الأربعاء 14 نيسان/أبريل 2021
سوريا اليوم – دمشق
أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري بشار الجعفري، أن موضوع التكامل الاقتصادي بين العرب قديم وهو جزء لا يتجرأ من إستراتيجية الجامعة العربية، وموضوع التكامل الاقتصادي سواء بين كل العرب أم بين مجموعة من العرب يلقى استحساناً في دمشق، باعتبار أن منطق التكامل السياسي والثقافي والاقتصادي هو المنطق السائد في سورية منذ الاستقلال وهو يلقى ترحيباً فيها.
ونقلت صحيفة الوطن السورية شبه الرسمية اليوم الأربعاء عن الجعفري قوله في مقابلة له على تلفزيون “أو تي في” اللبناني الثلاثاء “إن سوريا طالما كانت تقدم المساعدة لغيرها من الدول العربية ولم تكن هذه المساعدات يوماً مشروطة”، لافتاً إلى أنه “عندما نقول هناك علاقات مميزة بين الدولتين السورية واللبنانية، وبين الشعبين فهذا ليس شعاراً، وسوريا تقرن القول بالفعل، فالأخوة والتعاون والتنسيق ليست شعاراً وإنما قناعة راسخة في أذهان السوريين”.
وبيّن الجعفري أن “التداخل السوري- اللبناني أمر محسوم وحتمي، والتلازم بين البلدين هو ليس اجتهاداً خاطئاً انفعالياً وإنما هو التوصيف الصحيح للعلاقة الإستراتيجية بين البلدين مهما اختلف الخط البياني بين حكومة وأخرى، إذ تبقى الجغرافية والتاريخ والتي لا يمكن التلاعب بهما”، وأكد أن “لا بديل عن التعاون بين الحكومتين السورية واللبنانية والعلاقات بين البلدين تستدعي حكماً التعاون الإستراتيجي بينهما”.
واعتبر الجعفري أن تصريح وزير الخارجية المصري سامح شكري بشأن ضرورة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية “خطوة في الاتجاه الصحيح”، وكذلك تصريح وزير الخارجية السعودي، فضلاً عن وجود سفارات لأكثر من نصف الدول العربية في دمشق “كلها خطوات بالاتجاه الصحيح”. وأضاف “نحن لسنا معزولين، سوريا قوية وعلى على أسوار دمشق سقط المشروع الأميركي – الغربي لإسقاط الحكومة السورية وتغيير النظام فيها بالقوة، وهذا الانتصار هو الذي حتّم أن نرى تصريحات وخطوات من جانب بعض الدول العربية باتجاه العودة إلى دمشق”.
وأشار الجعفري إلى أن كل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة في سورية وعددها 30 قراراً، معظمها تبدأ بفقرة تؤكد الحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها “وهذه العبارات مفتاحية لفهم الموقف السوري الذي استطاعت أن تفرضه على الجميع، والجميع أقر بأن سوريا دولة ذات سيادة ويجب حماية استقلالها، وهذا التوجه الذي كرس بقرارات مجلس الأمن يصر على أن الحل سياسي وسوري – سوري بامتياز بعيداً عن أي شروط مسبقة وتدخل خارجي وبقيادة سورية وتحت هذا الشعار يعمل المبعوث الخاص غير بيدرسون”.
وبخصوص مسألة ترسيم الحدود البحرية بين سورية ولبنان، أكد الجعفري أن هذه المسألة لا تُثار عبر الإعلام والإعلام ليس هو المنبر المناسب لمناقشتها وإنما بين الحكومات وعبر الأقنية الدبلوماسية والسياسية، وكثير مما يقال اليوم غير مسؤول وهدفه التشويش على العلاقات بين البلدين، مبيناً أن سورية أظهرت تعاوناً إيجابياً دائماً مع لبنان بغض النظر عن الحكومة الموجودة.
كما أشار إلى أن “السياسة الأميركية تجاه سورية عدائية وتنتهك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وتقف في الطرف الخطأ وتضر بالشعب السوري وتفرض إجراءات قسرية مرهقة لسورية، كما هي مرهقة لدول أخرى، وهي وصلت لسقف العداء”، مضيفاً “لا نعلم إن كان الرئيس الأميركي جو بايدن سيستمر بهذه السياسة وهذا سيتبين خلال الأسابيع القادمة”.