“عيد القوزلة”: قرى في الساحل السوري تحتفل بـ”إشعال النيران”

السبت 15 كانون الثاني/يناير 2022

سوريا اليوم – اللاذقية

انتهت أمس الجمعة في بعض قرى الساحل السوري احتفالات “عيد القوزلة”، وهو احتفال محلي بمناسبة حلول السنة الشرقية الجديدة يومي 13 و14 كانون الثاني/يناير من كل عام، حيث يتبادل أهالي تلك القرى عبارات المباركة مثل: “عيد مبارك عليك”، و”قوزلة مباركة”.

وينقل موقع “أثر برس” السوري المحلي (موالي) عن الباحث التاريخي الدكتور سليمان حسن أن “القوزلة” اسم مشتق من فعل “قزل” الآشوري، أي أشعل النار، ويستخدم في العامة “قوزل” أي شارك بالاحتفال بمناسبة “القوزلة”، وكانت الشعوب والقبائل تحتفل بليلة رأس السنة الميلادية على التقويم الشرقي بإشعال النيران، مؤكداً أن الاحتفال بهذا العيد يعود إلى ما قبل المسيحية والإسلام، وليس هناك ما يربط “القوزلة” بأي مناسبة تاريخية ولا صلة لها بالعقائد الدينية.

وحول طقوس الاحتفال بـ”القوزلة”، تقول أم إبراهيم من ريف بانياس لـ”أثر برس”: “يبدأ التحضير للاحتفال بالقوزلة قبل عشرة أيام، من خلال تأمين جميع مستلزمات الاحتفال”، مضيفة: “أجواء من الفرح تخيم على القوزلة تتمثل في تبادل الزيارات، والاحتفال من خلال إقامة حلقات الدبكة والرقصات على أنغام الطبول والأغاني الفلكلورية المشهورة في الساحل”. وتتابع: “جميل هو الفرح ولمة الأهل والأقارب والأصدقاء، خاصة في هذه الظروف التي نحن بأمسّ الحاجة فيها للفرح”.

أما الأكلات المرتبطة بالعيد، فتتحدث عنها أم إبراهيم مشيرة إلى أن الضيافة مرتبطة بظروف الناس المعيشية، خاصة في ظل الظروف الراهنة، لافتة إلى الفواكه والحلويات، وتقول إن هناك أيضاً خبز القوزلة الذي يُحضّر فقط في هذه المناسبة، وهو يُخبز على التنور، ويتكوّن من الدقيق الكامل وزيت الزيتون والفليفلة الحمراء والملح والسمسم وحبة البركة، بالإضافة للفطائر والكبيبات بالسلق المشهورة في الساحل السوري.

وبغصة، تقارن أم إبراهيم الاحتفال بعيد القوزلة بين أيام زمان والوقت الراهن، إذ تقول: “في السابق كانت كل عائلة تقدم ذبيحة في هذا اليوم كقربان لله، وتجمع الموائد كل أصناف الحلويات والفواكه بالإضافة للحم والأكلات التراثية، كما تتم زيارة الأرامل واليتامى والفقراء، وتقديم المساعدات المادية للعائلات الفقيرة، وتستمر الاحتفالات في بعض قرى الساحل لمدة ثلاثة أيام”.

وتضيف: “أما اليوم، بسبب الظروف المعيشية الصعبة تضاءل عدد الذين يحتفلون بعيد القوزلة”، عازية السبب للغلاء، وعدم استطاعة الناس تحمّل تكاليف الاحتفال بـ”القوزلة” الذي بات يقتصر على الأكلات التراثية المرتبطة بالعيد مما لا تكلف صناعتها الكثير، مدللة بالكبيبات بسلق والفطائر وخبز القوزلة.

سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.