الأربعاء 12 أيار/مايو 2021
سوريا اليوم – درعا
شهدت أسواق مدينة درعا، جنوبي سوريا، ركوداً في حركة الشراء على خلاف الأعوام السابقة، نتيجة ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية لدى غالبية السكان.
وقال نضال العليان، وهو أحد سكان مدينة درعا، إن الأجواء التحضيرية لعيد الفطر في عموم مدن وبلدات درعا غائبة، حيث حركة الأسواق راكدة، والشوارع لا تعج بالناس، على عكس الأعوام الماضية، بسبب ارتفاع الأسعار إلى أضعاف ما كانت عليه، بحسب تقرير نشرته وكالة نورث برس اليوم الأربعاء.
وأضاف “تزامن شهر رمضان وعيد الفطر مع أزمة معيشية يعانيها السوريون لأسباب عديدة، دفعتهم هذه الظروف لتغيير كثير من عادات مارسوها منذ عقود عند استقبال العيد؛ نتيجة ارتفاع الأسعار وقلة الدخل”.
واستذكرت أم علي (50 عاماً)، تحضيرات الأعياد قبل الحرب في سوريا، “لكن اليوم بات السكان منشغلون بحساب قيمة الإنفاق الكبير على الطعام والشراب، بعد الغلاء الكبير في أسعار جميع المواد وخاصة الغذائية، وانتشار الفقر، وانخفاض أجور اليد العاملة.”
ويعمل أبو نزار مع اثنين من أولاده الخمسة في أعمال البناء، ويقول إنه استغنى عن شراء مستلزمات العيد التي اعتاد عليها سابقاً كصناعة الحلويات الفاخرة وشراء الألبسة الجديدة، “وهو حال معظم العائلات محدودة الدخل التي استغنت عنها”، بحسب تعبيره.
ورصدت “نورث برس” أسعار الألبسة الجاهزة في أحد أسواق مدينة درعا، حيث يبدأ سعر الطقم الولادي من 50 ألف ليرة سورية إلى 75، والفستان البناتي أيضاً يبدأ بـ 50 ألف ويصل إلى 60 ألف.
ويتراوح سعر بنطال الشبان بين 30 – 40 ألف ليرة، والقميص بين 20 – 30 ألف ليرة، والحذاء بين 20 – 60 ألف، بينما الزي النسائي المعروف بالعباءة فقد بلغ سعرها 125 ألف ليرة.
وقال زياد مسالمة، وهو مالك لمحل تجاري لبيع الألبسة الجاهزة في ريف درعا الشرقي، إن الأسعار الخيالية، تركت مئات العائلات عاجزة عن إدخال فرحة العيد إلى قلوب أطفالهم، حيث لا يمكنهم شراء الملابس بهذه الأسعار في ظل هذه الظروف السيئة، وفقاً لكلامه.
ولم يقتصر التأثير بالأزمة المعيشية على السكان فقط، بل تعدتها إلى التجار الذين يشتكون من كساد البضائع، وعدم الإقبال على الشراء.