة المنشآت، مما جعل إعادة تأهيل المدينة الرياضية عملية صعبة ومكلفة.
اقرأ أيضاً: بين نظام قديم وآخر جديد: ما الذي يحتاجه المنتخب السوري لتحقيق آماله!
أهمية إعادة تأهيل المدينة الرياضية في بانياس
رغم التأثيرات السلبية التي لحقت بالمدينة الرياضية، لا تزال هناك حاجة ملحّة لإعادة تأهيلها، نظراً لأهميتها في دعم الرياضة السورية وتطوير المواهب الشابة. فالرياضة ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل تلعب دوراً محورياً في تعزيز روح الانتماء لكل مايخص البلد، وتنمية المجتمع، وإبعاد الشباب عن العادات السلبية من خلال تقديم بدائل صحية مثل كرة القدم، وألعاب القوى، والرياضات الجماعية الأخرى أيضاً.
إعادة تأهيل المدينة الرياضية ستساعد في تعزيز النشاط الرياضي في محافظة طرطوس، وتجذب المزيد من الفعاليات الرياضية المحلية والدولية، مما يساهم في تحسين الاقتصاد المحلي عبر استقطاب الزوار والمشاركين من مختلف المناطق.
اقرأ ايضاً: التغير المناخي إلى أين في السنوات المقبلة؟
خطوات إعادة تأهيل المدينة الرياضية في بانياس
لإعادة المدينة الرياضية إلى سابق عهدها يجب الشروع بإصلاح البنية التحتية، ويتطلب ذلك إعادة ترميم الملاعب، وتجديد المرافق مثل غرف تبديل الملابس، والمدرجات، والحمامات، وضمان تجهيزها بالمعدات الحديثة، بالإضافة لأهمية تقديم الدعم المالي من جديد لإعادة البنية التحتية لما كانت عليه قبل سنوات الحرب ويمكن تحقيق ذلك من خلال شراكات بين القطاعين العام والخاص، حيث تسهم الشركات المحلية في تمويل عمليات الصيانة مقابل الحصول على حقوق رعاية للإعلانات والمرافق الرياضية وتضمين الاستثمارات التجارية أيضاً ضمن مرافق الملعب، بالإضافة إلى تشجيع الفعاليات الرياضية من المهم تنظيم بطولات محلية وإقليمية في المدينة الرياضية بعد إعادة تأهيلها، مما يعيد الحيوية إليها ويشجع الأندية على استخدامها.
رغم الأضرار التي لحقت بمدينة بانياس الرياضية بسبب الحرب، إلا أن إعادة تأهيلها ليست مستحيلة، بل يمكن تحقيقها عبر تخطيط متكامل يجمع بين التمويل، والدعم اللوجستي، والإرادة الوطنية. إعادة إحياء هذه المدينة الرياضية سيكون خطوة مهمة في مسيرة التعافي الرياضي في سورية، مما يعيد للرياضة دورها في بناء مجتمع قوي ومتوازن.
اقرأ ايضاً: بين نظام قديم وآخر جديد: ما الذي يحتاجه المنتخب السوري لتحقيق آماله!