السبت 2 تشرين الأول/أكتوبر 2021
سوريا اليوم – دمشق
توقعت مصادر صحفية سورية أن تسعى إيران للاستثمار في القطاع الصناعي الحكومي في سوريا، وسط رغبة دمشق في إخراج الاقتصاد من أزمته العميقة بسبب الحرب السورية المستمرة منذ عشرة أعوام.
وقال موقع “اقتصاد” السوري المتخصص (المُعارض) اليوم السبت إن خبر طرح الحكومة السورية 38 منشأة صناعية حكومية للاستثمار مع القطاع الخاص، أو “الدول الصديقة”، ما زال يثير العديد من التحليلات، بأن”الهدف من هذا الأمر، إنما هو تمكين إيران من هذه المؤسسات، ضمن خطة تم الإعداد لها منذ عدة سنوات”.
وأشار الموقع إلى مقال نشره في مطلع عام 2018، تحدث “عن مقترح تقدم به مجلس رجال الأعمال السوري الإيراني، يقول فيه إن إيران لديها الاستعداد لإعادة تأهيل القطاع العام الصناعي المدمر، ولكنها تريد أن تعرف كيف ستحصل على مستحقاتها المالية”.
واقترح المجلس على الحكومة في حينها عدة طرق للإيفاء بالالتزامات المالية لإيران، ومنها إدخال إيران كشريك أساسي في هذه المؤسسات، أو إعطائهم زيت الزيتون السوري على مدى سنتين، بحسب الموقع.
وذكرت صحيفة “الوطن” السورية الموالية للحكومة السورية آنذاك أن الحكومة طلبت من وزارة الصناعة دراسة هذه المقترحات وتقديم رأيها فيما يخص الكيفية التي يمكن من خلالها تسديد الالتزامات المالية لإيران.
ويشير مراقبون إلى أن الديون الإيرانية على سوريا تتجاوز 20 مليار دولار، وأن إيران بدأت تطالب بسداد ديونها، عبر تفعيل الوعود التي تقدمت بها الحكومة السورية، ومنها المنشآت الصناعية التي تم طرحها للاستثمار مؤخراً.
وكان رجل الأعمال السوري المنشق فراس طلاس، أكد أمس الجمعة في منشور على صفحته الشخصية في “فيسبوك“، أن المنشآت الصناعية الـ 38 التي تم طرحها للاستثمار مؤخراً، سوف تكون في أغلبها من حصة إيران، ونقل عن مصادر وصفها بالخاصة، بأن المصانع والشركات التي “وافق الرئيس السوري بشار الأسد على تسليمها للإيرانيين، هي: جرارات السفيرة (الفرات)، معمل البرادات (بردى) في السبينة، معمل الخشب المضغوط والكبريت، معمل إطارات أفاميا، معمل تاميكو في المليحة بريف دمشق مع أرض تابعة له في أم الزيتون السويداء على طريق دمشق – السويداء، معمل البسكويت في عين التل حلب، معمل زيوت حلب بالليرمون، شركة غراوي الغذائية، معمل كونسروة الميادين في دير الزور، معمل بيرة بردى في الهامة، منشأة حلب للإسمنت الإميانتي، معمل الشيخ سعيد في حلب، ومعمل حرير الدريكيش، معمل سجاد التل في حلب، معمل ورق دير الزور، شركة مطاط وبلاستيك حلب، شركة السيرومات في الزربة، شركة الشهباء للغزل والنسيج في حلب، والشركة العربية للملابس الداخلية في عين التل حلب”.
وأشار طلاس، إلى أنه تم استبعاد المعامل الموجودة في المنطقة الساحلية، نظراً لحساسية التواجد الإيراني في المنطقة بالنسبة للسكان المحليين، على حد وصفه.
وفي إضافة نشرها اليوم على فيسبوك، قال فراس طلاس: “لا أتوقف كثيراً عمن يملك المصانع في سوريا بقطاعها العام أو الخاص، فالمهم عندي أن تعمل المصانع ويرتاح العمال قليلاً في حياتهم المعيشية. ولكن عندما ننظر للمشهد كاملاً نرى أن إيران تريد توطين الهزارة الأفغان مكانهم وبناء مجتمعات كاملة لهم ودفع السوريون بكل مكوناتهم للهجرة”، على حد تعبيره.