اتهام أمريكي جديد: تفجيرات “الخبر” السعودية دُبرت في دمشق

الأربعاء 23 حزيران/يونيو 2021

سوريا اليوم – متابعات

قال مسؤول أمريكي سابق إن التخطيط لتفجيرات مدينة “الخبر” السعودية في عام 1996 تم التخطيط لها على يد مسؤولين من إيران وحزب الله ومعارضين سعوديين شيعة في العاصمة السورية دمشق في التسعينات.

واسترجع المسؤول الأمريكي السابق “بروس ريدل” ذكريات واحد من أشد الهجمات الدموية التي تعرضت لها القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط قبل ربع قرن، وتمثلت في انفجار “الخبر” بالسعودية، الذي هز ثكنات سلاح الجو الأمريكي في تلك المنطقة، مودياً بحياة 19 طياراً أمريكياً، بينما أصاب بجراح نحو 500 شخص آخرين.

“ريدل” الذي عمل مستشاراً أول لشؤون جنوب آسيا والشرق الأوسط  لعدة رؤوساء أمريكيين، وخدم في وكالة المخابرات المركزية لنحو 30 عاماً، كتب عن انفجار “الخبر” بوصفه الأعنف والأكثر دموية في الفترة التي امتدت بين 1983 (انفجار ثكنة مارينز في بيروت) و2001 (هجمات سبتمبر).

وقال “ريدل” في مقال نشره “معهد بروكينغز“، بحسب ما نقلت وترجمت صحيفة “زمان الوصل” السورية، إنه كان مساء يوم الانفجار (25 حزيران 1996) في القدس مسافراً مع وزير الخارجية وارن كريستوفر كممثل لوزير الدفاع وليام بيري. وفي صباح اليوم التالي انتقل مباشرة إلى مطار الظهران لرؤية الموقع ولقاء الناجين من التفجير.

وصل “ريدل” إلى المكان فعاين مشهداً “مروعاً” تمثل في دمار كبير وحفرة هائلة أحدثها تفجير الشاحنة المفخخة.

ويتابع “ريدل”: بصفتي نائب مساعد وزير الدفاع للشرق الأدنى وجنوب آسيا، كنت أكبر مسؤول مدني بوزارة الدفاع الأمريكية في السعودية حينها… التقيت بالسفير السعودي في الولايات المتحدة الذي كان بمنزله في الرياض عندما وقع الهجوم، وهرع إلى الظهران على الفور. الأمير بندر بن سلطان كان صديقاً قديماً. لقد عملنا سوياً بعد الغزو العراقي للكويت، وكان بندر حريصاً على عدم التصريح بشكل قاطع بأن إيران كانت وراء الهجوم، لكنه أشار بالتأكيد إلى هذا الاتجاه.

ويؤكد “ريدل” أنه علم لاحقا بوجود معلومات لدى السعوديين عن هوية من قاموا بتفجير “الخبر”، لكنهم –أي السعوديون- لم يشاركوا تلك المعلومات مع الأمريكيين حينها.

ويواصل “ريدل”: علم السعوديون بوجود منظمة إرهابية شيعية سعودية مدعومة من إيران كانت تهرب متفجرات إلى منطقة الظهران، وقد دُبرت المؤامرة قبل عامين في مرقد السيدة زينب في محيط دمشق بسوريا، من قبل 3 أطراف، هي: المخابرات الإيرانية، حزب الله اللبناني، إلى جانب مجموعة من الجماعات الإرهابية السعودية الشيعية بأسماء مختلفة، بما في ذلك حزب الله في الحجاز.

ويقول “ريدل” إن مرقد السيدة زينب كان في التسعينيات معقلا للحرس الثوري الإيراني، وإنه زار المرقد عام 1988 فرآه غاصا بأرامل وأيتام الحرس الثوري الذين قتلوا في الحرب العراقية الإيرانية.

وقد لعبت إيران دورا كبيرا في تفجير “الخبر”، لكن مفتاح التفجير كان بيد مليشيا “حزب الله” اللبناني عبر صانع القنابل الذي تولى تجميع المتفجرات في الشاحنة. وهذا الشخص لم يتم التعرف عليه مطلقا. بينما انتظر السعوديون حتى عام 2015 ليتمكنوا من اعتقال أحد الشيعة السعوديين المتواطئين، وهو “احمد المغسل”.

اللافت في مقال “ريدل” قوله إن إدارة الرئيس كلينتون كانت يومها مستعدة لضرب إيران إذا ثبت تورطها في هجوم “الخبر”، ولذلك فإن السعوديين ترددوا في مشاركة كل ما لديهم من معلومات مع واشنطن، مخافة أن نشوب حرب بين الولايات المتحدة وإيران، تدفع السعودية ثمنها.

ولكن الحرب لم تنشب، وبدلا عنها تولت “واشنطن” فضح مجموعة واسعة من عملاء الحرس الثوري الإيراني الذين يعملون سرا كدبلوماسيين في مختلف أنحاء العالم، ما أجبر طهران على إعادة هؤلاء إلى البلاد، وعطل كثيرا من الخطط التي كانوا يشرفون عليها.

ولاحقا وبعد 3 سنوات أرسلت واشنطن رسالة إلى الرئيس الإيراني (الجديد يومها) محمد خاتمي تدعوه إلى تقديم مسؤولي الحرس الثوري المسؤولين عن هجوم “الخبر” إلى العدالة، وقام “ريدل” بصفته مسؤولا في الإدارة الأمريكية بتسليم تلك الرسالة عبر السلطان قابوس، لكن -وكما توقع الأمريكيون- أنكرت إيران أي دور لها في التفجير.