الأربعاء 27 تشرين الأول/أكتوبر 2021
سوريا اليوم – بيروت
قال قيادي بارز في “حزب العمال الكردستاني” (PKK) المعارض للدولة التركية والذي يخوض حرباً مسلحة ضدها منذ عقود، إن الحزب ليست لديه علاقة عضوية بحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الموصوف عادة بأنه ذراعه السوري، ولا بالإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا التابعة للحزب المذكور، وكشف أن حزبه يقوم بوساطة بين الإدارة الذاتية وبين دمشق، مستخدماً تأثيره القديم.
وقال جميل بايك، الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، التابعة لحزب العمال الكردستاني، في مقابلة مع صحيفة “النهار العربي” نُشرت أمس الثلاثاء، إن “حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) هو حزب تبنى فلسفة القائد آبو (عبد الله أوجلان) وخطه الأيديولوجي. وقد أُسّس بالفعل على أساس 20 عاماً من عمل عبد الله أوجلان في سوريا ولبنان وروج آفا (غرب كردستان). لا أحد يستطيع أن يسأل أي حزب لماذا تتبنى هذه الأيديولوجية. وأما بالنسبة إلى حزب كردي فلا يستطيع أبداً أن يسأله لماذا تدافع عن أفكار عبد الله أوجلان؟ اليوم، إذا كانت أفكار عبد الله أوجلان مؤثرة بين الشعب العربي والشعوب التركية، فسيكون لها بلا شك تأثير أكبر على الكرد. تأخذ العديد من الحركات الاشتراكية الديموقراطية والحركات النسائية والحركات البيئية في العالم اليوم الكثير من فكر القائد عبد الله أوجلان”.
وأضاف “ليس هناك أمر طبيعي أكثر من أن تقيم الإدارة الذاتية علاقات مع أي سلطة سياسية لا تهاجم الكرد أو ترفض الشعب الكردي. كما لا شيء يمكن أن يكون أكثر طبيعية من وجود علاقات بروسيا. نحن نعلم أن كلاً من حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية تربطهما علاقات بروسيا”.
وشرح بايك أن الحزب الكردي، المصنف إرهابياً في تركيا، كانت علاقاته بروسيا “في بعض الأحيان غير مباشرة ومباشرة في أحيان أخرى. وهي تختلف بحسب علاقات روسيا بتركيا. المشكلة الكردية تؤثر في الشرق الأوسط بأكمله. من وجهة النظر هذه، قد يكون من الممكن أن تكون لنا علاقات بكل قوة لها علاقة بالشرق الأوسط، أو أحياناً مواجهتها حتى. ليس لدينا نهج سلبي تجاه روسيا أو أي دولة أخرى. ومع ذلك، هناك دول لديها موقف سلبي تجاهنا بسبب علاقتها بتركيا. لهذا السبب لدينا مشكلات مع الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية”.
وأوضح بايك الموقف بخصوص PYD قائلاً “ليست لدينا علاقة عضوية بحزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية. ومع ذلك، نظراً الى أن حزب الاتحاد الديمقراطي حركة كردية في غالبه، وهناك أكراد في الإدارة الذاتية، فلدينا تقارب طبيعي. من ناحية أخرى، كان العديد من قادة قوات سوريا الديموقراطية في حزب العمال الكردستاني من قبل. عندما اندلعت ثورة روج آفا، أرادوا أن يخوضوا صراعاً سياسياً وعسكرياً في روج آفا وسوريا. لقد اعتبرنا ذلك طبيعياً. هذا هو مدى علاقاتنا. وإلا فإننا لسنا في وضع يسمح لنا بتحديد ما يجب عليهم القيام به من عدمه”.
وأكد بايك أن “علاقة حزب العمال الكردستاني بسوريا لها أساس تاريخي. كما أن لدينا علاقات بالشعب الفلسطيني والشعب العربي لا يمكننا نسيانها. علاقتنا بحافظ الأسد وعائلته كانت وثيقة ودافئة. لا يمكننا أن نكون مناهضين لسوريا أو ضد الأسد. سبق أن أقمنا علاقاتنا على أساس المصلحة العامة للأكراد والأخوة الكردية العربية. الآن نريد أن نكون طرفاً في مثل هذه العلاقة. على الرغم من أن إدارة (الرئيس) بشار الأسد اتبعت موقفاً بارداً وسلبياً تجاهنا بسبب ما حدث في روج آفا، إلا أننا لم نتخذ مقاربة مماثلة. حاولنا فهمهم. نريدهم أن يفهمونا أيضاً. لم نقطع علاقتنا بدمشق قط. إن لم يقوموا هم بقطعها لن نقوم نحن بقطعها أبداً. لطالما قدّرنا الصداقة بين القائد عبد الله أوجلان وعائلة الأسد. لا يمكن لدمشق أن تقول أي شيء سلبي عنا، وإن فعلت، فسيكون ذلك تقييماً غير عادل وغير موضوعي”.
وبخصوص الوساطة بين الإدارة الذاتية وبين دمشق، قال بايك “لطالما أردنا أن تحل الإدارة الذاتية مشكلاتها مع دمشق. حاولنا استخدام تأثيرنا في هذا الاتجاه. لأن الحل الأصح هو المصالحة بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق. لا يمكن لسوريا أن تكون سوريا ما قبل عام 2011. هم أيضاً قبلوا بهذا. حقيقة قولهم بأنهم يفكرون في نظام لامركزي فتح باب المصالحة مع الإدارة المستقلة. قالوا أيضاً إنه سيكون هناك تعليم باللغة الكردية. إذا كان هناك حسن نية ومرونة متبادلان، فإن دمشق والإدارة الذاتية ستتفقان على حل. وهذا سيكون مفيداً للأكراد. القوة الرئيسية التي لا تريد حلاً بين دمشق والكرد هي تركيا”.
وتابع يقول “نسمع أن الإدارة الذاتية ودمشق تجريان محادثات بين الحين والآخر. نحن سعداء بذلك. نشجع كلاً من الإدارة الذاتية ودمشق في هذا الصدد. يجب أن تتخلى دمشق والإدارة الذاتية عن الأحكام المسبقة. يمكن أن تصبح سوريا أقوى مع الكرد. سيحصل الكرد أيضاً على حقوقهم الأساسية في سوريا، ويحلوا مشكلاتهم ويصبحوا إحدى القوى الرئيسية في سوريا. النظام السوري يعرف أيضاً أنه لو وقعت روج آفا وشمال وشرق سوريا في أيدي “داعش” والمرتزقة، لسقطت حلب ودمشق. إن نضال الكرد والعرب والآشوريين من أجل حماية روج آفا وشمال وشرقي سوريا ضد “داعش” والعصابات ضمنت صمود دمشق أيضاً. ومن المعروف أن الكرد الذين يعيشون في حلب حموا أيضاً حلب بمقاومتهم”.
يُشار إلى أن صحيفة “الوطن” السورية شبه الحكومية احتفت بجانب من تصريحات بايك، ونشرتها تحت عنوان “علاقة PKK بسورية لها أساس تاريخي”، مركّزة على هجوم بايك على الحكومة التركية، وعلى قوله إنهم لا يمكن أن يكونوا مناهضين لسوريا أو ضدها.