الاثنين 6 أيلول/سبتمبر 2021
سوريا اليوم – دمشق
أوضح وزير التربية في الحكومة السورية دارم طباع أنه يمكن السماح بتعليم لغات أخرى غير العربية في المدارس السورية، بإذن من الوزارة، ولكن ليس كما يحصل في شمال شرق سوريا حيث تسيطر الإدارة الذاتية (تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي).
وقال موقع “أثر برس” السوري المحلي إن وسائل إعلام عدة تداولت تصريحاً لوزير التربية تحت عنوان “لا مانع من تدريس اللغة الكردية في شمال وشرق سوريا”، إلا أن الموقع تواصل مع الوزير السوري للاستيضاح، فبيّن “أن هذا التصريح الذي تم”.
وأضاف طباع في تصريحه للموقع اليوم الاثنين “أنا قلت إنه إذا طلبت مدرسة أن تعلّم لغة محلية ليس لدينا مانع وهذا ينطبق على الجميع، أكراد وغير أكراد، إن كان هناك حاجة لهذه اللغة في مدرسة خاصة”.
وأوضح الوزير السوري “أنه إذا طلبت أي مدرسة هذا الطلب تتم دراسته بالوزارة، ويُسمح لهم بساعتين مثلاً لتعليم اللغة المحلية، تماماً كما يتم في مدارس الأرمن تعليمهم لغتهم في ساعتين، وكذلك اللغة الآشورية والشركسية. يمكن كذلك للأكراد أن يتعلموا لغتهم في ساعتين وهي لغة وطنية كباقي اللغات الموجودة في سوريا والتي يتحدث بها بعض السوريين”.
وقال الوزير “أوضحنا أن هناك منهاج وطني يدرّس به كل طلاب سوريا، وإن كان كل طلاب المدرسة أرمن أو أكراد أو سريان وأرادوا تدريس لغتهم لساعتين فليس لدينا مانع بهذه الحالة”.
وتابع: “نحن نسمح بتدريس اللغة الإنكليزية في مدارسنا، أليس من الأولى أن نسمح بالكردية؟ الدولة تستوعب الجميع، ونحن لسنا ضد الأكراد بل ضد عصابة تنتهك حرمة المدارس وهي “قسد” (قوات سوريا الديمقراطية) وتجبر الطلاب على دراسة منهاج غير وطني، فعندما يكون لدي طفل سوري لا يعرف التعامل مع طفل من محافظة أخرى بسبب اختلاف المنهاج، فهنا يكون تم تجزيء المجتمع”.
وأضاف وزير التربية السوري معلقاً على وضع المدارس في شمال شرق سوريا بالقول “نحن نعتبر المدارس التي تسيطر عليها “قسد” مدارس محتلة وطالبنا بتسليمها للدولة ولا يجوز لهم أخذها لا وفق القانون الدولي ولا القانون السوري ولا الدستور، الأطفال لا علاقة لهم وهذه المدارس من حقهم”.
ويُعتبر هذا الموقف من تعليم اللغة الكردية واعتبارها “لغة وطنية” موقفاً مستجداً، بدأت الحكومة السورية في اعتماده خلال سنوات الأزمة السورية، بعد أن سيطرت “الإدارة الذاتية” على مناطق شمال شرق سوريا، حيث تم استبدال المناهج التي تدرّسها الحكومة السورية بمناهج أخرى محلية، وبدأ التحول نحو التعليم باللغة الكردية.
وكانت الحكومة السورية المؤقتة (تابعة للمعارضة) في شمال سوريا، و”حكومة الإنقاذ” (التابعة لهيئة تحرير الشام أو جبهة النصرة) في شمال غرب سوريا، قد أدخلتا تغييرات في مناهج التعليم في المدارس التي تقع ضمن مناطق سيطرة المعارضة أيضاً في الشمال السوري، حيث تم حذف العديد من المناهج التي تتحدث عن تاريخ حزب البعث الحاكم في سوريا، واستبدالها بمناهج تتناول أحداث “الثورة السورية” من وجهة نظر المعارضة.