الخميس 16 أيلول/سبتمبر 2021
سوريا اليوم – دمشق
دعت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية ممثلة بالشيخ حكمت الهجري إلى وحدة الصف وحذرت من الاقتتال الداخلي، بعدما شهدت محافظة السويداء توتراً أمنياً على خلفية اقتتال وعمليات خطف بين مسلحين.
وقالت المرجعية في بيان الأربعاء: “لتكن مرجعيتكم هم أهلكم ومجتمعكم فقط، فلستم حلولاً لمشكلات أحد، ولا حقول معارك لتحقيق مبتغى، ولا مجندين بيد أحد بحجة حفظ الأمن والأمان”، بحسب ما نقل موقع “السويداء 24” المحلي.
وأضاف البيان: “كلّ قطرة دم منكم غالية علينا مهما كان الفصيل والتوجه الذي ينتمي إليه مع تقديرنا بأنكم جميعاً عنقود واحد، وجيش واحد، ولا نريد لأحد أن يكون قاتلاً لأهله، نحتاج وجودكم و رجولتكم ضد الغرباء المعتدين والمفسدين أياً كانوا”.
وجاء في بيان المرجعية: “أي فكر يحاول تخريب البنى الداخلية، ويحاول تقطيع أواصر تماسكنا، ومستندات تآخينا، أو يحاول الاختراق محاولاً التدمير، ومهما كان منبع هذا الفكر الهادم فليعلم أنه إلى زوال”.
بدوره، أدان شيخ العقل يوسف جربوع، في حديث إذاعي، الإساءات في المدينة، واعتراض السيارات، وتحدث عن أجندات خارجية يجري العمل عليها في السويداء، وأكد أنه “يجب التحلي بالمسؤولية من المواطنين، والتأكيد على فرض سلطة الدولة السورية، والتي نأمل أن تأخذ دورها بالكامل”.
وكانت حركة “رجال الكرامة” نفذت حملة مداهمات في السويداء، أمس الأربعاء، اعتقلت خلالها من وصفتهم بـ”أعضاء عصابات”، بالتزامن مع إعادة انتشار مقاتليها في محيط بلدة عتيل.
وسيّرت الحركة دوريات متنقلة في مدينة السويداء، وأمّنت طريقاً بديلاً إلى دمشق يمر عبر بلدتي قنوات وسليم، بعدما قطعت جماعات محلية مسلحة تابعة للمخابرات العسكرية السورية طريق دمشق – السويداء في بلدة عتيل.
وقال موقع “السويداء 24” إن مجموعة تابعة للحركة تعرضت لإطلاق نار أثناء تأمينها الطريق في بلدة قنوات، من جماعة تابعة للمخابرات العسكرية يقودها شخص مُقرّب من راجي فلحوط قائد جماعة عتيل، بحسب الموقع.
وتقول حركة “رجال الكرامة” إنها ترفض إراقة الدماء، وتكتفي بفرض طوق أمني حول بعض المواقع، متمسكة بالشروط التي أعلنتها: تسليم أفراد العصابات الأمنية أنفسهم، ومحاسبتهم قضائياً، أو ترحيلهم خارج المحافظة.
وأوضح الموقع أن وساطات اجتماعية متعددة تدخلت لإيجاد حلول تنهي الأزمة الراهنة “وأكد وجهاء بلدة عتيل رفضهم لانتهاكات فلحوط وجماعته، لكن الحركة رفضت أي حلول لا تستجيب لشروطها”.
اقتتال وخطف متبادل
من جانبه، قال موقع “أثر برس” الإخباري المحلي إن مدينة السويداء وأهلها عاشوا خلال اليومين الماضيين حالة من الفوضى وعدم الاستقرار وقطع للطرقات بعد خلافات وصدامات بين ما سمتها “فصائل مسلحة خارجة عن القانون”.
وبحسب مصادر “أثر برس” بدأ الخلاف بعد قيام فصيل يطلق على نفسه ”قوة مكافحة الإرهاب” بخطف شخصين والتحقيق معهما واعترافهما حسب زعمهم بقيامهم بالتجهيز لاغتيال قائد الفصيل المدعو سامر الحكيم بالتنسيق مع فصيل يتبع للمدعو “راجي فلحوط” وفصيل المدعو “رامي مزهر” وذلك بالتنسيق مع احدى الجهات الأمنية السورية الرسمية (المخابرات العسكرية)، ما دفع الفصيل للهجوم على إحدى محطات الوقود التابعة للمدعو “رامي مزهر” في بلدة الرحى وتفجيرها.
وتضيف مصادر “أثر برس” أن “هذا الأمر دفع بفصيل “راجي فلحوط” لاختطاف شخص يدعى محمد العبد لله للتحقيق معه على خلفية خطف ولده منذ فترة وتوجهه لسامر الحكيم لتحريره حيث نجح الأخير بتحريره بعد قيامه بعمليات خطف مضاد ووجهت الاتهامات بخطف الشاب إلى راجي فلحوط ورامي مزهر، الأمر الذي دفع بالأمور نحو الأسوأ وقيام ذوي المدعو محمد العبدلله بتوجيه إنذار للمدعو راجي لإطلاق سراحه”.
وتابعت مصادر الموقع تقول: “رداً على ذلك، قام المدعو راجي بقطع طريق دمشق – السويداء في بلدته عتيل، وتفتيش السيارات المارة وقيام مجهولين بإطلاق النار على تجمع لذوي المخطوف في محيط الملعب البلدي ما أدى لمقتل شقيق المخطوف وإصابة آخر حيث تطور الموضوع لإطلاق قذائف واشتباكات بين الطرفين”.
كما قام فصيل “راجي فلحوط” بتوقيف سيارة بداخلها رجل دين يتبع لحركة “رجال الكرامة” وإهانته ما دفع بالحركة للنزول إلى الشوارع وتطويق الأمن العسكري والانتشار على الدوارات وقطع طريق عتيل بالقرب من دوار الباسل.
وأعقب هذه الحركة سماع أصوات تفجيرات مجهولة الأسباب والمصادر دون ورود أي معلومات عن إصابات وسط مطالبات من الأهالي بضرورة تدخل الجهات المعنية وإنهاء حالة الفلتان والفوضى التي تعيشها المدينة.