يعتبر نادي الفتوة من أعرق أندية كرة القدم في سوريا ، حيث تأسس عام 1930 في مدينة دير الزور تحت اسم “نادي غازي” ، قبل تغيير اسمه إلى “الفتوة” عام 1950. يتمتع النادي بسجل فريد من الإنجازات، حيث إنه أول ناد في العالم يفوز بالدوري المحلي لمدة عامين متتاليين (1987 و 1988) على الرغم من لعب جميع مبارياته خارج أرضه بسبب ظروف الحرب في ذلك الوقت. كما أن الفتوة هو أول نادي سوري يحقق الثلاثية المحلية (دوري، كأس، سوبر) عام 1991، بالإضافة إلى فوزه بلقب كأس السوبر السوري اللبناني الذي تم تنظيمه مرة واحدة فقط.
سيطر النادي على كرة القدم السورية خلال عقد الثمانينيات، وحقق رقما قياسياً من خلال الوصول إلى نهائي كأس الجمهورية 9 مرات متتالية، توج خلالها باللقب 4 مرات. تتمتع الفتوة بقاعدة جماهيرية ضخمة في محافظة دير الزور وتصنف ضمن أكبر 4 مشجعي كرة قدم في سوريا والأكثر حماساً وتشجيعاً لفريقها، مما يجعلها واحدة من أهم الأندية التي ساهمت في تاريخ كرة القدم السورية.
أسماء لامعة من نادي الفتوة للرياضة السورية
على مدى عقود من حياته، أنجبت مدرسة الفتوة العديد من نجوم كرة القدم السوريين الذين تركوا بصمة واضحة على تاريخ الرياضة الوطنية. في طليعة هؤلاء اسم إسماعيل فكوش، الذي توج هداف الدوري السوري في موسم 1968-1969 برصيد 13 هدفاً، نصف عدد يوسف تميم ، نجم نادي بردى.
في التسعينيات من القرن الماضي، برز مؤمن الخلف كأحد أبرز هدافي الفتوة عندما فاز بلقب هداف الدوري في موسم 1995-1996 بعد تسجيله 17 هدفاً. في الجيل الذهبي للنادي، تألق نجم المدافع عيسى الشريدة، الذي ساهم بشكل حاسم في إنقاذ الفريق من الهبوط في عام 1983.
يستحيل الحديث عن أمجاد المتنمر دون ذكر المدرب الأسطوري أنور عبد القادر الذي قاد الفريق كلاعب ثم كمدرب محققا العديد من الإنجازات. كما ترك المايسترو هشام خلف ومحمد مدد ونزار ياسين ذكريات أبدية في قلوب الجماهير.
في العقد الماضي، واصل النادي إثراء المنتخب الوطني بمواهب مثل عمر السومة وعدي جفال، بينما تعرض لاعب آخر محمد كانيس، لظروف صعبة بعد اعتقاله في عام 2017 قبل إطلاق سراحه لاحقاً.
تشكل هذه الأسماء جزءاً من إرث الفتوى الغني الذي يمتد لأجيال، مما يؤكد على دور النادي كحاضنة دائمة لمواهب كرة القدم في سوريا.
اقرأ أيضاً: بعد الفوز على باكستان: ما هي حظوظ المنتخب السوري للوصول لنهائيات آسيا 2027!
تسعة ألقاب في أربع سنوات: كيف خلقت الأسطورة!
في عام 1991، كتب نادي الفتوة تاريخاً مجيداً بحصوله على الثلاثية الكروية المتمثلة في الدوري والكأس والسوبر، ليظل النادي السوري الوحيد الذي يحقق هذا الإنجاز الفريد. جاء هذا تتويجاً لجهود جيل استثنائي من اللاعبين الموهوبين، قادهم المدرب القدير أنور عبد القادر، وبرز بينهم نجم الفريق هشام خلف الذي أبدع في تلك الفترة.
شهدت السنوات بين 1989 و1992 ذروة تألق النادي، حيث سيطر على منصات التتويج بلا منازع. خلال هذه الحقبة الذهبية، تمكن الفريق من حصد مجموعة من الألقاب القيمة شملت بطولتي الدوري، وأربع كؤوس للجمهورية، بالإضافة إلى كأس الكؤوس وكأس السوبر المحلي، وكذلك كأس السوبر السوري-اللبناني الذي نظم في ذلك الوقت.
تميز النادي خلال هذه الفترة باستمراريته اللافتة، حيث ظل حاضراً في نهائيات كأس الجمهورية لمدة تسع سنوات متتالية، مما يعكس مدى هيمنته وقوته في الساحة الكروية السورية. هذه الإنجازات العظيمة جعلت من الفتوة مدرسة كروية بامتياز، ورمزاً للإبداع الرياضي في سوريا، وتركت إرثاً خالداً في ذاكرة عشاق كرة القدم.
اقرأ أيضاً: بين نظام قديم وآخر جديد: ما الذي يحتاجه المنتخب السوري لتحقيق آماله!