14 عاماً والرياضة السورية تعاني غياهب وظلام الحرب، حيث تأثر القطاع الرياضي في البلاد وبتدني الوضع الاقتصادي طيلة سنوات الأزمة السورية علماً أن التمويل العام الذي تحصل عليه كل اتحادات الرياضة في الاتحاد الرياضي العام مصدرها التمويل الحكومي، لذلك كل المرافق الحكومية بما فيها الاتحادات التي تمثل اتحادات الرياضات المختلفة تأثرت بشكل مباشر بالوضع الاقتصادي للبلد.
بالإضافة لحالات الفوضى الكبيرة التي حلت على المرافق العامة وغياب الرقابة مما زاد من انتشار الفساد حتى في القطاع الرياضي، ونتيجة لكل ذلك تم إهمال الرياضة بشكل كامل، بدايةً من المنشآت الرياضية وصولاً إلى المنتخبات الوطنية كافةً.
سبل تطوير الرياضة السورية
تضررت العديد من المنشآت الرياضية بسبب الحرب ومن أبرزها المنشآت الرياضية المهمة في المدن الكبرى، والتي كانت تستضيف أهم الفعاليات الرياضية والبطولات قبل الحرب السورية الأخيرة ومنها ملعب الحمدانية الذي كان أهم ملعب دولي في سورية ومن أهم الملاعب في الوطن العربي، حيث كان من أهم الملاعب التي خرجت عن الخدمة مع بداية الحرب في عام 2011. لإعادة تأهيل وتطوير البنية التحتية الرياضية يجب البداية مع إعادة تأهيل الملاعب والصالات الرياضية بحيث تصبح جاهزة لاستضافة البطولات المحلية والدولية أيضاً.
بالإضافة لذلك، بناء منشآت رياضية حديثة تلبي المعايير الدولية، وتوفر بيئة تدريبية مناسبة للرياضيين، مع الأخذ بالحسبان تحسين معايير المرافق الرياضية لتصبح جاهزة لاستضافة البطولات. يجب أن تلبي المنشآت الرياضية الجديدة المعايير الدولية، وتوفر بيئة تدريبية مناسبة للرياضيين. كما يعتبر تطوير المرافق الرياضية في الجامعات والمدارس خطوة مهمة جداً لإنشاء جيل مثقف كروياً.
لكن الخطوة الأهم هي تمويل الأندية السورية التي عانت من نقص الموارد المالية دائماً، وإيجاد استثمارات ورعايات من القطاع الخاص لدعم الأندية والمنتخبات الوطنية، مع تعزيز الشراكات مع الشركات المحلية والدولية لتوفير التمويل اللازم للمرافق وكل الفرق الرياضية، بالإضافة لتحفيز الرياضيين المتميزين مادياً ومعنوياً لضمان استمرارهم في ممارسة الرياضة بأفضل مستوى ممكن. كل البلدان التي صنعت مجداً رياضياً من نوع ما في أي رياضة كانت تمتلك دوري على مستوى فني عالي من هذه الرياضة.
على سبيل المثال في كرة القدم، كل الدول الكبرى تبدي اهتماماً بفرقها المحلية ضمن الدوري الأول في البلد، وحتى في الدوريات الأقل درجة، لإنشاء رياضيين على أعلى مستوى ولمنافسة كل البلدان الأخرى من هذه الناحية، لذلك بداية طريق التطوير للرياضة السورية عموماً، وكرة القدم خصوصاً، يبدأ من تطوير الدوريات المحلية.
اقرأ أيضاً: بين نظام قديم وآخر جديد: ما الذي يحتاجه المنتخب السوري لتحقيق آماله!
دعم قطري وسعودي لإعادة بناء القطاع الرياضي في سورية
أكدت اللجنتين الأولمبيتين السعودية والقطرية على دعمهما الكبير لقطاع الرياضة في البلاد، حيث تكفّل اتحاد كرة القدم القطري بدعم كرة القدم والمنتخبات السورية من خلال المعسكرات الخاصة بالرياضة السورية في الدوحة وتجديد الدعم للاتحاد السوري الرياضي الجديد.
ومع فك الأموال المجمدة من قبل الاتحاد الآسيوي والدولي لكرة القدم في سورية، والتي تتجاوز قيمتها العشرة ملايين دولار، ومع وصول هذه الأموال ستنتعش خزينة اتحاد كرة القدم السوري جداً. مع هذا الاهتمام وبتطبيق التطوير بطرق مدروسة يمكن للرياضة السورية أن تنهض من الجديد وتستعيد مكانتها الإقليمية وتحفز الهيئات الإعلامية للتغطية من جديد، وكل عمالقة الاستثمار لضخ الأموال وإحياء الرياضة في سورية وأفضل مما كانت عليه.
اقرأ أيضاً: الاتحاد الرياضي العام يحدد موعد استئناف الأنشطة الرياضية!