الأحد 2 كانون الثاني/يناير 2022
سوريا اليوم – متابعات
أثارت الغارة الإسرائيلية الأخيرة على “حاوية أسلحة” في ميناء اللاذقية تساؤلات حول ما إذا كان هذا الهجوم يشكل نقطة محورية، أو على الأقل محطة أساسية، في الصراع السوري، خصوصاً إذا جرى التدقيق في التغيير بالموقف الروسي، وتم وضع ذلك في سياق تطورات حصلت في سوريا ودمشق وعواصم أخرى.
وأشارت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية في تقرير أعده المحرر إبراهيم حميدي إلى أن شن إسرائيل في السنوات الماضية، مئات الغارات بصواريخ أرض – أرض أو بقصف جوي، على “مواقع إيرانية” في سوريا، كما أنها المرة الثانية التي يُقصف فيها ميناء اللاذقية، لكن التقرير اعتبر الغارة الأخيرة على الميناء تضمنت – بالتأكيد – رسائل روسية واضحة إلى دمشق وطهران وواشنطن وعواصم أخرى.
وأضافت إن إحدى إشارات التغيير الكبير في الموقف الروسي، هو أنه في 2018 حصل توتر بين موسكو وتل أبيب على خلفية إسقاط سوريا لطائرة روسية في البحر المتوسط، بعد غارات على غرب سوريا. وقتذاك، تطلب الأمر زيارات و”اعتذارات” من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، للرئيس فلاديمير بوتين، لطي صفحة التوتر.
والآن، يبدو بالفعل، أن حجم ونطاق وكثافة القصف الإسرائيلي، ما بعد لقاء بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، في سوتشي، في 22 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ليس كما كان قبله. فواضح أن بينت حصل على “ضوء أخضر” من بوتين لتوجيه “ضربات أشد وأدق وملاحقة إيران في سوريا ومنع تموضعها الاستراتيجي”، إلا أن بوتين طلب من إسرائيل فقط “عدم التعرض للمصالح الروسية في سوريا” و”تجنب استهداف مباشر للقوات السورية”، إضافة إلى إبلاغ قاعدة حميميم عبر الخط الساخن بموعد القصف قبل “فترة معقولة” من حصوله. ولا شك، أن قصف أطراف دمشق بصواريخ أرض – أرض في نهاية أكتوبر مثالٌ، منع الرد على قصف قاعدة “تي فور” في ريف حمص مثال ثان. أما الاختبار الثالث، فكان بقصف ميناء اللاذقية في 7 من الشهر الماضي، ثم قبل يومين، بحسب تعبير الصحيفة.
ويضيف التقرير إنه منذ لقاء بوتين – بينت، تغير الخطاب الروسي. قبل ذلك، كانت قاعدة حميميم تفاخر بقيام مضادات الدفاع الجوي السوري، الروسية، بالرد على القصف. وتنشر بياناتها الرسمية تفاصيل أنواع الصواريخ، التي بالتأكيد لم تشمل منظومات “إس 300″ و”إس 300 المتطورة” و”إس 400″. لكن بعد اللقاء، هناك ثلاثة اختبارات تؤكد تغير تعليمات الكرملين:
الأول، جاء من المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف خلال زيارته دمشق في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، عندما قال رداً على الغارات إن موسكو “ترفض بشكل قاطع هذه الأعمال اللاإنسانية، وندعو للتواصل مع الطرف الإسرائيلي على جميع المستويات حول ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ووقف عمليات القصف”. وأضاف: “في هذا السياق سيكون الرد باستخدام القوة غير بناء لأنه لا أحد يحتاج إلى حرب في أراضي سوريا”.
والثاني، في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، عندما أعلنت قاعدة حميميم أن القصف الإسرائيلي استهدف “مستودعاً” في مطار دمشق، في إشارة إلى مصالح إيرانية، على عكس البيان الرسمي السوري الذي أشار إلى أن “رشقات” القصف استهدفت جنوب سوريا.
والثالث، جاء بعد القصف الأخير على اللاذقية، إذ إنه لأول مرة تشرح وزارة الدفاع الروسية أسباب عدم الرد على القصف، إذ قالت في بيان إن “قوات الدفاع الجوي السورية لم تدخل قتالاً جوياً، لأنه تواجدت وقت الضربة في منطقة نيران منظومات الدفاع الجوي طائرة تابعة لقوات النقل العسكري للقوات الجوية الفضائية الروسية خلال عملية الهبوط في مطار حميميم”.
وبحسب الصحيفة فلهذه الكلمات معانٍ كثيرة، خصوصاً إن تأتي من بلد مثل روسيا، حيث الكلمات تدرس في المختبرات قبل توزيعها وإلقائها. وواضح، أن موسكو قررت بعث رسائل عدم رضا إلى طهران ومحاولة تمددها العسكري في سوريا، وأنها لم تكن مسرورة عندما قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني خلال لقائه وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في طهران الشهر الماضي، إن “المقاومة هي السبيل الوحيد لاستئصال هذه الغدة السرطانية (أي إسرائيل) من المنطقة”. كما أنها لم تكن راضية على قيام مسيّرات إيرانية بقصف قاعدة التنف الأميركية جنوب شرقي سوريا “رداً” على قصف تل أبيب لقاعدة “تي فور” في ريف حمص.
كما يبدو أن موسكو قررت رفع مستوى الضغط على دمشق، كي تنحاز إلى الخيارات الروسية. ولا شك أن القصف الإسرائيلي في القنيطرة، شيء، وفي وسط سوريا، شيء آخر. أما أن يكون القصف في اللاذقية، المعقل الرئيسي لموالي النظام وقاعدته الاجتماعية، وعلى بعد 20 كلم من قاعدة حميميم الروسية، ففي هذا رسائل كثيرة، لا تخطئ وجهتها.
وختمت الصحيفة تقريرها قائلة: “لا شك أن لجم الاستهداف الإيراني للوجود العسكري الأميركي، ومباركة القصف الإسرائيلي للوجود الإيراني، وغض الطرف على تأليب القاعدة الاجتماعية في الساحل السوري، والتدخل مباشرة لتفكيك شبكات المخدرات قرب حدود الأردن، رسائل روسية إلى دول عربية كي لا تتراجع عن “التطبيع” مع دمشق، وإلى واشنطن وتل أبيب كي تباركا أكثر الدور الروسي في سوريا”.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.