الأربعاء 8 كانون الأول/ديسمبر 2021
سوريا اليوم – الرقة
تتفحص تركية الحسين (59 عاماً)، وهي نازحة في الرقة شمالي سوريا، خيمتها الممزقة، وتستغرق في التفكير بكيفية ترقيعها أو تقويتها لتتحمل هبوب الرياح والأمطار هذا العام أيضاً.
وتعيش المسنة مع أربع من بناتها وثلاثة أحفاد في الخيمة التي تم تشكيلها من أغطية وأقمشة تالفة، فبدا كل جانب منها بلون باهت مختلف.
ويقول نازحون في مخيم سهلة البنات العشوائي، ثلاثة كيلومترات شمال شرق الرقة المدينة، إنهم يعيشون دون مساعدات وبلا مستلزمات تدفئة في خيامهم القديمة، بحسب ما يذكر تحقيق نشرته وكالة “نورث برس” المحلية اليوم الأربعاء.
ويصل عدد العائلات المتواجدة في مخيم سهلة البنات ما يقارب 1.500 عائلة، غالبيتها من قرى معدان والسبخة والمغلة جنوب الرقة الواقعة تحت سيطرة قوات حكومة دمشق منذ أواخر العام ٢٠١٧.
لكن الحال هذه تشمل 58 تجمعاً عشوائياً لنازحين في أرياف الرقة وسط نقص وصل المساعدات الإغاثية للمنطقة بعد إغلاق معبر اليعربية الإنساني منذ نحو عامين.
ترقيع خيام
ويعود عمر خيمة “الحسين” لثلاثة أعوام سابقة، وتقوم الآن بترقيع الشقوق ببعض الأقمشة والأغطية مع حلول الشتاء الذي اعتادت أن يكون “فصل التعب والمعاناة”.
تقول لنورث برس: “حل الشتاء ولم نر أي مساعدات، رغم الحاجة الملحة للمازوت، والبطانيات الموجودة اهترأت فباتت رقيقة لا تقوى على تدفئة الأطفال”.
ويعيش نازحون المخيمات العشوائية في أرياف الرقة في خيام اشتروها على نفقتهم الخاصة، ويحصلون على مساعدات بشكل متقطع من الإدارة الذاتية والمنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة.
وتفتقر غالبية الخيام هذه، للسجاد والأغطية الشتوية، فترى معظمها مفروشة بأغطية رقيقة بسبب قدمها.
ويضم 58 مخيماً عشوائياً في الرقة ما يقارب 15 ألف عائلة، بعدد أفراد يزيد عن 72 ألفاً، بحسب مكتب شؤون المخيمات في مجلس الرقة المدني.
وبسبب ما قاسته خلال أعوام مضت، تقول نازحة في الرقة إن الخوف يحل مع شعورها بالبرد في الشتاء، فتضرر الخيمة بسبب الرياح الشديدة وتسرب مياه الأمطار داخلها مشكلات متوقعة كل عام.
ويحتار ياسر الجبر (39 عاماً)، وهو نازح من معدان وأب لسبعة أطفال، أيسعى لتأمين احتياجات غذائية وأساسية لأطفاله أم يشتري كمية قليلة من المازوت (الديزل) حين يستلم أجرته نهاية الأسبوع.
ويحصل الرجل على نحو ثمانية آلاف ليرة سورية أيام عمله المتقطع في العتالة.
يقول إن أسعار مازوت التدفئة في الأسواق “باهظة” مقارنة مع دخله، وإن الجهات المسؤولة في كل من الإدارة الذاتية والمنظمات العاملة لم تقدم لهم دعماً بالرغم من “تكرار الوعود”.
ويضيف أن أطفاله لا يملكون ألبسة شتوية، والأغطية الموجودة لا تدفئهم في الليل.
وتجاوز سعر اللتر الواحد من المازوت حاجز 800 ليرة سورية في السوق السوداء في مدينة الرقة، بينما يبلغ سعره المدعوم 410 ليرة سورية للتر الواحد.
ويبلغ عدد المنظمات والجمعيات المحلية العاملة في الرقة 110منظمات، إلا أن العمل أصبح يقتصر فعلياً على نحو 20 منها بعد إغلاق معبر اليعربية قبل عامين، بحسب مكتب الإغاثة التابع للجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في مجلس الرقة المدني
وتعتمد المنظمات العاملة في المنطقة على إمكانات محدودة وأسواق محلية في تنفيذ مشاريعها، بحسب ناشطين.
مساعدات شحيحة
وفي الجوار يقوم نازح بحفر مجرى حول خيمته بهدف منع مياه الأمطار من الدخول كما الشتاء الماضي، بينما يجمع آخر حجارة ليدعم خيمته المعرضة للرياح من كل جانب.
والشهر الماضي، قال مارتن غريفيث مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن “السوريين على وشك مواجهة شتاء قارس آخر، ومع بدء درجات الحرارة في الانخفاض، سيؤدي هطول الأمطار والبرد والشتاء إلى تفاقم المصاعب والمخاطر.”
وفي الثلاثين من تشرين الأول/أكتوبر، قال مسؤول في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إن هناك فجوات في آلية توزيع المساعدات للنازحين في المخيمات وإيصال المساعدات لهم مع حلول فصل الشتاء.
وقال شيخموس أحمد وهو الرئيس المشارك لهيئة شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية، إن إغلاق معبر اليعربية انعكس سلباً على المخيمات، وأدى لحدوث أزمات إنسانية وصحية.
وقال عبد الناصر حمي، وهو المتحدث باسم مكتب شؤون المخيمات في مجلس الرقة المدني، إن مخيم سهلة البنات مازال يستقبل أعداداً متفاوتة من النازحين في فترات متقطعة، وأغلبهم قادمون من مناطق سيطرة حكومة دمشق.
وأضاف لنورث برس أنه لم يتم توزيع أي من مازوت التدفئة أو الألبسة الشتوية للأطفال أو مستلزمات شتوية كالأغطية والإسفنجات، بسبب “عدم توفر إمكانات تغطي كل النازحين”.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.