الخميس 3 حزيران/يونيو 2021
سوريا اليوم – متابعات
تفتقر مخيمات على الحدود السورية التركية شمالي إدلب شمال غربي سوريا، لشبكات الصرف الصحي، وهو ما يتسبب بانتشار أمراض جلدية بين النازحين وخاصة مرض اللشمانيا في صيف كل عام.
ويزداد انتشار الأمراض الجلدية بين نازحين في مخيمات تم إنشاؤها على مقربةٍ من مكبّات القمامة، ولم يتم تجهيزها بشبكات للصرف الصحي الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الجراثيم المسببة للأمراض، بحسب ما يوضح تقرير نشرته وكالة نورث برس اليوم الخميس.
كما أن نقص المياه النظيفة وتردّي وضع المرافق الصحية وصعوبة فصل الأطفال المصابين عن غيرهم، إلى جانب نقص مواد النظافة وغلاء أسعارها، كلها ظروف تلعب دوراً في ازدياد عدد الإصابات، بحسب نازحين.
وينتشر على الحدود السورية التركية شمالي إدلب نحو 1300 مخيماً، منها نحو 400 مخيم عشوائي، وتضم نحو مليون نازح من مختلف مناطق سوريا، بحسب إحصائيات لفريق “منسقو استجابة سوريا”.
وبحسب سليم جدوع وهو طبيب يعمل في المركز الصحي في تجمع مخيمات الجولان قرب بلدة عقربات، أن المركز يستقبل أسبوعياً نحو 100 طفل مصاب بمرض اللشمانيا، إضافة لنحو 30 مريضاً من النساء والرجال.
ويصل إجمالي أعداد الإصابات في كامل منطقة مخيمات عقربات إلى ما يقارب 1800 إصابة بمرض اللشمانيا، بحسب “جدوع”.
وأشار إلى أن أعداد المصابين بـ”حبة السنة” تزايدت خلال العامين الماضيين بشكلٍ ملحوظ، حيث أن “معظم المصابين هم من الأطفال.”
وتؤدي الإصابة باللشمانيا إلى ظهور جروحٍ متقرحة يصل قطر الواحد منها إلى بضعة سنتمترات وتدوم لأشهر طويلة، وتنتقل عن طريق ذبابة الرمل.
“علاج لا يجدي نفعاً”
ومنذ ثلاثة أعوام، يبحث سهيل الكامل (41 عاماً) عن علاج للشمانيا الذي أصاب ثلاثة من أطفال في مخيم الأطلال في تجمع مخيمات الجولان على الحدود السورية التركية شمالي إدلب.
وقال النازح الذي ينحدر من ريف حماة الشمالي إن مياه الصرف الصحي تجري بين الخيام وتدخل لبعضها، بالإضافة للروائح الكريهة الناجمة عنها.
وأشار إلى أن العلاج وعلى مدار ثلاث سنوات “لم يجدِ نفعاً، فجميع الأدوية التي تلقوها لم تتمكن من القضاء على حبة السنة، إذ أنها توقف نموها فقط في جسد الطفل.”
ولأكثر من أربع مرات، دخلت مياه الصرف الصحي إلى خيمة رمزي الأطرش (47عاماً) وهو نازح من جنوب إدلب ويسكن في مخيم سجنة قرب بلدة عقربات، حيث تقع خيمته في وادٍ وسط المخيم وجميع مياه الصرف تمر من جانبها.
ونتيجة لتكرر الحالة، اضطر “الأطرش” لتغيير مكان الخيمة ونقلها إلى مكان مرتفع قليلاً.
وذكر أنهم اضطروا لحفر جور فنية بين الصخور “على الرغم من التكلفة الكبيرة، حيث أن الجور في المنطقة الصخرية تحتاج لشفط المياه منها أكثر من مرة في الشهر.”
وشكل العديد من سكان مخيم سجنة مجموعة من وجهاء وكبار المخيم بهدف الذهاب إلى مقر المنظمات العاملة في المنطقة للمطالبة بتخديم المخيم بشبكة الصرف الصحي، بعد تفاقم الأوضاع الصحية وانتشار الأمراض الجلدية بشكلٍ كبير ودخول المياه إلى خيام بعض النازحين.
“إلا أن تلك المحاولة باءت بالفشل ولم يتلقوا أي رد من أحد سوى الوعود” حسب ” الأطرش”.
خسائر
وتسببت مياه الصرف الصحي التي تجري في شوارع المخيمات، بخسائر لـ خالد بكري (45عاماً) الذي يملك محلاً لبيع المواد الغذائية على الطريق العام وسط المخيم، بعد دخول مياه الصرف إلى محله في إحدى المرات، وإتلاف قسم كبير من البضائع قدر “بكري” قيمتها بنحو ألف دولار أميركي.
وبعد هذه الحادثة أنشأ “بكري” مجرى اسمنتي للمياه أمام المحل بتكلفة قال إنها كانت “عالية”، ومع ذلك تلك الطريقة غير آمنة ولا تزال مخاطر عودة دخول المياه إلى المحل قائمة، حسب تعبيره.
وقال جميل الإبراهيم مدير مخيم السلام في منطقة قاح، إن أعداد الإصابات بالأمراض الجلدية لاسيما اللشمانيا تنتشر بشكلٍ كبير في المخيم.
وأشار “الإبراهيم” إلى أنه تقدم بعشرات المطالب للمنظمات العاملة في المنطقة وقام بتقديم عشرات الصور والفيديوهات للمسؤولين عن تلك المشاريع، “إلا أننا لم نسمع منهم سوى الوعود الرنانة”، حسب تعبيره.
وحذر مدير المخيم من تفشي الأمراض والأوبئة المعدية بشكلٍ أكبر في المخيمات خلال الأشهر القادمة مع دخول فصل الصيف في حال استمرار الوضع على ما هو عليه.