برز اسم أسعد الشيباني، بقوة في المشهد السياسي السوري بعد سقوط نظام الأسد، حيث تولى منصب وزير الخارجية في حكومة تسيير الأعمال. وُلد الشيباني في محافظة الحسكة عام 1987، وعاش في دمشق حيث أكمل دراسته الجامعية في الأدب الإنجليزي بجامعة دمشق، قبل أن يتجه إلى العلوم السياسية والعلاقات الدولية، محققاً درجة الماجستير والدكتوراه في تركيا.
كان الشيباني من أوائل المنضمين إلى الثورة السورية عام 2011، مشاركاً في مراحلها المختلفة، مما أكسبه خبرة سياسية وعلاقات دبلوماسية واسعة. ومنذ بداية عمله في الشأن العام، ارتبط اسم أسعد الشيباني بإدارة الشؤون السياسية، حيث أسس هذه الإدارة وساهم في توجيه سياستها الخارجية.
كما لعب دوراً محورياً في حكومة الإنقاذ السورية، التي تشكلت عام 2017، وساهم في إقامة قنوات تواصل مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، بهدف تسهيل العمليات الإغاثية في شمال غرب سوريا.
لم يكن الشيباني مجرد شخصية سياسية، بل كان جزءاً من جهود إعادة بناء العلاقات الخارجية لسوريا الجديدة، مما جعله خياراً مناسباً لتولي وزارة الخارجية في حكومة تسيير الأعمال.
إلى جانب دوره في السياسة الخارجية، تولى أسعد الشيباني مهام دبلوماسية حساسة، حيث كان مسؤولاً عن التفاوض مع عدة جهات دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة ودول غربية، في قضايا تتعلق بالهجرة غير الشرعية والمساعدات الإنسانية.
عمله في هذا المجال أكسبه سمعة جيدة بين الدوائر الدبلوماسية، وساهم في تعزيز علاقات سوريا مع المجتمع الدولي بعد سقوط النظام السابق. وبعد انهيار حكومة الأسد، تم تكليف أسعد الشيباني بحقيبة وزارة الخارجية أواخر عام 2024، ليصبح أول وزير خارجية في الحكومة الجديدة.
اقرأ أيضاً: من هو عمر الغبرا.. الوجه الجديد لكندا في ملف سوريا؟
منذ توليه هذا المنصب الذي جاء في وقت حساس، تسعى سوريا إلى إعادة بناء علاقاتها الدولية وتحقيق استقرار سياسي واقتصادي. ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن الشيباني يركز حالياً على إعادة الإعمار وتعزيز التنمية، مع الحرص على عدم الانخراط في صراعات جديدة قد تعيق مسار التعافي.
ومن اللافت أن الشيباني كان قد اتخذ عدة أسماء مستعارة خلال مسيرته، مثل “نسيم”، “أبو عائشة”، و”زيد العطار”، قبل أن يعلن اسمه الحقيقي بعد سقوط النظام. هذه التغييرات تعكس طبيعة عمله في مراحل مختلفة من الثورة، حيث تنقل بين أدوار سياسية وأمنية، حتى أصبح شخصية بارزة في المشهد السوري الجديد.
في سياق عمله الدبلوماسي، كان للشيباني دور في التفاوض حول قضايا هامة، من بينها اتفاق المدن الأربع، الذي تم توقيعه في الدوحة بين المعارضة السورية ونظام الأسد وحلفائه.
اليوم، يتولى أسعد الشيباني مسؤولية توجيه السياسة الخارجية لسوريا في مرحلة انتقالية حرجة، حيث يسعى إلى تحقيق توازن بين المصالح الداخلية والتحديات الخارجية. وبفضل خبرته الطويلة وعلاقاته الواسعة، يظل الشيباني شخصية مؤثرة في مستقبل سوريا السياسي، في ظل الجهود المبذولة لبناء دولة جديدة قائمة على أسس أكثر استقراراً واعتدالاً.
اقرأ أيضاً: قائد عسكري يكشف عن محادثات لدمج فصائل السويداء بوزارة الدفاع