الخميس 14 تشرين الأول/أكتوبر 2021
سوريا اليوم – باريس
دعت منظمة “شيربا” الفرنسية التي تدافع عن حقوق ضحايا الجرائم الاقتصادية والمسؤولة عن مقاضاة عم الرئيس السوري رفعت الأسد، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى سحب “وسام جوقة الشرف” منه، بعد هروبه إلى سوريا من فرنسا.
واعتبرت المنظمة، في بيان صادر في 11 تشرين الأول/أكتوبر، أن هروب رفعت الأسد هو “ضربة قاسية” لجهود فرنسا في مكافحة الفساد العابر للحدود، بحسب ما نقل موقع “عنب بلدي” السوري المعارض اليوم الخميس.
وقالت، إن عودة رفعت الأسد إلى سوريا واستقباله بإذن من الرئيس السوري، تُبين الحاجة لمنع عودة أمواله المصادرة إليه مجدداً لاستخدامها في الفساد.
وأضافت أن رفعت الأسد لا يزال يحتفظ بأعلى وسام شرف فرنسي، داعية مرة أخرى ماكرون لسحبه منه.
وكان القضاء الفرنسي أثبت أن رفعت الأسد كان يستفيد بشكل غير قانوني من أموال الموارد العامة السورية المخفية “بذكاء” من خلال شبكة من الشركات الوهمية في جميع أنحاء أوروبا، في أعقاب شكوى قدمتها منظمة “شيربا” غير الحكومية عام 2013، بحسب البيان.
وأقرت محكمة الاستئناف الفرنسية في باريس، في 9 أيلول/سبتمبر الماضي، الحكم على رفعت الأسد بالحكم، تحت مسمى قضية، “مكاسب غير مشروعة”، لاتهامه بتأسيس أصول بقيمة 90 مليون يورو في فرنسا بين شقق ومزارع للخيول وقصور.
وأدين نائب الرئيس السوري السابق البالغ من العمر 84 عاماً، والذي كان يعيش في المنفى منذ عام 1984، بتهمة “غسل أموال العصابات المنظمة واختلاس الأموال العامة السورية والتهرب الضريبي المشدد”.
وعاد رفعت الأسد إلى سوريا في 7 تشرين الأول/أكتوبر الحالي، لكي لا يُسجن بعد صدور الحكم القضائي بحقه.
وقالت صحيفة “الوطن” المقربة من الحكومة السورية في 8 تشرين الأول/أكتوبر، إن الرئيس بشار الأسد سمح بعودة عمه رفعت، و”ترفع عن كل ما فعله، مثله مثل أي مواطن سوري آخر، دون أن يكون له أي دور سياسي أو اجتماعي”.
وسام “جوقة الشرف” الفرنسي
وهذه ليست المرة الأولى التي تطالب فيها “شيربا” بسحب “وسام جوقة الشرف” من رفعت الأسد. وكان الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران منح رفعت الأسد الوسام في عهده.
ففي نيسان/أبريل الماضي، طالبت المنظمة مع منظمة “سيغال” الرئيس الفرنسي من سحب الوسام بسبب التهم التي كانت موجهة إلى رفعت في كل من فرنسا وسويسرا.
وفي نيسان/أبريل 2014، سحبت فرنسا الوسام نفسه من الرئيس السوري بشار الأسد، بعدما منحته إياه عام 2001، خلال عهد الرئيس الفرنسي، جاك شيراك.
واعتُمد الوسام في فرنسا في عهد نابليون بونابرت في 1802، كالتفاتة منه لتمجيد “الاستحقاق” داخل المجتمع الفرنسي الثوري، الذي سعى إلى التخلص من جميع أشكال التمييز الطبقي.
ويُمنح كأعلى تكريم من قبل الدولة الفرنسية، كما تعود صلاحية سحبه إلى السلطة التي تمنحه، أي رئيس الجمهورية.
ومنذ 2010 أصبح تجريد الشخصيات الأجنبية من وسام الشرف أمراً أكثر سهولة، بعدما صدر مرسوم يجيز تجريد كل شخص أجنبي من هذا الوسام، “إذا ارتكب أعمالاً منافية للشرف”.
وتتهم المعارضة السورية رفعت الأسد بالمسؤولية عن مجزرة تدمر ضد سجناء إسلاميين في حزيران/يونيو 1981، وبالمشاركة في مجزرة حماة عام 1982 التي أسفرت عن مقتل وسجن آلاف المعارضين للحكومة السورية، حيث قاد رفعت الأسد “سرايا الدفاع” التابعة للجيش السوري والتي عُرفت بقسوتها.