الأربعاء 24 شباط/فبراير 2021
يبحث وفد إيراني جديد يزور دمشق التعاون بين إيران وسوريا في مجال الإعلام والثقافة.
وأعلنت مصادر حكومية سورية أن وزير الإعلام عماد سارة اجتمع اليوم الأربعاء مع المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية رئيس مركز الدبلوماسية العامة والإعلام سعيد خطيب زاده والوفد المرافق له، لبحث “سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجال الإعلام والثقافة”.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الوزير سارة تأكيده أهمية “التعاون الإعلامي لمواجهة الحرب الإعلامية التي تستهدف البلدين وتعمل على تشويه الحقائق وقلب المفاهيم والإساءة للعلاقات السورية الإيرانية، من خلال رفع مستوى التعاون في قطاعي الإعلام والثقافة وتكثيف تبادل الخبرات في مجال الدراما والمسرح والسينما، إلى جانب التشبيك بين المؤسسات الإعلامية في البلدين”.
وأوضح الوزير أن سوريا “التي دحرت الإرهاب بقوة شعبها وجيشها وثبات قيادتها ودعم أصدقائها قادرة اليوم على مواجهة الإرهاب الاقتصادي المتمثل بالحصار الجائر الذي تفرضه الولايات المتحدة ضدها ومواجهة حملات التضليل والتزييف التي تمارسها وأدواتها الإعلامية وإعادة البناء والإعمار”.
من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن “الدول التي شنت الحرب الإرهابية على سورية فشلت في تحقيق أهدافها عبر الحرب الميدانية فتحولت إلى الحرب الاقتصادية والإعلامية للتضييق على الشعب السوري وتضليل الرأي العام عبر ممارسة سياسة قلب المفاهيم وتشويه الحقائق، الأمر الذي يتطلب التعاون والتنسيق للمواجهة في الفضاء الإعلامي كما في الميدان”.
وأضاف زاده أن “وسائل الإعلام المعادية تحاول شيطنة علاقات الصداقة السورية الإيرانية المبنية على الاحترام المتبادل والقيم المشتركة بهدف التأثير عليها مؤكداً أن هذه المحاولات مصيرها الفشل كما فشلت جميع المحاولات السابقة”.
وفي تصريح للصحفيين في مبنى وزارة الإعلام أوضح خطيب زاده بعد الاجتماع أن لقاءيه مع وزيري الخارجية والمغتربين والإعلام السوريين كانا بناءين، وتركزا في جانب منهما على بحث العقوبات الأمريكية الظالمة على الشعب السوري المقاوم.
وأكد المسؤول الإيراني دعم بلاده المستمر لسورية حكومة وشعباً وأن هناك خطوات قريبة لدعم الشعب السوري في إيصال الوقود وتوفير القمح ومجالات أخرى. وحضر اللقاء السفير الإيراني بدمشق ومديرو المؤسسات الإعلامية.
وكان وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد استقبل خطيب زاده والوفد المرافق له، وبحثا العلاقات بين البلدين “وسبل تعزيزها وتطويرها ولا سيما ما يتعلق منها بالجوانب السياسية والإعلامية والعلمية والثقافية، كما تم بحث تطورات الأوضاع في المنطقة وأهمية تعزيز التواصل والتشاور بين البلدين على كل المستويات لدفع العلاقات الثنائية قدما بما ينسجم مع مصلحة البلدين الصديقين”، حسب ما نشرت وكالة مهر للأنباء الإيرانية.
وقالت الوكالة إن المقداد بيّن أهمية المبادرة إلى شرح الاستفادة من وسائل الإعلام الوطنية والدولية لتوضيح حقيقة الأوضاع في مواجهة أساليب تضليل الإعلام الغربي والعميل له، مؤكداً “ضرورة تضافر الجهود بين الجانبين السوري والإيراني لمواجهة التحديات المشتركة التي تهدد أمن وسلم المنطقة، لافتاً إلى الآثار اللاإنسانية التي أوجدتها الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري”.
وشدد المقداد على ضرورة تطوير التعاون بين سوريا وإيران “لتعزيز قدرة وإمكانيات الشعبين على مواجهة الإجراءات الأمريكية والغربية غير الشرعية التي أصبحت أداة رخيصة بيد بعض الدول بهدف فرض إرادتها ومخططاتها السياسية على الدول المستقلة ذات السيادة”.
وجدد “موقف سوريا الداعم لموقف إيران من خطة العمل الشاملة المشتركة ورفضها محاولة تشويه صورة الموقف الإيراني وتحميله مسؤولية انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق”.
في حين أكد خطيب زاده للمقداد “الأهمية التي توليها القيادة والشعب الإيراني للعلاقات مع سوريا بما ينسجم مع مستوى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين”، وجدد “موقف بلاده الداعم لسوريا للتوصل إلى حل يعيد الأمن والاستقرار إلى كل أراضي سوريا ويحفظ سيادتها واستقلالها ووحدتها”. وتأتي زيارة وفد الخارجية الإيرانية في سياق زيارات قام بها عدد من الوفود الإيرانية مؤخراً إلى دمشق، لبحث قضايا سياسية مثل العملية السياسية وأعمال اللجنة الدستورية في جنيف، والتعاون في مجالات اقتصادية.