تركيا تستعد لشن عمليتين عسكريتين في سوريا.. ومسودة وثيقة بين الأكراد ودمشق استعداداً

الجمعة 29 تشرين الأول/أكتوبر 2021

سوريا اليوم – دمشق

أفادت مصادر إعلامية روسية أن تركيا تستعد لإطلاق عمليتين عسكريتين جديدتين في سوريا قد تنطلقان دون إعلان مسبق “في أي لحظة”.

ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية عن مصدر في المعارضة السورية أن الفصائل السورية المعارضة الموالية لتركيا وضعت في حالة التأهب القتالي التام، تلبية لتوجيهات من أنقرة، وهي تستعد لشن عمليتين عسكريتين في آن واحد، إحداهما في محافظة إدلب بغية دعم التشكيلات المسلحة المتواجدة هناك والثانية في شمال شرقي البلاد ضد “قوات سوريا الديمقراطية” ذات الأغلبية الكردية.

وقال المصدر إن استعدادات الفصائل السورية المعارضة المدعومة من أنقرة “انطلقت لشن عملية عسكرية، وبهذا الخصوص تم تقسيم الوحدات المسلحة كي تعمل على عدة اتجاهات في محافظة إدلب وبعض القرى في ريفي مدينتي مارع وأعزاز وقرب مطار منغ العسكري في محيط مدينة منبج، وكذلك عند الحدود مع القامشلي والحسكة”.

ورداً على سؤال عن موعد بدء الحملتين العسكريتين، قال المصدر إنهما قد تنطلقان “بشكل مفاجئ في أي لحظة”، مرجحاً في الوقت نفسه أن ذلك لن يحدث قبل اللقاء المتوقع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي جو بايدن في مدينة غلاسكو الإسكتلندية مطلع تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وقال موقع “روسيا اليوم” إن هذا الخبر يأتي في وقت يشهد بوادر عملية تركية جديدة في سوريا. وأشارت إلى تصريح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو بأنه يتعين على تركيا “فعل ما يلزم”، محملاً الولايات المتحدة وروسيا المسؤولية عن عدم الوفاء بوعودهما بإبعاد المقاتلين الأكراد عن الحدود.

مسودة وثيقة بين الأكراد ودمشق
رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين عمر أوسي

من جانبه، كشف رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين عمر أوسي، عن التوصل إلى مسودة وثيقة وطنية لحل الخلافات الموجودة بين الأطراف الكردية والحكومة السورية “بهدف التنسيق المشترك لصد أي عدوان تركي، وذلك إدراكاً من المبادرة للمسؤولية الوطنية التي تفرضها ضرورة التصدي لأي أطماع توسعية استعمارية تركية باتجاه الجغرافيا الوطنية السورية”.

وفي تصريح لصحيفة “الوطن” السورية شبه الحكومية، أكد أوسي، النائب السابق في مجلس الشعب السوري، أنه “أمام هذه الأخطار التي جعلت المنطقة على صفيح ساخن وإحساساً من المبادرة الوطنية للكرد السوريين والحرص على سورية بكل مكوناتها، جرى التحضير لمسودة الوثيقة الوطنية”، بحسب ما نقلت الصحيفة.

وأضاف: “كطرف كردي سوري توصلنا مع بعض الشخصيات الوطنية من أكراد وعرب وبعض المثقفين ومن الإخوة المسيحيين ومن وجهاء وأعيان وآشوريين ووجهاء ورؤساء عشائر من كل مكونات المجتمع الجزراوي (في منطقة الجزيرة) إلى مسودة وثيقة وطنية لحل الخلافات الموجودة بين الأطراف الكردية والحكومة السورية والتنسيق المشترك لصد أي عدوان تركي، يسعى إليه النظام التركي بهدف تصدير مشاكله الداخلية”.

وبيّن أوسي، أن مسودة الوثيقة تتضمن عدة بنود، حيث تعتبر القضية الكردية قضية وطنية سورية بامتياز وحلها في دمشق وليس في أي عاصمة أخرى، وهذا الحل الوطني يأتي على أساس الإقرار بالحقوق المشروعة للكرد السوريين، وبضمانات دستورية في إطار وحدة وسيادة الجغرافية الوطنية السورية.

كما تشير مسودة الوثيقة، حسب أوسي، إلى “اعتماد النظام اللامركزي في حكم البلاد وهو ما أشار إليه الرئيس بشار الأسد في اجتماعه الأخير أمام الحكومة السورية الجديدة، كما تتضمن ضرورة تطبيق قانون الإدارة المحلية رقم 107، وعند ذلك يمكن مقاربة قانون الإدارة المحلية بقانون “الإدارة الذاتية” المعمول به من قبل مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، وإضافة إلى ذلك تتضمن تنمية مناطق شرق الفرات والجزيرة السورية في إطار الإنماء المتوازن وعودة مؤسسات الدولة السورية السياسية والعسكرية والأمنية والإدارية إلى كل المناطق التي هي خارج سيطرة الدولة في منطقة الفرات والجزيرة السورية والمناطق الأخرى”.

وبيّن أوسي، أن أحد بنود مسودة هذه الوثيقة بدء حوار جدي وفوري ووطني سوري بين الأطراف الكردية والحكومة السورية في دمشق، حيث ستكون المبادرة الوطنية جزءاً من هذا الحوار.

وأكد أن الوثيقة التي تحمل طابعاً وطنياً ما زالت مسودة قابلة للتفاوض والتعديل، حيث تقدمت بها المبادرة الوطنية للأكراد السوريين إلى “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بشكل رسمي وإلى بعض القوى الكردية السورية الأخرى، كما جرى تقديمها للجهات الرسمية المختصة في دمشق، وهذه الأطراف تدرس المسودة الآن.

وعبر أوسي عن اعتقاده، بأن هذه الوثيقة تصلح أرضية لبدء حوار جدي عاجل بين الأطراف الكردية معارضة وموالاة لوضعها على طاولة الحكومة في دمشق والوصول إلى حلول وسط، معتبراً أن عملية الوصول إلى حلول وسط لبعض المشاكل الخلافية ليست صعبة، مشدداً على أنه عند حصول المبادرة على ضوء، ولو “برتقالي” من الجانبين، “سنعلن عن الوثيقة بشكل رسمي في مدينة القامشلي أمام الإعلام”، بحسب ما جاء في تصريحاته.