يعد معبر العريضة أحد المعابر الرسمية الستة التي تربط لبنان بالجمهورية العربية السورية، ويقع بين قرية العريضة في محافظة عكار شمال لبنان ومحافظة طرطوس السورية، وتأتي أهميته من كونه نقطة لعبور البضائع من مرفأ طرابلس اللبناني إلى طرطوس والعكس، ويسهم في تخفيف الضغط على المرافئ والموانئ السورية واللبنانية من خلال تسهيل النقل البري.
ولمعبر العريضة أهمية إنسانية كبيرة كونه يستخدم لحركة المسافرين للعمل أو زيارة الأقارب، إذ أن هناك الكثير من العلاقات الاجتماعية والقرابة التي تربط القرى الواقعة عند هذا المعبر من الجانبين السوري واللبناني، وقبل بدء الحراك الثوري السوري، كان يشهد حركة تدفق للسياحة والزوار الذين يعبرون بين البلدين، ومع بدء الحراك الثوري السوري عام 2011، شهد معبر العريضة حركة عبور اللاجئين السوريين إلى لبنان.
كما شكل معبر العريضة طريق عبور للعائلات اللبنانية النازحة هرباً من الغارات الإسرائيلية بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان عام 2024، إذ استقر بعضها في “معسكر الطلائع” الذي جُهّز لاستقبال اللاجئين اللبنانيين.
تم استهداف المعبر من قبل الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات، كان آخرها قبل سقوط نظام الأسد بيومين، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة، إذ دُمر الجسر بالكامل، بما في ذلك الركائز وبلاطات الجسر، بالإضافة إلى تدمير الجسر القديم الموازي له، وفقاً لفرع المواصلات الطرقية في طرطوس. كما تم استهدافه أيضاً قبل أسبوعين من الضربة الأخيرة له، وقد قام النظام السوري السابق بترميمه عدة مرات لتأمين استمرار الخدمات الضرورية.
وفي عام 2018 تقدم العديد من المواطنين السوريين بمطالبات إلى رئيس اللجنة الوزارية في محافظة طرطوس، وزير النقل السوري في عهد نظام الأسد، علي حمود، بتغيير اسم مركز العريضة الحدودي مع لبنان، كونه اسم يعود إلى منطقة العريضة اللبنانية، ولا يرتبط بطبيعة الجغرافية السورية. مع ضرورة تسميته باسم المنطقة الحدودية السورية كما هو الحال بالنسبة للمعابر الحدودية، إلا أنه لم يتم الاستجابة لهذا المطلب.
وفي عام 2005 اتخذت سوريا ولبنان جملة من التوصيات والقرارات التي من شأنها تسهيل حركة المرور بين البلدين عبر المعابر الحدودية، ومن هذه التوصيات السماح للشاحنات المحملة بالفوسفات والرمل بالدخول من سوريا عبر معبر العريضة، إضافة الى الشاحنات التي كانت تدخل سابقاً من لبنان الى سوريا وبالعكس.
معبر العريضة مشمول بقرارات الحكومة السورية الجديدة
من القرارات الحديثة ذات الصلة، التي اتخذتها الحكومة السورية الجديدة بعد سقوط نظام الأسد، هي فرض قيودٍ على دخول اللبنانيين إلى أراضي سورية، وقد برر البعض ذلك بالمناوشات التي حدثت مع الجيش اللبناني على الحدود بين البلدين، وتشير هذه القيود إلى ضرورة توافر إقامة سورية سارية المفعول، أو حجز فندقي ومبلغ ألفي دولار، أو موعد طبي مع وجود كفيل سوري.
والجدير بالذكر أن معبر العريضة مغلق حالياً حتى أمام المشاة من الجهة اللبنانية منذ قرابة الشهر بسبب بدء أعمال ترميم الجسر. أمّا من الجهة السورية، فتستغل السلطات هذا الإغلاق لتنظيف المعبر بواسطة ورش وآليات الخدمات الفنية بطرطوس، على أمل أن يعود قريباً للعمل.
تمتد الحدود بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية بطول حوالي 375 كيلومتر (233) ميل وتشكل معظم الأراضي الحدودية من لبنان.
اقرأ أيضاً: القصف الإسرائيلي يشل الحركة بين لبنان وسوريا ويقضي على العشرات