الجمعة 16 نيسان/أبريل 2021
سوريا اليوم – متابعات
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورًا لحملة “Identitaer Generation” التابعة لـ “الحزب اليميني الدنماركي”، بعنوان “سوريا مشمسة”، عُلقت في اللوحات الطرقية في شوارع الدنمارك الرئيسية، بحسب ما نقل موقع عنب بلدي اليوم الجمعة.
وتباينت مواقف الناشطين الدنماركيين والأوروبيين على الحملة بين مؤيد لترحيل اللاجئين، وبين معارض لسياسة الحملة التي وصفها البعض بـ “النازية الجديدة”.
وكتب مدير الحملات في “منظمة العفو الدولية” في بريطانيا، كريستيان بنديكت، عبر حسابه في “تويتر“، “يمكن للفاشيين والنازيين الجدد أن يقولوا (سوريا آمنة) لأن نظام الأسد رحب بهم منذ فترة طويلة للقيام بعلاقاتهم العامة في الأراضي التي تسيطر عليها حكومة النظام، من المخزي والخطير أن يتجاهل العديد من اليساريين والليبراليين الفظائع المستمرة ويقبلون هذا الغباء المؤيد للفاشية”.
وقال مستشار السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، شمس الغنيمي، عبر حسابه في “تويتر“، إنه تم تمويل الفرع الفرنسي لهذه الجمعية اليمينية المتطرفة الدنماركية، والتي تسمى “GenerationIdentitaire”، من قبل المتعصبين البيض الذين قتلوا 50 شخصًا في عام 2019، قامت الحكومة الفرنسية بحل الجمعية رسميًا في 3 آذار/مارس 2020، بسبب جرائمها “العنيفة والعنصرية”.
بينما أيد ناشطون دنماركيون الحملة، كأندريس جوهانسون الذي قال عبر حسابه في “تويتر”، “إن سوريا بحاجة لشعبها”.
وقالت الحركة التابعة لـ “الحزب اليميني الدنماركي” في أول تقرير نشرته على موقعها الرسمي في 10 نيسان/أبريل الحالي، “يعمل نشطاء الهوية في شوارع كوبنهاغن للفت الانتباه إلى حقيقة أن سوريا أصبحت الآن آمنة للعودة إلى ديارهم”.
وتضمن التقرير ملصقات كبيرة كُتب عليها “بشرى سارة، يمكنك الآن العودة إلى سوريا المشمسة، بلدك بحاجة إليك”، ليعلم سكان العاصمة السورية دمشق، أن السوريين الذين يعيشون في الدنمارك يمكنهم العودة إلى ديارهم بحرية.
وتابع التقرير، “يوجد في الدنمارك أكثر من 40 ألف مهاجر وطفل سوري يجب أن يعودوا الآن إلى وطنهم حتى يتمكنوا من المساعدة في بناء وطنهم، في Generation Identitær، نحث والحكومة على تقديم الشكر لجميع السوريين على الزيارة ومساعدتهم على بدء الرحلة إلى الوطن”.
تحفيز حكومي
شجعت رئيسة الوزراء الدنماركية، ميتي فريدريكسن، الحركات الداعية لترحيل اللاجئين في 13 نيسان/أبريل الحالي، بقولها “بالطبع تجب إعادة السوريين من دمشق إلى ديارهم”، بحسب ما نقلته الصحيفة الدنماركية “Jyllands-Posten“.
وأضافت فريدريكسن، “إذا كنت لاجئًا، فهذا لأنك بحاجة إلى الحماية، وإذا اختفت هذه الحاجة لأنك لم تتعرض للاضطهاد الفردي أو لعدم وجود ظروف عامة تتطلب الحماية، فيجب عليك بالطبع العودة إلى البلد الذي أتيت منه”.
وتابعت بأنه يجب على اللاجئ أن يستغل الاستراحة والسلام والكفاءات الممكنة التي اكتسبها في الدنمارك لبناء وطنه سوريا، وأن هذا النهج يجب أن “يكون الأساس لسياسة اللاجئين الدنماركية منذ البداية”.
لكن رئيسة الوزراء أكدت في الوقت نفسه عدم تعاون الدنمارك مع حكومة النظام السوري، وعليه لا يمكن أن تتم الإعادة الفعلية إلى الوطن، وسيتعين على الأشخاص الذين ألغيت تصاريح إقامتهم المكوث في مراكز المغادرة.
أصدرت السلطات الدنماركية عام 2019، تقريرًا جاء فيه أن الوضع الأمني في بعض أجزاء سوريا “تحسن بشكل ملحوظ”، واستخدم التقرير كمبرر لبدء إعادة تقييم مئات تصاريح الإقامة الدنماركية الممنوحة للاجئين السوريين من العاصمة دمشق والمنطقة المحيطة بها.
الدنمارك من الدول الموقعة على الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، التي تمنع ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين إذا تعرضوا لخطر التعذيب أو الاضطهاد في بلدانهم الأصلية.
وبلغ عدد اللاجئين السوريين في الدنمارك 21 ألفًا و980 لاجئًا، بحسب الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي.