إيران ترحب “بالتقدم الملحوظ والمشجع” في عمل اللجنة الدستورية السورية

الخميس 28 تشرين الأول/أكتوبر 2021

سوريا اليوم – نيويورك

وجه سفير ومندوب إيران الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي الشكر والتقدير للمندوب الخاص للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة في الشأن السوري غير بيدرسون على جهوده المبذولة لعقد الجولة السادسة من المحادثات المتعلقة بالدستور السوري في جنيف التي انتهت الأسبوع الماضي.

ورحب الدبلوماسي الإيراني بحصول أول اجتماع مباشر بين الرئيسين المشتركين للجنة، عن الحكومة والمعارضة السورية، وقال “إن هذا الأمر إلى جانب مشاورات أعضاء اللجنة حول بعض مواد الدستور يعد تقدماً ملحوظاً ومشجعاً”.

وكانت الجولة السادسة للجنة الدستورية فشلت في تحقيق تقدم في عملية صياغة إصلاح دستوري بحسب ما أعلن المبعوث الأممي غير بيدرسون في ختام أعمالها الجمعة الماضية. ونقلت مصادر صحفية عربية استياء موسكو من فشل الجولة.

وفي تصريحات نقلتها وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) الإيرانية اليوم الخميس، قال المندوب الإيراني خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول تطورات الشرق الأوسط والأوضاع الإنسانية في سوريا: “سنواصل كما في الاجتماع الأخير لأعضاء عملية أستانا مع السيد بيدرسون في جنيف، تشجيع الرئيسين المشتركين للجنة من أجل التعاطي البنّاء والتعاون المبني على روح المرونة والمصالحة”.

وتابع “تخت روانجي”: “نؤكد مرة أخرى على أن تواصل اللجنة عملها من دون اي تدخلات وضغوط خارجية كما أن تحديد أي مهلة مصطنعة لانتهاء أنشطة اللجنة أو أي شروط أخرى من هذا النوع إنما يؤثر سلبياً على عمل اللجنة، لذا يتوجب الامتناع عن ذلك، وبالتالي يجب الاطمئنان إلى أن هذه عملية سياسية بقيادة سوريا ومتعلقة بسوريا ومسهلة من قبل منظمة الأمم المتحدة”.

وأوضح أنه لإكمال عمل اللجنة ينبغي بذل جهود جادة في مجالات أخرى أيضاً، منها إنهاء احتلال أجزاء من سوريا من قبل قوات أجنبية، وبناء عليه يجب أن تخرج جميع القوات الأجنبية المحتلة الموجودة بصورة غير شرعية من دون أي شروط مسبقة أو تأخير.

وأضاف: “في هذا المجال يجب على مجلس الأمن الدولي العمل بمسؤوليته ودفع الكيان الإسرائيلي لإنهاء احتلاله للجولان السوري ووقف اعتداءاته على سوريا فوراً إذ أن إجراءات الكيان المزعزعة للاستقرار تعد انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وتهدد كذلك السلام والأمن الاقليمي والدولي”.

واعتبر المندوب الإيراني عملية اغتيال النائب السوري السابق والأسير سابقاً لدى الاحتلال الإسرائيلي مدحت صالح داخل سوريا من قبل قناصة إسرائيليين من داخل الجولان المحتل “أحدث مغامرات الكيان الإسرائيلي”، وأدان هذا العمل الإجرامي وكذلك جميع ممارسات انتهاك السيادة ووحدة الأراضي السورية من قبل إسرائيل، مؤكداً حق سوريا في الدفاع عن نفسها في الزمان والمكان المناسبين اللذين تختارهما.

كما أدان “تخت روانجي” العمل الإرهابي الذي وقع في دمشق يوم 20 تشرين الأول/أكتوبر الجاري وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى، مضيفاً إن “مثل هذه الأعمال الإرهابية تؤكد مرة أخرى على ضرورة مكافحة جميع الجماعات الإرهابية بلا توقف”.

ورفض المندوب الإيراني ما اعتبره أنشطة انفصالية أو مبادرات الحكم الذاتي غير المشروعة في سوريا، وقال “نحن ندين أي مسعى لدعم هذا الأمر”، مشيراً إلى الأوضاع الإنسانية في سوريا، ومؤكداً ضرورة بذل المزيد من الجهود لخفض آلام ومعاناة الشعب السوري ومن ضمنه عدم التعامل سياسياً مع قضية تقديم المساعدات الإنسانية ودعم الجهود الرامية لإعادة إعمار سوريا.

ودعا إلى التنفيذ الكامل والمؤثر للقرار 2585 الذي بناء عليه يدعو مجلس الأمن جميع الدول الأعضاء إلى اتخاذ خطوات عملية لتلبية الحاجات الفورية للشعب السوري، مضيفاً “إحدى الخطوات العملية يمكن أن تتمثل في إلغاء إجراءات الحظر الأحادية ضد سوريا”، بحسب تعبيره.

كما دعا إلى تخصيص المزيد من المساعدات الإنسانية لسوريا والمزيد من الشفافية في المساعدات الدولية لها، والاطمئنان إلى أن هذه المساعدات تصل إلى أيدي المعوزين الحقيقيين وليس الجماعات الإرهابية، بحسب ما نقلت الوكالة.

وجدد “تخت روانجي” ما سماه “الموقف المبدئي للجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن أزمة سوريا يجب حلها بصورة سلمية وفق مبادئ القوانين الدولية، خاصة احترام السيادة ووحدة أراضي الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية أو الخارجية وحل وتسوية الخلافات الدولية بصورة سلمية”.