السبت 26 حزيران/يونيو 2021
سوريا اليوم – متابعات
قال القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط جووي هود إن على البلدان التي تفكر في تطبيع علاقاتها مع النظام السوري أن تأخذ في الاعتبار “جرائمه”، وأكد أن واشنطن سوف تفرض عقوبات على الحكومات والكيانات التي تخالف “قانون قيصر” الأمريكي المتعلق بسوريا، بحسب قوله.
وفي ما يخص الدول التي أبدت رغبتها في إعادة العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد، قال هود في إحاطة صحافية الجمعة، إن واشنطن تحث دول المنطقة على النظر بعناية في الفظائع التي قام بها النظام السوري ضد الشعب السوري على مدى العقد الماضي، مطالباً كذلك بالأخذ في الحسبان جهود النظام المستمرة لمنع وصول الكثير من المساعدات الإنسانية إلى البلاد وعدم توفير الأمن، بحسب ما نقل موقع “المدن” اللبناني اليوم السبت.
وأكد التزام واشنطن بالعملية السياسية التي يقودها الشعب السوري، على النحو المتوخى في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وفي تحميل النظام المسؤولية عن الفظائع التي لا تعد ولا تحصى التي ارتكبها ضد شعبه.
وقال هود إن الولايات المتحدة تنوي الحفاظ على وجودها العسكري شمال شرق سوريا “بهدف مكافحة تنظيم داعش”. وأضاف “ننوي الحفاظ على وجود عسكري محدود شمال شرق سوريا بهدف وحيد يتمثل في محاربة تنظيم داعش في شراكة مع قوات سوريا الديمقراطية لبسط الاستقرار في المناطق المحررة بسوريا”.
وأشار هود إلى أن الولايات المتحدة لا تسعى فقط إلى القضاء على “داعش” وإنما كذلك إلى معالجة الأوضاع الإنسانية في سوريا. ولفت إلى أن السلطات في واشنطن ترى إمكانية للتعاون مع روسيا في مجال تقديم المساعدات الإنسانية لسوريا.
كما أشار هود إلى قلق بلاده من علاقات تركيا مع “الشركاء الأكراد” للولايات المتحدة، قائلاً: “نود أن نكون متأكدين من أن تركيا تفهم نوايانا”.
الائتلاف يرحب
من جهته، رحب الائتلاف الوطني السوري المعارض، بحديث الخارجية الأميركية عن اعتزامها فرض عقوبات على الدول التي تخرق “قانون قيصر” لحماية المدنيين في سوريا.
وفي حديث لـ”المدن“، وصف سفير الائتلاف في الولايات المتحدة قتيبة إدلبي تصريحات الخارجية الأميركية بـ”العلامة الجيدة” التي تؤشر إلى استمرار إدارة الرئيس جو بايدن بالالتزام بقانون “قيصر”، بعد أن طفت إلى السطح مؤخراً العديد من التساؤلات، حول مستقبل القانون.
وبحسب سفير الائتلاف، فإن حديث هود قطع الشك باليقين، وخصوصاً بعد أن تمت ترجمة بعض القرارات الأميركية على أنها تراجع عن القانون، وذلك في إشارة إلى إزالة شركات تابعة لرجل الأعمال الموالي للأسد، سامر الفوز من لوائح العقوبات الأميركية، والإذن الأميركي لشركات طبية سورية بإجراء معاملات مالية خاصة متعلقة بـ”كورونا”.
ولا تعد التصريحات الأميركية هذه تحولاً، وفق إدلبي، الذي قال “رغم جدية التصريحات، يبقى الحذر مطلوباً، ومن الضروري أن يتم اتخاذ خطوات عملية على الأرض، للدفع بالملف السوري نحو الأمام، بدلاً من المراوحة بالمكان ضمن الخطوط الحمراء”.
وكشف إدلبي عن خطوات تبذلها المعارضة السورية، مع الإدارة الأميركية، لدفع الأخيرة إلى دعم إقامة سلطة مركزية للمعارضة في شمال غرب سوريا، بهدف تأمين نوع من الاستقرار المرحلي للسوريين إلى حين العودة لطاولة المفاوضات، وتخفيف الضغوط على مؤسسات المعارضة، بحيث لها يكون ثقل على الأرض.
من جانب آخر، أكد إدلبي التزام أطراف عربية برفض التطبيع مع النظام السوري، مؤكداً أن “الائتلاف تلقى تطمينات من المملكة العربية السعودية، ودولة قطر، بعدم وجود أي نوايا لإعادة العلاقات مع النظام، أو إعادة الأخيرة إلى الجامعة العربية، باعتبار أن الظروف السياسية والأمنية في سوريا لم تتغير”.
ويبدو أن واشنطن تريد من خلال هذه التصريحات، توجيه رسائل لروسيا متعلقة بتجديد التفويض الدولي لإدخال المساعدات العابرة للحدود إلى سوريا، وتحديداً بعد الكشف عن مشروع قرار أممي جديد بخصوص المساعدات الأممية للشمال السوري، بحسب تقرير “المدن”.