السبت 6 آذار/مارس 2021
سوريا اليوم – دمشق
وصل إلى العاصمة السورية دمشق اليوم السبت رمزي مشرفية وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية لبحث عودة اللاجئين السوريين من لبنان.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين السوري استقبل مشرفية والوفد المرافق له، حيث بحثا سبل تعزيز التعاون لعودة جميع اللاجئين السوريين إلى وطنهم بطريقة طوعية آمنة وميسرة.
واعتبر الجانبان أن هذه الزيارة تأتي استكمالاً لما بدأ من تعاون بين الجانبين السوري واللبناني لمعالجة قضية اللاجئين السوريين في لبنان وتأمين عودتهم بشكل طوعي إلى بلدهم وتهيئة الظروف التي تسهل هذه العودة وتشجعهم عليها.
وأوضح المقداد أن سوريا ترحب بعودة كل اللاجئين إلى وطنهم وتقوم باتخاذ كل الإجراءات والتسهيلات التي تساعد في تهيئة الظروف التي تضمن عودة آمنة وأوضاعاً معيشية جيدة للعائدين ولكن بعض الدول الغربية تتعامل مع هذا الملف بطريقة مسيسة معتمدة على وسائل التضليل وتشويه الحقائق والضغوط على الدول المستضيفة للاجئين.
من جانبه أشار الوزير مشرفية إلى أن الأوضاع الضاغطة التي يعيشها البلدان لبنان وسورية في ظل انتشار جائحة كوفيد 19 والظروف الاقتصادية الصعبة تجعل هذا الملف أولوية وعبر عن أمله بتحقيق تقدم في هذا المسار مؤكداً أن التواصل مستمر بين الجانبين حتى تحقيق ذلك.
وقد اتفق الجانبان على القيام بجهود مشتركة تشجع اللاجئين على العودة إلى بلدهم ومطالبة المنظمات الدولية بعدم وضع أي عراقيل مصطنعة أمام العودة الآمنة والطوعية لهؤلاء اللاجئين إلى مدنهم وقراهم في بلدهم سورية.
وشارك في اللقاء من الجانب السوري السفير بشار الجعفري نائب وزير الخارجية والمغتربين والسفير علي عبد الكريم سفير سوريا في لبنان وزياد زهر الدين مدير إدارة الوطن العربي وعبد الله حلاق مدير مكتب الوزير ورؤى شربجي من مكتب الوزير ومن الجانب اللبناني جاد حيدر وحسان كوكاش ولواء جابر.
وفي تصريح للصحفيين بيّن مشرفية أن العمل جار في الوقت الحاضر لتذليل كل العقبات التي تعترض عودة اللاجئين السوريين كما تنصب الجهود في إقناع المجتمع الغربي لمساعدة اللاجئين على العودة.
ونوه مشرفية باستعداد الحكومة السورية لإعادة مواطنيها مشيراً إلى وجود قاعدة بيانات للسوريين الموجودين في لبنان كما أن هناك تنسيقاً كاملاً بين الحكومتين لضمان العودة الآمنة للسوريين والتي تؤمن مقومات عيشهم من البنى التحتية والطبابة والتعليم.
وكان مشرفية بحث أيضاً مع وزير الإدارة المحلية والبيئة السوري حسين مخلوف “سبل تعزيز التعاون لعودة جميع اللاجئين السوريين إلى وطنهم بطريقة آمنة وميسرة”.
وقال الوزير اللبناني، بحسب ما نقلته (سانا)، إن الزيارات “مستمرة حتى تأمين عودة اللاجئين السوريين وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يشهدها لبنان”، مضيفا أن “عودة الأمن والاستقرار إلى الكثير من الأراضي السورية والتسهيلات التي تقدمها الدولة السورية شجعت الكثير من اللاجئين على العودة إلى وطنهم”، على حد تعبيره.
من جانبه، قال مخلوف إن الزيارة تأتي “استكمالا لأعمال التعاون بين الجانبين السوري واللبناني لمعالجة قضية اللاجئين السوريين في لبنان وتأمين عودتهم بشكل طوعي إلى بلدهم، مع تقديم كل التسهيلات لهم من توفير وسائل النقل وأماكن لائقة للسكن وتسهيل حصولهم على الوثائق المفقودة”.
وزعم الوزير السوري أن الفترة الماضية شهدت “عودة منظمة للاجئين رغم الظروف الصعبة التي فرضها فيروس كورونا إضافة إلى الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الدول الداعمة للإرهاب لمنع عودة السوريين إلى بلدهم”.
وتأتي زيارة الوزير اللبناني بعد عقد مؤتمر في دمشق برعاية روسية في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي خصص لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم بمشاركة مسؤولين لبنانيين.
وسبق أن ترأس مشرفية الوفد اللبناني الذي شارك في المؤتمر، وقال حينها في تصريح له إن “الحكومة اللبنانية أقرت خطة لعودة النازحين تتوافق مع المعايير الدولية، وتضمن حق النازح بالعودة محفوظ الكرامة بالتنسيق مع الدولة السورية ورعاية المجتمع الدولي”.
كذلك تأتي هذه الزيارة استكمالاً لورقة “السياسة العامة لعودة اللاجئين” التي أقرتها الحكومة اللبنانية في تموز/يوليو الفائت والتي اعتبرت أن “أحد أهم أركان نجاح العودة الآمنة للاجئين هو التعاون والتنسيق مع الدولة السورية، من منطلق أنها الجهة الوحيدة القادرة على تأمين الضمانات اللازمة لتحقيق العودة الآمنة لهم”.
وحول أسباب هذه الزيارة ودلالات توقيتها، قال الكاتب والمحلل السياسي السوري، درويش خليفة، لصحيفة “العربي الجديد“: “من المعروف أن مؤتمر بروكسل الخامس حول سوريا برعاية مفوضية الاتحاد الأوروبي سيعقد في نهاية الشهر الجاري، وبالتالي فإن زيارة الوزير اللبناني إلى سوريا في هذا الوقت سيكون في إطار التنسيق المشترك بين البلدين الجارين، في سبيل تحصيل أكبر قدر ممكن من الأموال المخصصة للشؤون الإنسانية السورية والتي يحضرها لبنان سنوياً، بسبب وجود مليون لاجئ سوري على أراضيه بحسب الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة”.
ولفت خليفة إلى أن الحكومة اللبنانية كانت حاضرة في المؤتمرات الأربعة السابقة وكان لهم “نصيب جيد من الأموال لتقديم العون للاجئين السوريين، ولكن الحكومة اللبنانية تتذرع دائما بأن السوريين على أراضيها عبء كبير، خصوصا مع انتشار جائحة كورونا”.
وتابع قائلا “نلاحظ أن المبلغ الذي تعهدت به الدول المانحة في مؤتمر العام الماضي بلغ 5.5 مليارات دولار، نسبة 34% منه لسورية و19% للبنان، أي ما يقارب نصف المبلغ الذي وعد به المانحون. وهذا برأيي سبب كافٍ لوجود الوزير اللبناني رمزي مشرفية في دمشق”.
وختم خليفة بالقول: “لا أرى أي سبب إضافي يدفع الوزير اللبناني إلى زيارة سورية والالتقاء بخمسة من وزرائها، بحسب الأجندة التي وضعها لزيارته. لأن العودة الطوعية للاجئين خاضعة لعملية الانتقال السياسي المحددة في القرار الدولي 2254”.
يشار إلى أن نائب الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، نعيم قاسم، حمل في مقابلة مع قناة “الميادين” الخميس الماضي اللاجئين السوريين جزءاً من أسباب الضائقة الاقتصادية التي يمر بها لبنان.
وقال قاسم: “لا ننسى أن إرغام لبنان على إبقاء النازحين السوريين لديه تعتبر واحدة من المشاكل الاقتصادية الكبيرة جداً”.
ويستضيف لبنان نحو مليون ونصف لاجئ سوري، بينهم ما يقارب مليون سوري مسجلون لدى مفوضية اللاجئين، ويعيش 90% منهم في “فقر مدقع”، بحسب الأمم المتحدة.