السبت 27 آذار/مارس 2021
سوريا اليوم – القامشلي
قالت مصادر صحفية سورية إن ذوي تلاميذ في مدارس مدينة أعزاز، شمالي سوريا، تذمروا من الصعوبات التي يواجهها أطفالهم في تقبل وتعلم اللغة التركية التي تعتبر مادة “إلزامية” في جميع المدارس، في ظل ضعف الكادر التدريسي وعجز بعض العائلات عن افتتاح دورات خاصة لأطفالهم.
وبحسب تقرير لوكالة نورث برس ففي العام الدراسي2017-2018 تم إدخال مادة اللغة التركية ضمن المنهاج الدراسي وجميع الصفوف من المرحلة الأولى حتى المرحلة الثانوية ملزمة بها جميع المدارس في شمال غربي سوريا في إطار سياسة التتريك والتغيير الديمغرافي التي تتبعها تركيا.
كما وتعد اللغة التركية مادة أساسية تدخل في المعدل العام لجميع الصفوف وعلامتها الكاملة 100 والحد الأدنى للرسوب بها 50.
“لغة دخيلة”
ويعجز محمد حماشو (42عاماً) وهو من سكان بلدة سجو شمال أعزاز عن تقبل فكرة دخول اللغة التركية على المنهاج الدراسي، حيث لا تزال اللغة لدى أولاده “مستحيلة الفهم والحفظ.”
وقال “حماشو” إن أولاده غير قادرين على تعلم اللغة التركية لضعف الكادر التدريسي، بالإضافة لعدم قدرته على تعليمهم في المنزل، “لا أعرف أساسياتها، فهي لغة دخيلة على المجتمع السوري.”
وتقول الوكالة السورية إن ناشطين ومراقبين يرون أن تركيا تسعى من خلال التعليم وعبر وسائل أخرى إلى تتريك الشمال السوري تمهيداً لخطط توسعية مشابهة لسيناريو لواء إسكندرون الذي سلخته تركيا عن الأراضي السورية عام 1936.
ووفقاً لهؤلاء فإن تركيا تعزز سياستها في التتريك لتصبغ القطاعات المدنية والثقافية بطابع تركي، لضم تلك المناطق إلى تركيا، وهو ما يناقض التصريحات التركية الرسمية التي لا تنفك تتحدث عن وحدة وسلامة الأراضي السورية.
وأشار “حماشو” إلى أن ضعف أولاده في مادة اللغة التركية تؤثر سلباً على المعدل العام لهم، “لأنها تعتبر مادة أساسية ضمن المنهاج.”
وفي آب/أغسطس الماضي، قال موقع “ميركور” الألماني إن القوات التركية في سوريا تقوم بممارسة التأثير الثقافي في سوريا، حيث يتم تدريس اللغة التركية في المدارس، ويتم تعليم الإسلام التركي وتستخدم الليرة التركية أيضاً كوسيلة للدفع.
كادر غير مؤهل
وتنتشر عدة مراكز تدريب للغة التركية في منطقة أعزاز، حيث يعتبر مركز الأناضول في المدينة المركز الأول لتدريب الطلاب على اللغة التركية، بالإضافة إلى مركز البحوث ومراكز أخرى خاصة لبعض المُدرسين والتي غالباً ما تكون ضمن منازلهم.
ويبلغ الحد الأدنى لأجور كل مستوى لتعلم اللغة التركية في الدورات التي يعطيها بعض المدرسين في منازلهم 100 ليرة تركية (ما يعادل 55 ألف ليرة سورية).
وتنتشر عدة مكتبات في مدينة أعزاز لبيع الكراسات المختصة بتعلم اللغة التركية لجميع المستويات من المستوى الأول إلى الخامس.
وترفع تركيا علمها على المنشآت والدوائر الرسمية والمؤسسات التعليمية في مناطق سيطرتها شمالي سوريا، وتكتب أسماء هذه المؤسسات باللغتين التركية والعربية مع أسبقية للغة التركية أحياناً.
كما تقوم بتعليق صور للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومؤسس تركيا مصطفى كمال أتاتورك في بعضها.
وقالت صفاء الأحمد (31عاماً) وهي مدرسة في إحدى مدارس أعزاز إن هناك ضعفاً كبيراً في الكادر التدريسي للغة التركية، حيث يُعتمد على تسجيل أشخاص بصفة مدرسين للغة على أساس شهادة الثانوية العامة.
وبحكم خضوعهم لدروات في أساسيات اللغة التركية أو مخالطة الشعب التركي أثناء فترة تواجد بعضهم في تركيا يتم تعينهم كمدرسين للمادة، وفق قول “الأحمد”.
وذكرت لنورث برس أن الكادر التدريسي لمادة اللغة التركية، لا يملك الأساليب والطرق الكافية للتعامل مع الطلاب وإيصال الفكرة لهم.
تكاليف إضافية
وفي هذه الأثناء، تضطر بعض العائلات ممن يملكون القدرة المالية، لافتتاح دورات خاصة لأطفالهم في معاهد خاصة أو مراكز، ناهيك عن الكراسات التي يتم شراؤها لتمكين الطفل في اللغة.
وتصل أجور كل مستوى لتعلم اللغة التركية في المعاهد الخاصة إلى 200 ليرة تركية (مئة عشرة آلاف ليرة سورية).
وقال عبد الرزاق المنصور (43عاماً) وهو اسم مستعار من سكان بلدة سجو إنه ليس الوحيد من بين الآباء المضطر لتسجيل أولاده في معاهد خاصة لتعلم اللغة التركية.
وأشار إلى أن “غالبية سكان ريف حلب الشمالي والشرقي يعانون ذلك بعد إدخال اللغة التركية كلغة أساسية في مناهج أطفالنا منذ الأعوام الأولى في دراستهم.”
وأضاف: “اللغة التركية لم نعهدها من قبل ولا دراية لنا بها، ولا حتى من قبل أغلب الكادر التدريسي الذي يقوم بتعليمها للأطفال.”