عبر عقود من الزمن، كتب نادي تشرين سطوراً ذهبية في تاريخ الكرة السورية، حيث تشكلت على أرض ملعبه أجيال متعاقبة من النجوم الذين أضاءوا سماء الرياضة الوطنية. في مطلع المسيرة، برزت أسماء مثل محمد غزال ومحي الدين قدور كرواد أسسوا لمسيرة ناجحة.
مع إشراقة سبعينيات القرن الماضي، حمل لواء النادي مجموعة من المبدعين الذين تركوا بصمة واضحة، على رأسهم جان آجيا وسيف الدين اسكية وعدنان سنكري، والذين حولوا الملعب إلى منصة لإبداعاتهم الكروية.
وتألقت حقبة الثمانينيات كعصر ذهبي حقيقي، حيث تجمع تحت قميص تشرين كوكبة من الأسماء اللامعة مثل عبد القادر كردغلي ويوسف هولا وموفق كنعان، إلى جانب الحارس التاريخي نبيل خنيسة. كما شهدت هذه الفترة انطلاق عدة نجوم إلى الاحتراف الخارجي، أبرزهم أحمد عيد ونزار محروس.
ومع دخول التسعينيات، واصل النادي مسيرته الحافلة بإنتاج المواهب، حيث برز عبد الله مندو وأحمد كردغلي كأبرز الوجوه، بينما حمل المحترفون مثل مازن كوسا ومحمد اليوسف راية النادي في البطولات الخارجية.
وفي الألفية الجديدة، تجددت دورة الإنجازات بظهور جيل جديد قاده معتز كيلوني وموسى حايك، مدعوماً بحراسة متميزة مثل مصطفى شاكوش. كما قدم النادي للعالم العربي مجموعة من المحترفين المتميزين على رأسهم عبد الرحمن عكاري ويونس سليمان.
هكذا يظل تشرين كصرح رياضي خالد، يواصل مهمته في صقل المواهب وترسيخ مكانته كأحد أهم المنابع التي تمد الكرة السورية بأفضل العناصر، جيلاً بعد جيل، حاملاً معه إرثاً مجيداً ومستقبلاً واعداً.
اقرأ أيصاً: بين نظام قديم وآخر جديد: ما الذي يحتاجه المنتخب السوري لتحقيق آماله!
إنجازات النادي وتاريخه مع الألقاب
على مدى تاريخه العريق، نجح نادي تشرين في كتابة أسماء لامعة في سجلات الكرة السورية، حيث توج بلقب الدوري المحلي خمس مرات كان آخرها ثلاثية تاريخية متتالية بين 2020 و2022، بالإضافة إلى تتويجه بلقب الدوري في مناسبتين سابقتين عامي 1982 و1997. كما احتل مركز الوصيف في موسمين هما 2016/2017 و2018/2019، مما يؤكد حضوره الدائم في صدارة المشهد الكروي السوري.
وفي بطولة كأس سوريا، كتب الفريق اسمه بحروف من ذهب عندما توج بلقب السوبر عام 1982 بعد فوز مثير على نادي الاتحاد بنتيجة 2-1. كما وصل إلى المباراة النهائية للكأس في خمس مناسبات مختلفة عبر تاريخه، كان أبرزها في أعوام 1973 و1979 و1988 و2004 و2006، مما يعكس ثباته كلاعب رئيسي في الساحة الكروية.
على الصعيد القاري، خاض الفريق تجارب آسيوية وعربية متميزة، حيث شارك في دوري أبطال العرب مرتين، الأولى عام 1982 في مواجهة الأنصار اللبناني التي انتهت بالتعادل قبل أن تمنعه الظروف الأمنية من إكمال المسيرة، والثانية عام 2004 أمام الإسماعيلي المصري. كما مثل سوريا في بطولة الأندية الآسيوية عام 2001 حيث قدم أداء مشرفاً أمام العملاق السعودي الهلال.
يتميز النادي أيضاً بسجل حافل في إنتاج الهدافين، حيث توج عبد القادر كردغلي وموفق كنعان ونضال قضيماتي بلقب هدافي الدوري في مناسبات متعددة، مسجلين أرقاماً قياسية في شباك المنافسين، حيث سجل كنعان 16 هدفاً في موسم 85-86، بينما حقق قضيماتي إنجازاً استثنائياً بتسجيله 15 هدفاً في 11 مباراة فقط خلال موسم 88-89.
هذه الإنجازات المتلاحقة تؤكد مكانة نادي تشرين كأحد أهم الأعمدة في الكرة السورية، حيث يجمع بين الأصالة والمنافسة، ويواصل مسيرته في صناعة المجد جيلاً بعد جيل.
اقرأ أيصاً: فيفا تدرس إعادة روسيا للبطولات الكروية الرسمية