السبت 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2021
سوريا اليوم – دير الزور
قالت مصادر صحفية إن فصائل موالية لإيران في سوريا بدأت بإخلاء أكبر قاعدة عسكرية لها شرقي سوريا، تخوفاً من قصف متوقع قد يطالها بعد الاتفاق الروسي الإسرائيلي.
وقالت شبكة “الشرق نيوز” المحلية، إن فصائل تتبع للحرس الثوري الإيراني بدأت بإخلاء عدد من مواقعها جنوب شرقي مدينة البوكمال على الحدود العراقية السورية، أمس الجمعة.
وأرجعت الشبكة إخلاء المواقع “لتخوف تلك الفصائل من قصف متوقع على (قاعدة الإمام علي)”، التي تعتبر أكبر قاعدة عسكرية لها شرقي سوريا.
وقبل يومين، نقلت صحيفة “جيروزالم بوست” الإسرائيلية، عن وزير البناء والإسكان الإسرائيلي زئيف إلكين قوله: إن الرئيسين الروسي والإسرائيلي تفاهما على العمل لإخراج إيران ووكيلها “حزب الله اللبناني” من سوريا.
وفي الثاني والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأول مرة مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في منتجع سوتشي غربي روسيا.
وتباحث الطرفان الوضع في سوريا والملف النووي الإيراني. وقال بوتين إن ثمة نقاط تقاطع وفرصاً للتعاون مع إسرائيل في قضايا مكافحة “الإرهاب”.
ونقلت الفصائل المذكورة نحو 100 شخص من ضباطها وعناصرها الموجودين ضمن (قاعدة الإمام علي) في البوكمال إلى الأراضي العراقية”، بحسب “الشرق نيوز”.
وأشارت الشبكة إلى أن “الأرتال خرجت على شكل دفعات متقطعة من معبر (السكك) غير الشرعي باتجاه الأراضي العراقية”.
وكانت فصائل موالية لإيران نقلت الشهر الماضي خمس شاحنات تحتوي على صواريخ متوسطة وقصيرة المدى بالإضافة إلى قذائف كروسنبول ومضادات دروع من قاعدة الإمام علي إلى مدينة الميادين في ريف دير الزور، بحسب ما ذكرت وكالة “نورث برس” المحلية اليوم السبت.
ومؤخراً، تلقت الفصائل الموالية لإيران عشرات الضربات من طائرات أميركية وإسرائيلية، أدت إلى مقتل وجرح العشرات من عناصرها.
وشنت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الغارات في سوريا، قائلة إن “هذه العمليات تستهدف منع التمركز العسكرية للفصائل المسلحة الموالية لإيران في الأراضي السورية”.
وتعتبر مدينتا البوكمال والميادين، على الحدود العراقية السورية، من أكبر مقرات القوات المدعومة من إيران داخل الأراضي السورية، وتتخذ الفصائل المنتشرة هناك من منازل المدنيين مقرات عسكرية لها.
هل تخلت إيران عن بعض أهدافها في سوريا؟
من جهتها، أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن العام الماضي شهد تباطؤاً كبيراً في الجهود الإيرانية لجعل سوريا قاعدة عسكرية لإيران وإنشاء جبهة أخرى ضد إسرائيل.
وقال معلق الصحيفة للشؤون الأمنية والعسكرية، رون بن يشاي، إن الدلائل تؤكد أن إيران توصلت إلى استنتاج مفاده أن العبء الاقتصادي وغيره لتحقيق هذا الطموح “ثقيل للغاية”، ولذا فقد تخلت طهران عن فكرة أن سوريا ستكون ركناً مهماً في أي حملة عسكرية ضد إسرائيل، بحسب ما نقلت قناة “الشرق” الإخبارية اليوم السبت.
وأضاف أن هذا “نتيجة مباشرة لنجاح الجيش الإسرائيلي في الضربات التي يشنها ضد المؤسسة الإيرانية في سوريا منذ عام 2012”.
كما أشار بن يشاي، إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد، الذي “عاد بمساعدة الروس للسيطرة على معظم الدولة السورية”، مهتم بالبدء في إعادة الإعمار بمساعدة الدول العربية وروسيا، لذلك أوضح للإيرانيين أنه لا يريدهم أن يتحدوا إسرائيل وأن يجرّوا سوريا إلى صراع مدمر يعيدها إلى أحلك أيام الحرب.
ولفت إلى أن روسيا وإسرائيل تساعدان الأسد في توضيح هذه النقطة للإيرانيين، عبر زيادة وتيرة الضربات الإسرائيلية، وفق قوله.
وخلص المعلق الإسرائيلي إلى أن الإيرانيين يركزون الآن على الحد الأدنى الضروري لهم في سوريا، والمتمثل بالحفاظ على الممر البري من إيران عبر العراق وسوريا إلى “حزب الله” في لبنان، وتعزيز منظومة الصواريخ المضادة للطائرات التي تسمح لهم بتجربة أسلحتهم.