السبت 6 آذار/مارس 2021
سوريا اليوم – دمشق
قالت مصادر في محافظة السويداء جنوب سوريا إن برنامج سبل العيش في مركز مقام عين الزمان الخيري بالسويداء يمثل تجربة نوعية للتكافل المجتمعي عبر تقديم منح تنموية خاصة بإقامة مشروعات صغيرة في مختلف مناطق المحافظة.
وصرح شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين في السويداء يوسف جربوع لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأنه نتيجة الظروف التي تمر على سوريا فإن مركز مقام عين الزمان لبرنامج سبل العيش يوجه نشاطاته من خلال دعم المغتربين والمحسنين من المجتمع المحلي عبر تقديم مساعدة ذات طابع تنموي خاصة بعد تراجع ثقافة العمل في سنوات الحرب وازدياد عدد الأشخاص الذين يطلبون المعونات الفورية المالية المباشرة دون عمل.
وبدأت المنح الصغيرة كما ذكر الشيخ جربوع من المنطقة الشرقية للمحافظة التي تعرضت لاعتداءات إرهابية ثم امتدت تباعا لمختلف المناطق وذلك وفق الإمكانيات المتاحة بحيث حقق أكثر من 90 بالمئة منها نجاحاً وترك أثراً إيجابياً واستقراراً للمستفيدين منها عبر إيجاد فرص عمل لهم ثبتتهم بقراهم ومناطقهم.
وبين الشيخ جربوع أن المشروعات الصغيرة التي تأسست بموجب المنح المقدمة تمت دراستها مع إخضاع المستفيدين منها لدورة تدريبية على إدارة المشاريع وتأسيسها والجدوى الاقتصادية المحققة منها مشيراً إلى أن تسليم المنح لم يكن ماديا إنما بأدوات العمل المطلوبة للمشروع الذي يشترط على صاحبه منع البيع أو التنازل عن مشروعه مع متابعته من إدارة المركز بعد التأسيس لمدة ثلاثة أشهر لتذليل أي صعوبات تعترضه.
ووفقاً للمدير التنفيذي لمركز مقام عين الزمان الخيري باسل نصر فإن المنح الصغيرة للمشروعات شملت أكثر من 250 أسرة لغاية تاريخه مع التحضير حالياً لمنح جديدة، مشيراً إلى تنوع المشروعات بين الخدمية والزراعية وتمويلها عبر شراء الأدوات والتجهيزات اللازمة للإقلاع بها.
وبحسب نصر فإنه تم التواصل مع فعاليات المجتمع المحلي لكل قرية فيها مستفيد للتعرف على مدى حاجته لذلك والمنح بناء على روائز منها قدرته على العمل واحتياجه وتوفر مكان ملائم لعمله وأحياناً وجود أمراض أو إعاقات لدى الراغب بإقامة مشروع صغير.
“مشروع صغير لكنه يفيد كثيراً” عبارة قالتها ناديا العطا الله زوجة الشهيد أسامة مقلد التي حصلت على منحة قبل عام ونصف العام من مركز مقام عين الزمان الخيري لفتح محل صغير للعصرونية والأدوات المنزلية حيث حقق لها استقراراً ودخلاً يساعدها على معيشتها وطفلها الوحيد.
وفي قرية دوما بريف السويداء الشمالي الشرقي وجدت فاتن حرب بماكينة الخياطة التي قدمت لها كمنحة فرصة لتوسيع المهنة التي تمارسها بفتح محل صغير قبل نحو عامين ضمن منزلها بالقرية حقق لها دخلاً أعانها على تأمين مصاريف أولادها جراء وفاة زوجها كاشفة عن طموحها للتوسع.
وبحسب نجوى عزام فإنها حصلت مع زوجها على منحة عبارة عن 55 طير دجاج منذ أسابيع حيث يأملان من هذا العمل الصغير تحقيق دخل يساعدهما على ظروف الحياة الصعبة خاصة بعد إجراء الزوج عملية ديسك خلال الفترة الماضية منعته من ممارسة عمله كسائق.
ووفقا للشاب ربيع طلال الجباعي فإنه حصل على منحة 5 رؤوس أغنام وبدأ العدد بالتزايد مع الولادات حيث يطمح للوصول إلى قطيع من الأغنام ينعكس إيجاباً على دخله.
وبعد نحو شهر على استلامهما منحة خمس خلايا نحل مع مسلتزماتها يأمل عاطف بلان من بلدة قنوات وخالد عسقول من قرية شنيرة تحقيق عائد مهم من مشروعهما.