الاثنين 18 تشرين الأول/أكتوبر 2021
سوريا اليوم – جنيف
انطلقت في مدينة جنيف السويسرية اليوم الاثنين الجولة السادسة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية، بمشاركة أطراف الأزمة السورية وبرعاية الأمم المتحدة.
ومن المنتظر أن يقدم كل من الأطراف الثلاثة مقترحات مبادئ دستورية يتم نقاشها بين الوفود ومن ثم تطرح للنقاش في جلسة المجموعة المصغرة، تحت إشراف المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، بحسب ما ذكر موقع “روسيا اليوم“.
وأعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون أمس الأحد أنه “تم الاتفاق خلال اجتماع بين الأطراف السورية، على البدء بعملية صياغة مسودة الإصلاح الدستوري في سوريا، الأسبوع الحالي”.
وجاء إعلان بيدرسون في مؤتمر صحفي عقده في جنيف، بعد اجتماع أجراه مع الرئيسين المشاركين للجنة مناقشة الدستور، أحمد الكزبري ممثلاً عن وفد الحكومة السورية، وهادي البحرة ممثلاً عن وفد المعارضة، وهو الأول من نوعه، وذلك عشية انطلاق الجولة السادسة من اجتماعات اللجنة المصغرة في المدينة السويسرية التي تستمر من اليوم الاثنين إلى يوم الجمعة المقبل.
وقال بيدرسون أمس: “توصلنا إلى توافق بين طرفي الحكومة والمعارضة على أننا لن نقوم في هذه الجولة بالإعداد للإصلاح الدستوري فقط، بل سنبدأ بعملية صياغة للإصلاح الدستوري في سوريا”.
وعبّر بيدرسون عن أمله في تحقيق تقدم بناء على هذه التفاهمات السابقة، قائلاً: “فلنعمل بجهد خلال هذا الأسبوع، وعندما نجتمع يوم الجمعة، سنتمكن من إيجاز ما حققناه”، مشيراً إلى وجود تفاهم لوضع 4 مبادئ دستورية لمناقشتها هذا الأسبوع، والمشاورات مستمرة على هذه المبادئ.
وزار بيدرسون دمشق الشهر الماضي، ووصف المباحثات التي أجراها مع الحكومة السورية بأنها جيدة للغاية.
اليوم الأول لاجتماعات اللجنة
وعقب جلسات اليوم الأول للجنة، قال رئيس اللجنة الدستورية المشارك عن المعارضة هادي البحرة، لوكالة “الأناضول” الإخبارية التركية: “اليوم تم الاتفاق على كامل الآليات للنقاش وآليات العمل ضمن اللجنة الدستورية، كما تم عقد أول جلسة حول صياغة الدستور”.
وأوضح أنه “تم الانتهاء من مرحلة النقاشات المفتوحة، والبدء بالعملية الأساسية التي شُكلت من أجلها اللجنة، ونأمل أن تتم باقي الجلسات بنفس الأجواء وبنفس الآليات التي اعتمدناها للخروج بنتائج في أسرع وقت ممكن”.
وأردف: “لم يبق أمامنا إعاقات تقنية أو إجرائية للإنجاز، وفعلياً تم تطبيق المنهجية والآليات في أول اجتماع، وتم البدء بالمبادئ الأساسية في الدستور”.
وحول نقاشات اليوم الاثنين، قال البحرة إن “السيادة هي أحد المبادئ الأساسية في الدستور، سواء سيادة الدولة أو كون الشعب هو صاحب السيادة في الدولة السورية، وتم التطرق لذلك من قبل أحد الأطراف (النظام)، وكان دوره لتقديم ورقته وتم مناقشتها من بقية الأطراف في اللجنة، سواء بطرح الأسئلة أو بتوجيه الانتقادات، أو بتقديم نصوص أخرى مقترحة”.
واستطرد: “هيئة التفاوض (المعارضة) تقدمت بنص متكامل مقترح حول موضوع السيادة، وليس كل ما يُقدم من أوراق يُعتمد، هناك آلية للجمع بين هذه النصوص ومناقشتها وتطبيقها من ناحية قانونية ودستورية ولغوية، ثم الخروج بنصوص مشتركة تُرفَع إلى الهيئة الموسعة للجنة الدستورية (تتألف من 150 عضواً) لمناقشتها وإقرارها”.
وأوضح أنه “لا بد للأطراف الثلاثة أن تتوافق على صياغة واحدة”.
وقالت مصادر في وفد المعارضة لمراسل “الأناضول” إن الوفد سيقدم الثلاثاء مبادئ أخرى تتعلق بسيادة القانون لتتم مناقشتها.
وتتكون المجموعة المصغرة من اللجنة الدستورية المجتمعة حالياً في جنيف من 45 عضواً يمثلون الحكومة، والمعارضة، والمجتمع المدني، بالتساوي.
وتأتي اجتماعات الجولة السادسة للجنة الدستورية بعد شهور من التوقف و5 جولات لم تحقق تقدماً، وذلك ضمن عملية أشمل ترعاها الأمم المتحدة، على أمل إنهاء الحرب السورية.
وفي آذار/مارس 2011، اندلعت بسوريا احتجاجات شعبية طالبت بتداول سلمي للسلطة، لكن حكومة الرئيس بشار الأسد واجهتها بالقمع بالقوة العسكرية، وتحولت الأزمة إلى حرب أهلية استمرت 10 سنوات.