الجمعة 8 تشرين الأول/أكتوبر 2021
سوريا اليوم – دمشق
قالت مصادر صحفية سورية شبه رسمية إن الرئيس بشار الأسد سمح لعمه رفعت الأسد بالعودة إلى سوريا من منفاه لمنع دخوله السجن في فرنسا بعد صدور قرار قضائي ضده.
ونشرت صحيفة “الوطن” السورية شبه الحكومية اليوم الجمعة خبراً جاء فيه “عاد رفعت الأسد ظهر أمس (الخميس) إلى دمشق بعد أن أمضى قرابة أكثر من ثلاثين عاماً في أوروبا معارضاً”.
وأضافت قائلة “علمت “الوطن” أن رفعت الأسد وصل بالأمس إلى دمشق وذلك منعاً لسجنه في فرنسا بعد صدور حكم قضائي وبعد مصادرة ممتلكاته وأمواله في إسبانيا أيضاً”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها “أن الرئيس بشار الأسد ترفّع عن كل ما فعله رفعت الأسد وسمح له بالعودة إلى سورية مثله مثل أي مواطن سوري آخر ولن يكون له أي دور سياسي أو اجتماعي”.
وكانت محكمة استئناف فرنسية ثبتت في 9 أيلول/سبتمبر الماضي حكماً بالسجن 4 سنوات بحق رفعت الأسد، نائب الرئيس السوري الأسبق، في قضية أصول جُمعت بالاحتيال تقدر قيمتها بتسعين مليون يورو، بين شقق وقصور ومزارع للخيول.
وسبق أن شارك رفعت الأسد في التصويت في الانتخابات الرئاسية السورية التي جرت للمغتربين في الخارج عبر السفارة السورية في باريس، ثم وجه برقية تهنئة إلى الرئيس السوري بعد إعلان فوزه في الانتخابات في شهر حزيران/يونيو الماضي.
وبهذه العودة تنتهي إقامة رفعت الأسد، نائب الرئيس السوري السابق حافظ الأسد وشقيقه، في المنفى منذ 37 عاماً، حيث بدأ منفاه بخروجه وأتباعه من سوريا في عام 1984، إثر خلاف على السلطة. غير أن “نفي” رفعت الأسد كان حالة خاصة تختلف عن باقي المنفيين من المعارضين السوريين، فقد بقي رسمياً نائباً للرئيس السوري سنوات طويلة رغم نفيه.
كما ظهر رفعت الأسد على الأراضي السورية أكثر من مرة أثناء وجوده بالمنفى، خلال عهد الرئيس حافظ الأسد، فقد شارك في التعزية بباسل الأسد (ابن الرئيس السابق وشقيق الرئيس بشار الأسد) عام 1994. وسبق ذلك عودته إلى سوريا لتلقي العزاء بوالدته “ناعسة” إلى جوار الرئيس حافظ الأسد في عام 1992.
إلا أنه لم يُسمح لرفعت الأسد بالعودة إلى سوريا عام 2000 للمشاركة في جنازة شقيقه، ووجه على أثر ذلك انتقاداً شديد اللهجة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
وتعرض رفعت الأسد لملاحقات قضائية في السنوات الأخيرة وتم التضييق المالي عليه في كل من فرنسا وإسبانيا ومصادرة ممتلكاته.
وتتهم المعارضة السورية رفعت الأسد بالمسؤولية عن مجزرة تدمر ضد سجناء إسلاميين في حزيران/يونيو 1981، وبالمشاركة في مجزرة حماة عام 1982 التي أسفرت عن مقتل وسجن آلاف المعارضين للحكومة السورية، حيث قاد رفعت الأسد “سرايا الدفاع” التابعة للجيش السوري والتي عُرفت بقسوتها.