السبت 11 كانون الأول/ديسمبر 2021
سوريا اليوم – دمشق
تعمل “أم محمد”، وهي أم معيلة لخمسة أطفال في درعا جنوبي سوريا، جاهدة في ما يتوفر لها من عمل في المشاريع الزراعية، إلا أن سد احتياجات العائلة التي قتل معيلها على يد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يبدو صعباً للغاية وسط الغلاء.
وتعيش العائلة في قرية حوش حماد في أقصى شرق منطقة اللجاة بريف درعا الشرقي والتي تعاني انعدام خدمات ونقصاً في فرص العمل والمعيشة رغم عودة سيطرة القوات الحكومية عليها منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
ويقول سكان عائدون للقرية إن انعدام الخدمات وندرة فرص العمل تجعل الحياة فيها صعبة، بحسب تحقيق نشرته اليوم السبت وكالة “نورث برس” السورية المحلية.
وكان موقع قرية حوش حماد قرب أوتوستراد دمشق- السويداء وعلى بعد أربعة كيلومترات عن مطار خلخلة العسكري الحكومي قد جعلها منذ السنوات الأولى للحرب هدفاً لفصائل المعارضة وتنظيم “داعش”.
وتسببت المعارك بنزوح سكان القرية الذين يقدرون عددهم بثلاثة آلاف شخص، بالإضافة إلى أن الدمار شمل قرى الشياح والشومرة والمدورة والطف القريبة.
تقول الزوجة التي عرفت عن نفسها بـ”أم محمد”، لنورث برس، إنها نزحت من مقتل زوجها إلى سهول ريف درعا الشرقي واضطرت للعمل منذ ذلك الوقت في المشاريع الزراعية من لإعالة أطفالها.
وتضيف أن المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية لا تقدم لهم الآن أي مساعدة، على عكس ما كان الوضع قبل سيطرة القوات الحكومية على الجنوب السوري عام 2018.
تتابع نفوذ
وعام 2014، سجل أول ظهور لمسلحي تنظيم “داعش” في منطقة اللجاة بريف درعا الشرقي.
وقتل والد الأطفال الخمسة (يبلغ أكبرهم 16 عاماً) على يد مسلحي تنظيم “داعش” لرفضه الانضمام إليهم.
وفي أيلول/ سبتمبر عام 2019، اشتبكت فصائل معارضة مع مسلحي التنظيم بعد محاصرتهم في القرية.
وقال قائد سابق في فصائل المعارضة بدرعا إن أبرز خسائر التنظيم كانت في كانون الثاني/ يناير عام 2015 عند قيامه باقتحام قرة المدورة والشومرة والشياح في القطاع الشمالي للجاة، حيث قتل منهم 23 عنصراً وأسر ثمانية.
وخرج مسلحو التنظيم من ريف درعا الشرقي في آذار/ مارس 2017 بموجب اتفاق بين فصائل المعارضة السورية والتنظيم قضى بخروج مسلحيه من قرية حوش حماد.
وسمح الاتفاق حينها ببقاء من انضموا للتنظيم من سكان القرية شريطة تسليم أسلحتهم وقطع علاقتهم بالتنظيم، بحسب المصدر نفسه.
استمرار مشكلات
واستمرت سيطرة المعارضة السورية في المنطقة حتى اقتحام القوات الحكومية لها في تموز/ يوليو عام 2018 بدعم جوي روسي وإسناد فصائل موالية لإيران أبرزها فوج “الحيدر” التابع لقوات العميد سهيل النمر.
واعتقل عناصر “الحيدر” آنذاك سكان قرية حوش حماد واقتادوهم إلى مدرسة قرية خلخلة، ومن ثم تم نقل النساء والأطفال إلى مبنى مدرسي آخر في بلدة أبطع في ريف درعا الغربي.
كما قامت تلك القوات آنذاك بتجريف عدد كبير من المنازل بعد إفراغها من سكانها ، بحسب سكان.
وبقي مصير بعض المعتقلين من سكان حوش حماد والقرى المجاورة منذ ذلك الحين مجهولاً بعد نقلهم إلى سجون العاصمة دمشق.
وقبل شهرين، تسلمت عائلة الشاب يونس عطية السبتي (26 عاماً) جثمانه عقب مقتله في سجن صيدنايا العسكري، وبعد اعتقال دام لأكثر من ثلاث سنوات.
تقول والدته إنه اعتقل مع أخيه الأكبر “عمر” في قرية حوش حماد ومع عدد آخر من أقاربه، رغم إتمامه عمل التسوية بموجب الاتفاق الذي رعته روسيا صيف العام 2018.
وتضيف أن عناصر فوج “الحيدر” و اعتقلوا الجميع في القرية رجالاً و نساءً و أطفالاً، وصادروا أملاكهم و ومواشيهم، ودمروا منازلهم بالجرافات.
خدمات معدومة
ويعاني سكان القرية من انعدام خدمات الكهرباء ومياه الشرب والتعليم والنقل العام.
ويرى أبو محمد السبتي، وهونازح من القرية يعيش في سهول ريف درعا الشرقي، أن الوقت غير مناسب للعودة، “فالخدمات معدومة ولا تتوفر فرص للعمل”.
وأضاف أن المدرسة الوحيدة في القرية لا تزال متوقفة عن العمل والأطفال الموجودون هناك لا يستطيعون متابعة دراستهم بسبب بعد مدارس القرى المجاورة.
وفي شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019، زار محافظ درعا السابق محمد الهنوس قرية حوش حماد ووعد بالعمل على إصلاح بئر مياه الشرب في القرية وصيانة شبكة الكهرباء وترميم المدرسة.
لكن السكان يقولون إن شيئاً من ذلك لم يُنفذ، فهم مازالوا يشترون مياه الشرب عبر صهاريج من بلدة خلخلة.
كما أن أقرب مركز صحي أولي يقع في بلدة المسمية التي تبعد أكثر من 12 كيلومتراً، ما يجبر ذوي مرضى على دفع أجرة سيارة خاصة.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.