الجمعة 30 تموز/يوليو 2021
سوريا اليوم – متابعات
مضت ثماني سنوات على اختفاء الأب اليسوعي الإيطالي باولو دالوليو الذي خُطف في 29 تموز/يوليو عام 2013 في مدينة الرقة السورية على يد تنظيم “داعش” الإرهابي.
وحتى اليوم تتضارب الأنباء حول مصيره، ولا يعرف إلى الآن إن كان ما يزال حياً، أم أنه قتل، بحسب ما يذكر تحقيق نشره موقع “عنب بلدي” السوري المعارض.
وكان الأب باولو مؤيداً لحراك الشعب السوري ضد النظام السوري، ودخل الرقة من الحدود التركية أواخر تموز/يوليو من عام 2013، وشارك في تظاهرة مناهضة للنظام، قبل أن يطلب اللقاء مع قياديين في تنظيم “داعش” الذي لم يكن بعد قد أعلن سيطرته على المدينة، وذلك للتوسط للإفراج عن صحافيين أجانب، ولكنه دخل مقر التنظيم دون أن يخرج منه.
ونشر موقع “vatican news“، أمس الخميس، في ذكرى اختطاف الأب باولو، مبادرات لإحياء ذكراه والتأكيد على أهمية تعزيز الحوار واللقاء، وهي قيم كان يسعى إلى تعزيزها من خلال الرسالة التي كان يقوم بها في سوريا.
وبحسب ما ذكره الموقع من معلومات، عُرف عن الأب باولو أنه كان صديقاً حقيقياً للشعب السوري، وكان يتمتع بالقدرة على الإصغاء، ويحب التعرف على من يختلفون عنه، و”هذه الصفات مكّنته من حمل النور إلى أماكن كانت تسودها العتمة”.
وطالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” بتقرير لها في شهر آب/أغسطس عام 2020 استئناف الجهود للعثور على مخطوفي تنظيم “داعش”.
وذكر التقرير أنه خلال فترة حكم داعش في سوريا، ارتكبت الجماعة المسلحة انتهاكات مروعة بحق السكان المدنيين، وعلى رأسها خطف وإعدام آلاف الأشخاص الذين أخذتهم من منازلهم ونقاط التفتيش وأماكن عملهم، كما استهدف التنظيم الأشخاص الذين اعتبرهم عقبة أمام تمدده أو الذين يقاومون حكمه.
وأشار التقرير إلى 11 مختطفاً على يد داعش، بينهم الأب باولو دالوليو الذي كان يبلغ 64 عاماً حينها.
وتحدثت فرانشيسكا، وهي شقيقة الأب قبل أيام لوسائل إعلام إيطالية خلال لقاء عقد في مركز “Fonte di Ismaele” في روما، وهو مكان للمساعدة والرعاية مخصص للنساء والأطفال الذين يعيشون ظروف اجتماعية استثنائية، أن “باولو مغامر وشجاع، سلم نفسه إلى الله، حتى لو كان يشكل خطراً عليه، وعندما اندلعت الحرب أراد العودة إلى سوريا، إذ أظهر منذ الصغر قدرته الكبيرة على التواصل مع الجميع”.
ورصدت الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2019 مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين دولار أمريكي لمن يدلي بمعلومات عن خمسة رجال دين مسيحيين اختطفهم تنظيم “داعش” في سوريا.
ويُتهم التنظيم باختطاف الأب باولو وأربعة رجال دين مسيحيين آخرين، بينهم مطرانا حلب يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي، دون اعتراف رسمي من داعش، كما لم تصدر أي فيديوهات موثقة تثبت وجودهم على قيد الحياة حتى اليوم.