الثلاثاء 24 آب/أغسطس 2021
سوريا اليوم – جنيف
بعد أسبوعين من احتجاج الحكومة التركية على افتتاح “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” ممثلية في مدينة جنيف السويسرية، صدر عن الحكومة السورية بدمشق احتجاج مشابه اليوم الثلاثاء، وإن اختلفت الدوافع والتبريرات.
ونددت وزارة الخارجية والمغتربين في الحكومة السورية بإعلان “الإدارة الذاتية” عن افتتاح ممثلية لها في جنيف، بحسب بيان أصدرته الوزارة اليوم الثلاثاء ونقلته وكالة الأنباء السورية الحكومية (سانا).
وقالت الوزارة إن هذا التصرف يخالف التزامات ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، فيما يتعلق بعدم التدخل في الدول الأخرى وسيادتها.
ووجهت وزارة الخارجية والمغتربين مذكرة رسمية إلى وزارة الشؤون الخارجية الاتحادية في الاتحاد السويسري أكدت فيها “أن ما يسمى “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” التي تم الإعلان عن افتتاح مكتب لها في جنيف مؤخراً هي كيان غير شرعي ويحمل السلاح غير الشرعي ضد الدولة السورية والمدنيين في المناطق التي يسيطر عليها ولا يملك أي شخصية اعتبارية أو صفة قانونية ويتبنى نزعات انفصالية وينشط ضد القوانين السورية الوطنية وضد إرادة شعبها وحكومتها”.
وبيّنت الوزارة في المذكرة أن “افتتاح ما يسمى “ممثلية الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية” لدى الاتحاد السويسري هو تصرف يخالف التزاماته بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة فيما يخص مبادئ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى واحترام سيادتها واستقلالها إلى جانب ما نصت عليه قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بخصوص الوضع في سورية من وجوب احترام سيادة واستقلال وسلامة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية”.
كما طالبت دمشق السلطات السويسرية المختصة “بإعادة النظر بقرار السماح بافتتاح مثل هذه المكاتب غير الشرعية خاصة أن القائمين على هذا المكتب اعتبروا أن افتتاحه يعتبر بمثابة اعتراف بما يسمى “الإدارة الذاتية” من قبل الدول المضيفة”.
وكانت “الإدارة الذاتية” أعلنت في 9 آب/أغسطس الحالي عن افتتاحها مكتباً لها في جنيف، معتبرة أنه بعد تحقيق “الانتصارات السياسية والعسكرية على الإرهاب المتمثل بتنظيم (الدولة الإسلامية)، بات من الضروري فتح ممثليات في الدول المؤثرة على الملف السوري”، على حد تعبيرها.
وأشار بيان الإدارة الذاتية إلى أن الهدف من افتتاح الممثلية هو “التعريف بمشروع (الإدارة الذاتية) ورؤيتها لحل الأزمة السورية، وتطوير العلاقات مع الدول الأوروبية، وبناء جسر من العلاقات بين مكونات شمالي سوريا وسويسرا حكومة وشعبًا”.
لكن وزارة الخارجية السويسرية نفت دعمها افتتاح ممثلية للإدارة الذاتية في جنيف، وونقلت “الوحدة الدولية التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية” (SBC)، عن الوزارة وصفها الممثلية بأنها “جمعية” وفق ما ينص عليه القانون السويسري، و”لا تعد تمثيلاً رسمياً”، مضيفة أن تأسيس الجمعيات في سويسرا يمكن أن يجري بحرية ودون ترخيص.
وكانت أول ممثلية خارجية لـ”الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” (التابعة لمجلس سوريا الديمقراطية – مسد) افتُتحت في العاصمة الروسية (موسكو) في عام 2016، كما افتتحت ممثليات في كل من كردستان العراق، وفي العاصمة الفرنسية باريس، والعاصمة السويدية ستوكهولم، والعاصمة الألمانية برلين، وأخيراً في مدينة جنيف السويسرية.
وفي 12 آب/أغسطس الحالي صرح عبد الكريم عمر الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بأن “افتتاح الممثليات السبع هو بمثابة اعتراف بالإدارة من قبل الدول المضيفة”، ، لكن هذه الممثليات لم تحظَ باعتراف رسمي من الحكومات المذكورة حتى الآن.
وتقوم “الإدارة الذاتية” منذ فترة بحملة من أجل الحصول على اعتراف بها كسلطة لمنطقة شمال شرق سوريا، وذلك من خلال تكثيف الاتصالات الدولية للبحث عن حلفاء، وزيارات دولية وحملات على مواقع التواصل الاجتماعي ودعوات شعبية محلية، بحسب ما يقول موقع “عنب بلدي” السوري المعارض.
تركيا احتجت أيضاً
وكانت وزارة الخارجية التركية استدعت في 10 آب/أغسطس الحالي القائم بالأعمال السويسري لدى أنقرة للاحتجاج على افتتاح ممثلية “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” في جنيف قبلها بيوم.
وذكرت الخارجية في بيان، أنها طلبت من القائم بالأعمال السويسري إيضاحاً بشأن الموضوع، وقالت “تم التأكيد على أنه لا ينبغي السماح بأي شكل من الأشكال للمنظمة الإرهابية الدموية والجماعات المرتبطة بها، بممارسة محاولات الدعاية وكسب الشرعية تحت مسميات مثل الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني، ويجب وقف الدعاية الإرهابية فوراً”.
ومضت الخارجية التركية تقول “نؤكد على ضرورة عدم التمييز بين التنظيمات الإرهابية في مكافحة الإرهاب، ونذكر أولئك الذين يحتضنون المنظمات الإرهابية لأنها لا تستهدفهم، أن هذه الآفة قد تصيبهم في يوم من الأيام أيضاً”.
وختمت الخارجية بيانها بالقول “ستواصل تركيا بحزم حربها ضد منظمة بي كا كا (PKK)، المصنفة منظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي والجماعات التابعة لها في كل مكان”.
وتعتبر الحكومة التركية الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ومجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، هيئات منبثقة عن حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، الذي تعتبره الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني (PKK) الكردي التركي الذي يخوض حرباً مسلحة ضد الحكومة التركية منذ عقود، ويُصنف في تركيا كمنظمة إرهابية.