الأربعاء 12 أيار/مايو 2021
سوريا اليوم – دمشق
وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى العاصمة السورية دمشق اليوم الأربعاء في زيارة تم تبكيرها بحسب مصادر إيرانية، بسبب التطورات المتسارعة للأوضاع في المنطقة. وتأتي زيارة ظريف في وقت تشتعل فيه الجبهة الفلسطينية الإسرائيلية في غزة، بعد مواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في القدس على خلفية قرار قضائي بتهجير فلسطينيين من حي الشيخ جراح.
وبحث الرئيس السوري بشار الأسد مع الوزير الإيراني مستجدات المسار السياسي في الأزمة السورية، والأوضاع الميدانية في سوريا، إضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة والأراضي الفلسطينية.
وقالت الرئاسة السورية إن محادثات الأسد مع ظريف تناولت “العلاقات الثنائية بين البلدين، واستمرار التشاور والتنسيق على كافة الأصعدة، إضافة الى سبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات وخصوصاً على الصعيد الاقتصادي، بما يحقق مصلحة الشعبين والبلدين الصديقين”.
وأضافت أن الأسد وظريف بحثا “مستجدات المسار السياسي، ومن بينها لجنة مناقشة الدستور، إضافة إلى الأوضاع الميدانية في سورية والوجود الأمريكي والتركي اللاشرعي، والذي يعيق استمرار عملية مكافحة الإرهاب ويتسبب بعدم الاستقرار في المنطقة”.
كذلك تطرقت المحادثات إلى “تطورات الأوضاع في المنطقة والعدوان الإسرائيلي الأخير على الأراضي الفلسطينية، والممارسات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير طابع ووضع الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس”.
وأضافت الرئاسة السورية إن الوزير ظريف أطلع الأسد على “تطورات الملف النووي الإيراني، وتفاصيل المفاوضات التي تجري حوله والدور التخريبي الذي تمارسه بعض الأطراف الهادف إلى عرقلة التقدم في هذه المفاوضات”.
ظريف يلتقي المقداد
وكان ظريف وصل صباح اليوم الأربعاء إلى دمشق، وقال عقب وصوله إن “الظروف الراهنة هي ظروف خاصة جداً وكان من المقرر القيام بزيارة إلى سوريا على أعتاب الانتخابات فيها للتباحث مع الأصدقاء السوريين حول هذا الحدث المهم”.
وأضاف بعد لقاء مع نظيره السوري فيصل المقداد إن “الأعمال الإجرامية للكيان الصهيوني التي تصاعدت منذ يوم القدس العالمي والأحداث غير المسبوقة التي وقعت في المسجد الأقصى والأراضي المحتلة وقصف غزة أدت إلى خلق ظروف متدهورة جداً في المنطقة وسوريا بصفتها من الدول الرائدة في محور المقاومة لها دور مهم جداً في هذا المجال”.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الحكومية (سانا) عن ظريف أن محادثاته في سوريا “تشمل دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للحكومة والشعب السوري سواء في مسار إعادة الإعمار أو في مسار مكافحة الإرهاب إضافة إلى الأوضاع الراهنة في فلسطين المحتلة”.
كما نقلت الوكالة عن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن هذه الزيارة “مهمة وتأتي في وقت دقيق نمر به في كلا البلدين والمنطقة حيث تتصاعد السياسات العدوانية الغربية والأمريكية والإسرائيلية.. كما أن الشعب الفلسطيني الآن يعاني جراء الممارسات الدموية للكيان الإسرائيلي”.
وأشار المقداد إلى أن الساعات القادمة “حافلة بالعديد من اللقاءات التي نأمل من خلالها أن نناقش التطورات الأخيرة في كلا البلدين كما أنه من جهة أخرى هناك قضايا وتطورات ليست بالقليلة والتي سنعمل على التعامل معها بشكل تفصيلي لكي يستمر التنسيق القائم بين بلدينا”.
قنصلية في حلب ومراقبة إيرانية للانتخابات السورية
وأعلن وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته اليوم عن افتتاح القنصلية العامة الإيرانية في حلب، مشيراً إلى أن بلاده تتطلع لأن يسهم ذلك في توسيع نطاق التعاون بين البلدين.
وشدد ظريف “على أهمية الانتخابات القادمة في مستقبل سوريا”، مؤكداً استعداد إيران التام للحضور بصفة مراقب في هذه الانتخابات، بحسب ما نقل موقع “روسيا اليوم” عن وكالة إرنا الإيرانية.
وعلى صعيد آخر، شدد ظريف على أن “العدوان الصهيوني سيواجه المقاومة قطعا”، مؤكداً “مسؤولية المجتمع الدولي في وضع حد للعدوان الإسرائيلي الأخير”.
ورداً على سؤال حول العلاقات الإيرانية – السعودية، قال ظريف “نحن مستعدون للتعاون الوثيق مع السعودية، ونتطلع من خلال هذا التعاون إلى إحلال السلام والاستقرار في اليمن”.